كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم
يزخر مهرجان كان هذا العام بالمواضيع التي تدور حول الحب والجنس، لكن الفيلم الذي أثار أكبر ضجة هو «عشق» للأرجنتيني غسبار نوي ويحوي مشاهد ممارسة الجنس مصورة بأبعاد ثلاثية. وكان فيلم «عشق» لغسبار نوي من ضمن الاختيارات الرسمية في مهرجان كان لكن خارج المسابقة، رغم ذلك ألهبت الحكايات التي دارت حوله الكروازيت قبل العرض بأسابيع. اعتاد غسبار نوي، الذي صور في «لا رجعة فيه» مشهد اغتصاب تجاوزت مدته عشر دقائق، خلق الجدل.
رائحة اللهب حول «عشق» راجت عبر ملصقات تلتهم فيها الألسن والعيون، ودعاية تعدنا بأننا سنرى ما لم نره من قبل، وبرنامج ترويج قوي يظهر بعض المقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي.. كان كل ذلك كافيا حتى تكون الزحمة والترقب على أشده في كان لحضور «عرض منتصف الليل» لفيلم غسبار نوي، أما العرض الصحفي الوحيد فترك عشرات الصحفيين يحترقون غيظا خارج القاعة.
تتحول هذه الإثارة في الفيلم إلى قصة حب عاشها «مورفي» مع «إلكترا». وأكد غسبار نوي أن ما همه لم يكن «تصوير مشاهد ممارسة الجنس، فسبق لي أن فعلت ذلك في أفلام سابقة. لكن ما أثارني هي تجربة الأبعاد الثلاثية». فعلا لم يكن «عشق» فيلما من نوع المسلسلات المبتذلة، ولا قصة حب خارقة بل تجربة عاطفية تختبر أقصى الحدود من تعاطي المخدرات وممارسة الجنس الجماعي، وكأن نوي هو الذي يقول على لسان مورفي إن السينما يجب أن تكون «مصنوعة من الدم والجنس والدموع» .. لكن يبقى غسبار نوي من أبرع المخرجين في صياغة الشكل وفي خلق لغة بصرية «ميلانكولية» تبحث عن الجديد في الـ«عشق» الذي اختاره الفيلم باللغة الانجليزية Love وتعني أيضا ممارسة الجنس.
ولقب البعض الفيلم بـ«البورنو الأخير في باريس» (في إشارة إلى «التانغو الأخير في باريس» وهو فيلم بورنوغرافي هز سبعينات القرن الماضي)، وخصوصا لأنه يصور الجنس في شبه عزلة داخل شقة.