«عصر أدالين» .. حلم الشباب والخلود ومقاومة الشيخوخة

 خاص ـ «سينماتوغراف»

في فيلم «عصر أدالين ـ the age of adaline» الذي يعرض حاليا في صالات السينما بمنطقة الشرق الأوسط، تلعب السينما مع الزمن وتمنح البطلة القدرة علي مقاومة الشيخوخة والبقاء شابة في عمر الـ29 عاما إلي الأبد.

الفيلم أخرجه لي تولاند كرايجر عن قصة لجيه مايلز جودلو تدور أحداثها في سان فرانسيسكو وتحكي عن شابة جميلة تدعي  أدالين «قامت بالدور بليك ليفلي» ولدت عام 1908 وفي عام 1937 تعرضت لحادث سيارة وسقطت في مياه ثلجية ثم تعرضت لصاعقة كهربية من السماء وكان من نتيجة ذلك ثبات خلايا جسم ايد لاين ومقاومة الشيخوخة بمعني إنها ستظل شابة إلي الأبد. وبالفعل تضطر أدالين إلي تغيير محل اقامتها كل 10 سنوات حتي لا يلحظ أحد إنها لم تعد تتقدم في السن. وابنتها هي الوحيدة التي تعرف سر أمها الشابة وبالطبع فإن الابنة يتقدم بها العمر وتبدو أكبر كثيرا من أمها.

المشاهد التي جمعت بين الأم الشابة والابنة العجوز تذكرنا بفيلم «الحالة الغريبة لبنيامين باتون» الذي أخرجه ديفيد فينشر عام 2008 بطولة برادبيت وكيت بلانشيت. يقدم الفيلم حالة بنيامين الغريبة حيث ولد عجوزا وظل يصغر مع مرور الزمن عكس البشر الطبيعيين أما «أدالين» فقد توقف بها الزمن في سن الشباب ولكن هذا لا يمنع أن نحسب الفيلم من أفلام الخيال العلمي وهو ما أراد المخرج تأكيده وجعل البطلة تتعرض لحادث آخر تعود بعده إلي الحالة الطبيعية وتتقدم في السن مع مرور الزمن.

يقول العلماء: ان حب البقاء هو الغريزة الأولي للانسان. لذلك جذبت قصة  أدالين المشاهدين خاصة بسبب الحوار الذي دار بينها وبين ابنتها فليمينج «ألين بريستين» والتي تشجع أمها علي الاستجابة لحب الشاب أليس «ميشيل هايزمان» وهي اشارة لتمسك الانسان بالحياة حتي لو جاءت له بشكل استثنائي بحت.

وتكتمل مفارقات الحياة عندما تسافر أدالين مع أليس إلي أسرته وتتعرف علي والده وليم «هاريسون فورد» والذي كان يحبها عندما كان شابا في ستينيات القرن العشرين. يؤدي فورد دورا صغيرا مشحون بعاطفة جياشة يتماشي مع دور بطل فيلم «45 عاما» للمخرج أندرو هيج الذي عثر بعد زواج طويل علي جثة حبيبته الأولي وهنا تعرف الزوجة انها كانت الاختيار رقم «2» في حياة زوجها وهو ما يسبب ألماً نفسيا متوقعا لها.

فكرة البحث عن الخلود والشباب الدائم ومقاومة أسباب الموت هي التي سيطرت علي أحداث الفيلم واستطاعت البطلة بليك ليفلي أن تحافظ علي تعبير الحيرة والاستسلام للقدر الذي أعطاها أعظم هدية للانسان وهي أن يظل شابا للأبد. وهو «الحلم الجميل» الذي عاش فيه الجمهور مع أحداث الفيلم ولكن قرب النهاية يحدث ما هو طبيعي وينتهي الحلم ويستيقظ المشاهد علي الحقيقة المؤلمة.

Exit mobile version