عماد النويري يكتب مشاهدات مهرجانية: «وش القفص».. بساطة ونجومية
منذ المشهد الأول ستجد نفسك في حالة تعارف سهلة مع شخصيات طيبة وبسيطة لا تتجاوز أحلامها المشاركة في جمعية «فك كرب» مع الست بطة التي زاملت الجميع في شركة مربي اللارنج الذي يحاول مدير التطوير فيها الأستاذ شبلول أو شمبول أو بهلول أن يطور في منتجاتها بإختراع مربي كوسة أو مربة باذنجان !!
———
في فيلم (وش القفص) الذي يمثل مصر في المسابقة الرسميه لمهرجان الاسكندرية الدورة 37 ، من إخراج دينا عبد السلام، لا تبحث عن قصة مألوفة، أو حبكة درامية متصاعدة نحو ذروة سرعان ما تأتيك بنهاية سعيدة او حزينة، وأحيانًا نهاية مفتوحة، وإنما نحن بصدد عشر حكايات مستقلة ومتصلة، أبطالها وكأنهم قد تم نحتهم من واقعك القريب، ليجسدوا الحياة الآن، نبض القلوب نستطيع سماعه، وملامح الوجوه نعرفها، وأحلام المنام واليقظة ليست غريبة عنا، ومع أنتقالات اللقطات والمشاهد نحن لا نمل من تدفق الصور والحكايات التي تأتينا علي هيئة ملهاة ساخرة مضحكة، وإن أحزنتنا فلا يكون ذلك إلي حد البكاء!
———
في الفيلم (الفن) يمكن أن نتجادل كثيراً عن أحقيته في أن يصور بكاميرات أفضل أو بتوظيف للإضاءة بشكل احترافي أكثر، وكل ذلك جائز ومقبول، كما يمكن الإشارة إلي تأثر المخرجة بأجواء أفلام المخرج الصربي أمير كوستاريكا، لكن من المهم القول أيضاً أن الفيلم لا يشبه شيئا آخر وإنما يشبه نفسه، إن سحر هذا العمل وجماله هو في بساطته وفي قدرته الفائقة أن يتسرب بمحبة دون أستعراض إلي قلبك..
تحية إلي مخرجة تحاول دائماً أن تغرد خارج السرب وتدهشنا كل مرة، وتحية إلي كل من شاركها هذة المغامرة من نجوم كبار أمام الكاميرا وخلفها .