كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»
لأول مرة في تاريخه السينمائي، يدخل الأردن رسمياً إحدى مسابقات مهرجان كان السينمائي الدولي، بفيلم “إن شاء الله ولد” للمخرج الشاب أمجد الرشيد.
وقد حظي العمل، الذي شارك في مسابقة “أسبوع النقاد”، بترحيب كبير خلال عرضه الأول، بعد أن كشف المخرج أسلوبه السينمائي في معالجة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في العالم العربي.
واختار أمجد أسلوب السهل الممتنع، ليغوص في حكاية المرأة وحقوقها من الميراث، بعد أن فتح العديد من الملفات المسكوت عنها في المجتمع الأردني.
وتدور الحكاية حول قصة سيدة أردنية تدعى نوال (جسدت دورها الممثلة الأردنية منى حواء)، وتناضل من أجل حقها في الميراث بعد وفاة زوجها، وذلك في مجتمع يكون فيه لإنجاب الابن تأثير كبير على قواعد توزيع الميراث.
بهذا الفيلم الجريء الذي لم تقدم السينما الأردنية نموذجاً مماثلاً عنه في السابق، استطاعت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام أن تفك شفرة مهرجان كان لأول مرة في تاريخ الأردن.
ويرى القائمون على السينما الأردنية أن وصول أول فيلم أردني إلى مهرجان كان، جاء نتيجة سنوات من العمل وليس وليد الصدفة.
ويلخص المدير العام للهيئة الملكية الأردنية للأفلام مهند البكري الأمر، قائلاً: هذا الفيلم هو أول تجربة إنتاج مشترك بهذا الحجم، وقد راهنا على الشباب ورؤيتهم الفنية من خلال تشجيعهم ومرافقتهم.
ويضيف : أشرفت الهيئة على جميع مراحل إنجاز الفيلم، بداية من مشروع السيناريو وصولا إلى قاعة المسابقة الرسمية لأسبوع النقاد بالدورة ال76 لمهرجان كان.
يبدو أن السينما الأردنية اكتسبت خبرة كبيرة في المهرجانات العالمية، من خلال إصرارها على التواجد في المدينة العالمية لمهرجان كان وسوق الأفلام خلال العشر السنوات الأخيرة.
ويأتي فيلم “إن شاء الله ولد” بعد إنتاج الهيئة الأردنية 17 فيلماً روائياً طويلاً، وعدداً كبيراً من الأفلام القصيرة خلال السنوات الأخيرة، والتي نجحت في السفر إلى العديد من المهرجانات الإقليمية الكبرى.
من جهته، عبر المخرج أمجد عن سعادته لوصول تجربته الروائية إلى “كان”، مشيراً إلى أنه يقطف اليوم ثمار 6 سنوات من الكتابة والمراجعة والتصوير واختيار الممثلين والانتقال في جولات مكوكية بين المهرجانات العربية والعالمية بحثا عن شركاء لمشروعه السينمائي.
وعن دوافع اختيار الموضوع، قال أمجد: أشعر بمعاناة المرأة من أمثال نوال التي تجد نفسها في دوامة إنقاذ أسرتها بعد وفاة زوجها.
ويتابع : يوجد في الفيلم ثلاثة مستويات من الصراع، حيث يتشكل المستوى الأولى في أحد إخوة زوجها المتوفي الذي يطالبها بحقه في الميراث، غير مكترث بحالتها المادية، أما المستوى الثاني فيتعلق بقوانين الحالة المدنية في الأردن التي لا تنظر بعين الشفقة للمرأة المطلقة، ويتجسد المستوى الثالث في أصول الشريعة ونظرتها لحقوق المرأة في الميراث.
ويطمح أمجد لإحراز جائزة المسابقة التي يتنافس عليها 7 مخرجين شباب. ويبدو حظ المخرج الأردني وافراً في هذا الصدد بالنظر لحجم الإقبال الكبير الذي حظي به الفيلم.
وينتمي أمجد إلى الجيل الجديد من المخرجين في الأردن، فهو من مواليد 1985، وهو حاصل على درجة الماجستير في الإخراج والمونتاج.