القاهرة ـ «سينماتوغراف»
قال النجم التونسي ظافر العابدين، إنه لم يتخوف من الاتهامات بالخوض في السياسة وتأثير آرائه السياسية على نجوميته.
وأضاف ظافر العابدين خلال ندوة فيلمه «غدوة» التي أقيمت اليوم على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، بحضور المنتجة درة بشوشة، بالإضافة إلى الفنان الشاب أحمد درحومة والفنانين رباب السرايري ونجلاء بن عبد الله وغانم الزريلي، أنه عندما كتب العمل كان يريد أن يقدم قصة معينة حول العلاقة الإنسانية التي تجمع الأب وابنه ومن ضمن القصة كانت الأحداث السياسية، فمن الطبيعي أن أي علاقة إنسانية لأي أسرة تتأثر بالأحداث والمجتمع فيما حولهم.
وأكد أنه لم يكن يتحدث بالسياسة ولا يحمل آراء سياسية ولكنه يعبر عن مواطن تونسي، فالعمل ليس مبنياً على فكرة سياسية ولكنه يجب أن يحاكي الواقع ليصل للناس بمصداقية عالية.
وأضاف:”كنت متخوفاً من فكرة العمل أمام وخلف الكاميرا، ولكن بعدما بدأ التصوير زال هذا التوتر لأنه كل فريق العمل كان يعمل على تحضيره جيدا، وبالتالي لم يجدوا أية مشكلة لأنهم جميعا كانوا داعمين ومساندين لبعضهم البعض”، كما أكد أن العمل قصته هو بينما شاركه الكاتب أحمد عامر في كتابة السيناريو والحوار“.
وعن اختياره لديكورات المنزل، قال إنه تعمد أن تعبر عن حالة المنزل الذي كان في وقت من الأوقات جميلا ومرتبا بينما مع مروره بأزمات أصبح مهملا، وهذا ينعكس على حال البلاد والتي تعاني من نفس الأزمة، مؤكدا أن شخصية “حبيب” التي يقدمها بالفيلم متفائلة ولذلك لم تنتحر بالنهاية، فهو شخص مثابر ويحاول التغيير ولديه دوما أمل في الغد.
وعن سبب حماسها للعمل، قالت المنتجة درة بشوشة إنها وافقت عليه سريعاً جداً، حيث أنها تفكر جيداً في العمل المعروض عليها قبل الموافقة على إنتاجه، ولكنها تعاملت مع ظافر منذ سنوات عديدة في أعمال كثيرة وتعلم أن لديه إرادة وحلم وقوة وطاقة فنية كبيرة وحماس لأي عمل يقدمه.
وأضافت:”قرأت السيناريو واتصلت به ووافقت فوراً على تقديمه، وهنا أكد العابدين، أن العمل لم يستغرق كثيراً في إقناع فريق العمل به، خاصة وأنهم جميعاً تحمسوا لتقديمه ولكن ما جعله يتأخر قليلاً هو مروره ببعض الظروف الخارجة عن إرادته مثل وفاة والدته وانتشار فيروس كورونا“.
وأشار العابدين إلى أنه كان من المحتمل في البداية عرض الفيلم في أحد المهرجانات بتونس، لكن تم استبعاده من اللجنة الفنية.
وقال العابدين، إنه توجه للإخراج منذ سنوات عديدة، وكان يريد تعلم التمثيل، وتعلمه بالفعل من وراء الكاميرا، من خلال عمله كمساعد مخرج.
كان يحلم بالعمل كمخرج، وكان لديه حلم أن يقوم بعمل من إخراجه، وذلك لكون العمل من أوله لآخره يعبر عن وجهة نظر المخرج ونظرته تجاه مجتمعه.
وأوضح “ظافر” أنه أحب شخصية “حبيب” لكون الدور يحكي عن حكاية مهمة، وهي قصة تحمل عمقا كبيرا في الشخصية.
وأكد “ظافر” في حديثه أنه لم يفكر في الحكي عن موضوع سياسي خاص بدولته، لكنه أراد فقط أن يحكي عن المجتمع التونسي، منوها أن أهم شىء هو مصداقية العمل وواقعيته.
وأشار العابدين إلى أنه اختار فكرة أن يكون الابن هو الشريك لوالده في التأزم النفسي الذي يعيشه، واختيار الابن لكونه “الشعلة” لأننا كلنا اتربينا على أشياء أثرت علينا وعلى اختياراتك، وفي نفس الوقت وجود الابن يطرح تساؤلات نحو هل يستطيع المجتمع يحقق أحلامه من خلال الجيل الجديد، فالابن هنا بالأحداث يمثل المستقبل ويربط بين الماضي والحاضر.
وأكد ظافر أنه تقمص الحالة النفسية كنتاج للمعايشة مع شقيقه الذي عانى مرض السرطان، وكان لابد أن يأخذ علاجاً معيناً لكونه مرض صعب بحسب وصفه، وللأسف تأخر موعده بالتأمين الطبي لعلاجه عامًا كاملًا ولولا أن أحضرنا العلاج كان سيتعرض لمكروه، وهنا جلست أفكر وأتساءل نحن نستطيع إحضار العلاج لكن آخرين ربما لا، وحالة شقيقي النفسية من حيث حبه لوطنه وانتمائه لها في الوقت الذي تخلت فيه عن وقوفها بجانبه في رحلة مرضه كان ملهمًا لكتابة الأحداث.