عشرة أفلام يجب مشاهدتها في بانوراما الفيلم الأوروبي
سينماتوغراف ـ أحمد شوقي
تنطلق غدا الأربعاء الدورة السابعة لبانوراما الفيلم الأوروبي بالقاهرة، الحدث الذي صار العديد من محبي السينما يترقبونه سنويا ويعتبرونه الأيام السينمائية الأهم خلال العام. في الدورة الجديدة تعود البانوراما للحس الأوروبي الكامل بعد عامين من التفرع عن هويتها الأصلية، وتقدم برنامجا ثريا أخترت منه كالعادة عشرة أفلام أرشحها للمشاهدة.
1. بيات شتوي (تركيا)
بعد غياب عامين تعود البانوراما لعادتها القديمة بامتلاك العرض المصري الأول للفيلم المتوج بسعفة كان الذهبية. ملحمة المخرج نوري بيلجي جيلان الجبلية العذبة حدث لا يمكن تجاهله. عندما تسمع زمن عرض الفيلم الضخم ـ ثلاث ساعات وربع ـ تعتقد تلقائيا أنه عمل شعري تأملي من أفلام اللقطة المستمرة لدقائق، لكن المفاجئة هي أن الفيلم أبعد ما يكون عن هذا التصور.
لو اخترت أفضل خمسة مخرجين يصنعون أفلاما تسجيلية في العالم سيكون فيم فيندرز بينهم، ولو تقلصت القائمة لثلاثة سيكون منهم، ولو كان المطلوب هو اسم واحد ففي الأرجح سأختار فيندرز. بعد مشاركته فيها قبل ثلاث دورات بفيلمه البديع “بينا”، تقدم البانوراما هذا العام برنامجا خاصا لتكريم المخرج الألماني الكبير، تعرض فيه فيلمين قديمين “باريس تكساس” و”نادي بوينا فيستا الشيوعي”، بالإضافة إلى أحدث أفلامه “ملح الأرض” من إنتاج فرنسي، الحائز على جائزة لجنة التحكيم من برنامج “نظرة خاصة” بمهرجان كان. بانوراما بصرية لمشوار المصور سباستياو سالجادو، أخرجها فيندرز بالمشاركة مع ابن المصور نفسه.
ماراثون مشاهدة آخر يقدمه المخرج الألماني إدجار ريتز، أربعة ساعات كاملة من دراما تدور في قرية ألمانية وسط القرن التاسع عشر. الفيلم إعادة لتقديم ثلاثية تلفزيونية فائقة النجاح، وقد أجمعت الجوائز السينمائية الألمانية المحلية أنه الإنتاج الأفضل خلال العام الماضي، فحصد جوائز الفيلم الألماني والفيلم البافاري ونقاد السينما الألمانية لأحسن فيلم في 2013، بالإضافة إلى عدد من الجوائز الأخرى، تساعد كلها كعوامل تدفع لقرار مشاهدة هذا العمل الضخم.
عمل آخر من بين الأفضل في دولة إنتاجه خلال العام، دراما المخرج باولو فيرزي الذكية حول حادث يقع قبل أعياد الميلاد ليقلب حياة عائلتين من كبار أصحاب المال في البلاد. من بطولة النجمة الإيطالية الأشهر فاليريا بروني تيديسكي، التي نالت إشادات واسعة عن دورها في الفيلم، كسبب آخر لمتابعة جديد السينما الإيطالية بعدما انتزع جمال سورنتينو العظيم كل الإعجاب قبل عام من الآن.
بعد أن وضعه فيلمه السابق “الذي فعله ريتشارد” كواحد من أهم المخرجين الصاعدين في القارة الأوروبية ـ الفيلم عرضته البانوراما في العام الماضي ـ يعود المخرج الأيرلني ليني أبراهامسون بفيلم يمتلك الكثير من عوامل الجذب: بطولة لنجوم عالميين هم مايكل فاسبندر وماجي جلينهول ودومنال جليسون، وحكاية عجيبة عن شاب يريد أن يحترف الموسيقى فينضم لفريق غنائي ما بعد حداثي، يقوده موسيقي عبقري يخفي شخصيته بصورة دائمة خلف رأس مستعار ضخم!
الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج البريطاني يان ديمانج، دخل به مباشرة إلى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين، ونال إشادة خاصة فيها، قبل أن ينطلق ليجوب عدد كبير من المهرجانات حول العالم. دراما حربية قاسية عن جندي بريطاني يترك وحيدا في بلفاست الأيرلندية لحظة اندلاع مظاهرات الشغب الانفصالية عام 1971. عمل يبدو نظريا بحاجة لمخرج مخضرم لكن صانعه الشاب نجح في الاختبار بجدارة.
7. وفق ترتب الاختفاء (النرويج)
من مسابقة مهرجان برلين أيضا يأتي الفيلم الروائي السابع للمخرج النرويجي هانز بيتر مولاند. كوميديا سوداء عنيفة مليئة بالشخصيات الطريفة والدماء المتناثرة، يلعب فيها الممثل المخضرم ستيلان سكارسجارد دور رجل هادئ يقرر الانتقام لمقتل ابنه الوحيد بأكثر الطرق عنفا وطرافة.
8. إيدا (بولندا)
أحد أنجح الأفلام البولندية في القرن الجديد إن لم يكن أشهرها على الإطلاق. دراما بالأبيض والأسود من المخرج بافل بافليكوفسكي، حول راهبة شابة تبدأ عملها خلال ستينيات القرن العشرين، قبل أن تكتشف سر غامض يتعلق بدور عائلتها خلال فترة الاحتلال النازي لبولندا، عمل ذو حس كلاسيكي يستحق الاهتمام.
واحد من أطرف الأفلام التسجيلية المعروضة في البانوراما وأهمها. سيد الكون في فيلم المخرج مارك باودر ليس هو السياسي أو العسكري أو أي صاحب سلطة أو مال، بل هو المصرفي المتحكم في دورة رأس المال واستثماره. في الفيلم يقدم المصرفي البارز راينر فوس نظرة غير مسبوقة لطبيعة العمل عال المستوى في البنوك متعددة الجنسيات المتحكمة في الاقتصاد العالمي، وأخلاقيات وضغوط ومشاعر العاملين داخلها.
10. عدو الفصل (سلوفينيا)
أول فيلم طويل للمخرج الشاب روك بيكيك (29 عاما)، والمتوج بجائزة أحسن فيلم في أسبوع النقاد بمهرجان فينسيا. دراما موغلة في القسوة عن معلم قاس تقوم إحدى طالبات فصله بالانتحار، فيعتقد جميع زملائها أن المعلم هو المسؤول عما حدث لها، ورحلة اكتشاف متبادلة بين المعلم والطلبة الذي يبدأون في إدراك مالم يعلموه عن طبيعة الحياة.