«عبدالغني النجدي».. الموهبة الكبيرة فى أدوار صغيرة

«سينماتوغراف» ـ محمود درويش

اذا كان هناك نجوم خلقوا لأدوار البطولة على الشاشة، فهناك ممثلون يتمتعون بقدر كبير من الموهبة، ظهروا فى أدوار صغيرة، أو مشاهد معدودة وتركوا وراءهم أثرا كبيرا واعجابا مثيرا، من هؤلاء الممثل عبد الغنى النجدى الذى يتذكره الجمهور بأدواره فى زمن الأبيض وأسود، وربما لايتوقفون كثيرا عند اسمه، انما يظل حاضرا بموهبته وأدائه السلس، وقد لمع فى أداء أدوار الخادم والبواب، فلاننسى هذا الممثل الذى كان يحمل «صينية البطاطس» فى فيلم صلاح أبوسيف «بين السما والأرض»، وصاحب شخصية عوكل – قبل أن يسطو عليها محمد سعد- والتى قدمها النجدى مع اسماعيل يس فى فيلم «الفانوس السحرى» أو صاحب عبارة «أمرك يامستبدة» مع وداد حمدى فى فيلم «طريق الأمل» أمام فاتن حمامة وأحمد رمزى، بالإضافة لأدواره المتميزة مع إسماعيل يس فى العديد من الأفلام مثل «إسماعيل يس فى الأسطول، إسماعيل يس فى البوليس، العتبة الخضراء، لوكاندة المفاجآت، عفريتة إسماعيل يس».

مع اسماعيل يس في فيلم الفانوس السحري

بدأ النجدى مشواره الفنى من خلال فيلم «شارع محمد على» عام 1944، وآخر عمل شارك فيه كان فيلم «غاوي مشاكل» سنة 1980، ولم تقتصر موهبة النجدى على الأداء التمثيلى فقط بل كتب أيضا سيناريوهات بعض الأفلام ومنها، قصة وسيناريو وحوار فيلم «إجازة بالعافية»، والحوار الكوميدى لفيلم «بنات بحري»، وغيرها من الأفلام التى بلغ رصيده فيها كممثل نحو146 فيلما قدمها من عام 1946 وحتى 1980، وجميعها لأدوار صغيرة وقصيرة على الشاشة، ومع ذلك استطاع أن يضع بصمة خاصة به على هذه الأدوار بقدرته على الإضافة إليها ونجح بأدائه البسيط، وإتقانه لأدواره في كسب مكانة قويه لدى جمهوره.

في لقطة من فيلم بين السما والارض

ولد عبد الغني النجدي في 6 ديسمبر 1915 ورحل عن عالمنا يوم   20 مارس 1980، والذي لا يعرفه الكثيرون هو أن صاحب «الشنب» الشهير كان يتمتع بموهبة خاصة فى تأليف النكت لكبار نجوم الكوميديا، ومطربى المونولوجات أمثال؛ إسماعيل يس، وشكوكو، وكان يضع «تسعيرة» للنكتة مقابل جنية واحد، ورغم أنه ترك علامة بارزة في التمثيل السينمائي وأيضاً المسرحي، إلا أنه كان يعيش في الظل، ولم يتمتع بنفس التقدير الذي حظي به غيره من نجوم الكوميديا.

ومن أبرز أفلام عبدالغني «غاوي مشاكل»، «لا يا من كنت حبيبي»، «الخطايا»، «العتبة الخضراء»، «الفانوس السحري»، «الرجل الثاني»، «بين السما والأرض».

ترك النجدي ميراثا متنوعا كان له دورا في إثراء السينما المصرية، فلولا خفة ظله وتمكنه فى الأداء ما تسلل اسم «النجدي» ليحرك فضول النقاد حول فطريته الإبداعية،  فقد كان ممثلا كبيرا وترك علامة بارزة في التمثيل السينمائي وأيضاً المسرحي.

Exit mobile version