تونس ـ «سينماتوغراف»
فى عرضه الخاص في مدينة الثقافة التي تحمل اسم الشاذلي القليبي، في تونس العاصمة مساء أمس السبت، نال فيلم “غدوة” للمخرج والممثل ظافر العابدين تشجيعاً كبيراً من الصحافيين والفنانين الذين حضروا العرض.
العمل هو أول تجربة إخراجية للعابدين، وتدور أحداثه عام 2021، أي بعد عشر سنوات من الثورة التونسية: بطل الفيلم (الحبيب) محامٍ تعرّض للسجن والتعذيب، يكرّس حياته المهنية لمناصرة المظلومين الذين تعرّضوا مثله للتعذيب ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات التي طاولتهم. لكن حلم المحامي التونسي بمحاسبة المسؤولين عن علميات القتل والاغتصاب والتعذيب لم يتحقّق، وهو ما يدخله في أزمة نفسية حادة، جعلته بطريقة ما يحذف السنوات العشر الأخيرة التي عاشها، ليعود إلى ما قبل الثورة وإطاحة نظام زين العابدين بن علي. وقتها كان يعتقد أن الثورة آتية غداً لا محالة… وطيلة فترة عرض الشريط تتكرّر كلمة “غدوة”، في إشارة إلى هذا الغد الذي ينتظره الجميع بآمال مختلفة.
كما تكررت عبارات “كشف الحقيقة، العدالة، ثم المصالحة” على لسان بطل الفيلم، وهي مقتبسة من شعار العدالة الانتقالية الذي رفع في تونس بعد الثورة من أجل إنصاف ضحايا نظام بن علي. لكن ذلك لم يحصل حتى اليوم، وكأن الثورة لم تقم.
الفيلم من بطولة ظافر العابدين، وأحمد بلرحومة، ونجلاء بن عبد الله، ورباب السرايري، وبحري الرحالي، وغانم الزرلي. وقد نجح في جذب المشاهدين، خصوصاً العابدين الذي عرف كيف يتقمّص شخصية المحامي بطريقة ممتازة. كما تميز فى أول تجربة إخراجية له من خلال تقنيات التصوير المعتمدة فى فضاءات مفتوحة في شوارع العاصمة التونسية، وفي سرعة حركة الكاميرا التي منحت الفيلم سرعة لا تتماشى مع طبيعة الموضوع الذى يطرحه، لكنها تساعد على جذب الجمهور للهروب من فخ الملل.
قال العابدين خلال العرض الخاص للفيلم، إن “العمل يطرح مشكلة العدالة الانتقالية والظلم وعدم الإنصاف الذي تعرّض له ضحايا الاستبداد. فبعد 10 سنوات لم تحسم أيٌّ من هذه الملفات”. كما عبّر عن سعادته بتواجده فى تونس، قائلاً “انتظرت هذا اليوم كثيراً، وأنا سعيد جداً بردة فعل الجمهور من صحافيين وسينمائيين وممثلين، وأنتظر ردة فعل الجمهور بعد عرض الفيلم فى قاعات السينما التونسية ابتداءً من 2 مارس المقبل”.