القاهرة ـ «سينماتوغراف»
قبل نحو 47 عاماً، قدمت النجمة المصرية فاتن حمامة فيلم “أريد حلاً” إنتاج عام 1975، الذي ناقش مشاكل قانون الأحوال الشخصية ونجح في تغييره.
وتشارك الفنانة نيللي كريم في السباق الرمضاني بمسلسل يرصد معاناة المرأة نتيجة ثغرات في قانون الأحوال الشخصية، فهل ينجح العمل في إحداث تغيير للمرة الثانية؟.
الفن رسالة مهمة وصوت حي ينقل الواقع بكل مصداقية، وهذا ما أبرزته الحلقات الأولى من المسلسل الاجتماعي “فاتن أمل حربي”، الذي تلعب بطولته الفنانة المصرية نيللي كريم، ويتطرق إلى المشاكل التي تقع بين الأزواج ومعاناة المرأة المعيلة في الحصول على حقوقها بسبب بنود قانون الأحوال الشخصية في مصر.
هذا ليس العمل الدرامي الأول الذي يتطرق إلى هذه القضية، فسبقه العديد من المسلسلات والأفلام، لكن واحدا فقط كان له تأثيرا ملموسا وأسفر عن تغيير في القانون.
تدور أحداث فيلم “أريد حلاً” حول درية (فاتن حمامة)، التي تستحيل الحياة بينها وزوجها الدبلوماسي مدحت (رشدي أباظة)، وتطلب منه الطلاق لكنه يرفض فتضطر للجوء إلى المحكمة (الشرعية) وترفع دعوى طلاق لتدخل في متاهات المحاكم.
وخلال أحداث الفيلم تتعرض البطلة لسلسلة من المشاكل والعقبات التي تهدر كرامتها، وتتعقد الأمور عندما يأتي الزوج بشهود زور يشهدون ضدها في جلسة سرية، وتخسر قضيتها بعد مرور أكثر من 4 سنوات.
“أريد حلاً”، بطولة فاتن حمامة ورشدي أباظة، ومن إنتاج أفلام صلاح ذو الفقار وإخراج سعيد مرزوق، ويحتل الفيلم المرتبة الحادية والعشرين في قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية.
أما عن قصة “فاتن أمل حربي”، فتدور أحداث المسلسل حول “فاتن” التي تعاني في زواجها الأمرين وتقرر بعد 10 سنوات الخروج من عش الزوجية لاستحالة العشرة بينهما.
بعد طلاقها تظن “فاتن” أن حياتها ستسقر لكنها تصطدم بقانون الأحوال الشخصية، الذي قد يحرمها من ابنتيها إذا تزوجت من رجل آخر، فتسعي للمطالبة بتغيير بنوده المجحفة لتتمكن من الاحتفاظ بحضانة ابنتيها.
المسلسل بطولة نيللي كريم، شريف سلامة، هالة صدقي، خالد سرحان، محمد ثروت، وفادية عبد الغني، جيلان علاء وعدد آخر من الفنانين، المسلسل تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج ماندو العدل.
أثار مسلسل “فاتن أمل حربي” ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بتأييد واسع خاصة من الصفحات التي تدعم قضايا المرأة.
وربط البعض بين “أريد حلاً” و”فاتن أمل حربي”، بما إن القاسم المشترك قانون الأحوال الشخصية، مع تمنيات أن يحدث المسلسل نفس أثر الفيلم ويتغير القانون.
وعلقت الفنانة نيللي كريم على العمل: “من 50 سنة تقريبا قدمت فاتن حمامة فيلم (أريد حلاً) وساهم العمل في تعديل القانون (قانون الخلع)، وأنا بقدم فاتن أمل حربي وأتمني المسلسل يقدر يساهم في أي تعديل لمصلحة المرأة وخصوصا بعد الطلاق” .
بينما علق مخرج المسلسل محمد العدل: “الناس اللي شايفة إن فاتن أمل حربي صعب ويوجع أحب بس أقولكوا إن الواقع أسوأ بكتير وأنا شفت بعيني حالات لستات صعبة جدا جدا وإن إحنا حاولنا نهونها عليكم.. فاتن عندها أمل وهتحارب عشانه.. لسه الرحلة طويلة ومليانة فرح وحزن“.
وحكت صفحة سيدات مصر Women of Egypt قصة تغيير فيلم “أريد حلا” للقانون وكتبت:
فيلم “أريد حلا” أول فيلم عربي حاول الكشف عن الثغرات التي يحتويها قانون الأحوال الشخصية في مصر وساهم في تغييره، حيث ألقى الضوء على قضية اجتماعية بالغة الخطورة وهي الطلاق، وناقش حق المرأة في طلب الطلاق.
أثار الفيلم جدلاً واسعًا بعد عرضه، وتعرض لحملة دعائية من الإخوان المسلمين عبر مجلتهم “الدعوة”، وتم تصوير الأمر وكأنه مؤامرة ضد الشريعة.
بعد عرض الفيلم تحدث الرئيس أنور السادات فى أحد المؤتمرات عن رغبته فى إصدار قرار بتغيير قانون الأحوال الشخصية، وبالفعل جرى الأمر.
أيضاً يعتبر فيلم “أريد حلاً” أول فيلم يتحدث في مصر عـن الخلع، من خلال المشهد الذي دار بين فاتن حمامة ووزير العدل، عندما اشتكت للوزير، وقالت له إن الرسول جاءت له زوجة ثابت بن قيس، وقالت لا أعترض عليه في خلق أو ديـن، وإنما لا أطيقه بغضاً، فأمر الرسول بتطليقها.
بينما كتبت صفحة Superwomen أن المسلسل ينكأ جروح السيدات اللاتي يعانين من آثار الطلاق، أو حتى مَن تُحاول منهنّ حتى اللحظة الحصول عليه بشق الأنفس، مع تغافل المجتمع عنهم عمدًا.
وأضافت: “صُناع المسلسل ليْسوا فقط يحاولون إنعاش ذكرى القوة الناعمة القادرة على التغيير، بل وضع الحقيقة أمام المُشاهد فيراها من وجهة نظر شريكته على هذه الأرض المرأة“.
واستشهدت بأفلام مهمة كـ فيلم “أريد حلاً” للرائعة “فاتن حمامة” الذي أدى لتغيير في قانون الأحوال الشخصية وقتها.
وتابعت: “رغم مرور السنين، لا نزال نعاني من التشريعات غير المنصفة للمرأة، التي تضع على كاهلها أعباء لا يمكن تحملها“.
فيما علقت Ragia Mostafa Hamuda: “فيلم أريد حلاً: 1975 والنتيجة تغيير قانون الأحوال الشخصية بمصر، فاتن أمل حربي: 2022 والنتيجة تسليط الضوء على معاناة آلاف من الأمهات المعيلات وثغرات قانون الأحوال الشخصية وخلق أمل جديد لتعديل القوانين إنصافاً لسيدات مصر ومنح حياة كريمة لأبنائهم“.