«سينماتوغراف» ـ محمود درويش
25 عاماً أمتع فيها جمهور السينما بأدواره الفريدة والمتنوعة، وررد وراءه الملايين إفيهاته وقفشاته الشهيرة التي تميز بها عن غيره من الفنانين. وفى مثل هذا اليوم (8 مارس) عن عمر يناهز 58 عاماً، رحل الفنان الكوميدي الكبير عبد الفتاح القصري الذي مات فقيرا معدما دون أن يلتفت إليه أحد.
كان الفنان الراحل يمتلك سمة فريدة في الأداء التمثيلي بشكل عام والكوميدي بشكل خاص واشتهر بقامته القصيرة وشعره الأملس وإحدى عينيه التي أصابها الحول فأصبح نجما كوميدياً، بالإضافة إلى طريقته الخاصة في نطق الكلام وارتداء الملابس. ولم يلعب القصري بطولة مطلقة وإنما كان دائماً صديقاً للبطل أو بمصطلح السينما دور «السنيد» للبطل.
اشتهر الفنان عبد الفتاح القصري بايفيهات وقفشات ترسم الضحكات على الوجوه، حتى أن الجمهور يرددها في أوقات كثيرة، ومنها «نورماندى تو» و«ست! أنا مش شايف أدامى أيتوها ست».. «ده انا جنب منك أبقى مرلين مونرو» و«يا صفايح الزبدة السايحة يا براميل القشطة النايحة».
ولد عبد الفتاح القصري لأب ثري يعمل بمجال تجارة الذهب في حي الجمالية، ودرس بمدرسة «الفرير» الفرنسية وتخرج في مدرسة القديس يوسف بالخرنفش.
أحب «القصري» التمثيل منذ الصغر، ومن فرط حبه به بدأ مشواره الفني ضد رغبة والده من خلال الالتحاق بفرقة عبد الرحمن رشدي، ثم فرقة نجيب الريحاني ثم فرقتي عزيز عيد وفاطمة رشدي، إلى أن انضم لفرقة عميد الكوميديا نجيب الريحاني عام 1926م ثم ترك الفرقة لعدم اتفاقه مع مدير الفرقة وقتها بديع خيري ليعمل في فرقة اسماعيل يس 1954.
كانت السنوات الأخيرة من حياه الفنان عبد الفتاح القصري مأساة حقيقية، فبينما كان يؤدى دوره في إحدى المسرحيات مع إسماعيل ياسين أصيب بالعمى المفاجئ، وبعدها طلبت زوجته الرابعة الطلاق منه وكانت تصغر منه بسنوات وأصيب بعدها بالاكتئاب وتصلب في الشرايين، ثم هدمت الحكومة البيت الذي كان يسكن فيه فأقام في حجرة تحت بير السلم في حي الشرابية إلى أن توفى في مستشفى المبرة عام 1964.
لعب القصري في السينما أدوار المعلم ابن البلد الغير متعلم، ولعل من أشهر أدواره دوره في فيلم «ابن حميدو» مع الفنان إسماعيل ياسين وأحمد رمزي وزينات صدقي وهند رستم، حيث لعب دور المعلم حنفي شيخ الصيادين والزوج المغلوب على أمره وردد فيه عبارته الشهيرة التي لا زالت باقية حتى الآن «أنا كلمتي لا ممكن تنزل الأرض أبدا» لتقاطعه زوجته المتنمرة ناطقة اسمه «حنفي» ليكمل جملته فيقول: «خلاص هتنزل المرة دي بس يكون في معلومك، المرة الجاية لا ممكن تنزل».
ارتبط عبد الفتاح القصري بالفنان إسماعيل ياسين وشاركه الكثير من الأفلام منها: «إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين» و«ابن حميدو» و«إسماعيل ياسين في متحف الشمع»، و”الآنسة حنفي».
كما لعب في وقت متأخر (1960) دوراً مميزاً في فيلم «سكر هانم» (آخر أفلامه) مع عبد المنعم إبراهيم وكمال الشناوي وحسن فايق وسامية جمال ألا وهو دور «المعلم شاهين زلط».
مثل عبد الفتاح القصرى حوالي 63 فيلم منها «المعلم بحبح” 1935 و«مبروك» عام 1936 و«لو كنت غنى» عام 42 و«من فات قديمه» عام 43 و«احب البلدى» 45 و«السوق السوداء» و «الدنيا بخير» 46 و«عودة طاقية الاخفاء» و«مجد ودموع» و«عروسة البحر» 47 و«بنت المعلم» 47. ومن الافلام التي قدمها عام 48 «سكة السلامة» و«الصيت ولا الغنى» و«احب الرقص». وفى الخمسينيات قدم «دموع الفرح» و«العقل زينة» و«ليلة الدخلة» و «حماتى قنبلة ذرية» و«بيت الاشباح» و«بيت النتاش» و«على كيفك» و«عنتر ولبلب» و«عشرة بلدى» و«حرام عليك» و«نساء بلا رجال» و«حسن ومرقص وكوهين» و«ابن حميدو» و«إسماعيل يس في مستشفى المجانين» وفي الستينيات، قدم «بين ايديك» و«بنات بحرى» و«سكر هانم».
ومن أشهر المسرحيات التي قدمها قسمتي، الدلوعة، الشايب لما يدلع، الجنية المصري، 30 يوم في السجن، حسن ومرقص وكوهين، ماحدش واخد منها حاجة.