«سينماتوغراف» ـ متابعات
عندما أعادت السعودية فتح دور السينما للمرة الأولى بعد عقود من الإغلاق، أبرمت إيه إم سي ثياترز (AMC) الأميركية صفقة مع الرياض ليصبح لها “موطئ قدم” في المملكة.
وبعد مرور نحو 4 سنوات من إعادة افتتاح دور السينما في السعودية عام 2018، “تراجع عملاق السينما الأميركية بسبب المنافسين المحليين”، وفق ما صحيفة “وول ستريت جورنال“.
ويثبت سوق المملكة أنه “شائك” بالنسبة لأكبر شركة تمتلك قاعات سينما في العالم، والتي كان من المتوقع أن تهيمن على هذا المجال، بسبب عدم وجود شركات عالمية أخرى لمنافستها.
وتوضح تجربة AMC أن السعودية لا تزال “مكانا صعبا” للشركات الغربية للقيام بأعمال تجارية، حتى مع جهود الدولة لجذب الأعمال التجارية الدولية، من خلال التغييرات “القانونية والاجتماعية”، وفقا للصحيفة.
ومن أكبر منافسي AMC، الشركة السعودية “موفي” (Muvi)، وشركة “فوكس” (Vox Cinemas) التي تتخذ من دبي مقرا لها، وتشغلان نحو 300 شاشة.
ويذكر أن كلتا الشركتين، السعودية والإماراتية، حصلتا على تراخيص للعمل بعد AMC، وبدون دعم حكومي مباشر كالذي حصلت عليه الأخيرة.
ونقلت الصحيفة عن “أشخاص مطلعين” على الأمر، دون ذكر أسمائهم، قولهم إن AMC دخلت المملكة معتقدة أن سمعتها وعلامتها التجارية المعترف بها دوليا، ستساعدها على التواجد في مراكز التسوق (المولات).
وأضافوا أن الشركة الأميركية لم يكن لديها علاقات “محلية”، مثل موفي أو فوكس، اللتان تتفرعان أصلاً من مجموعات تضم مراكز تسوق في الأساس.
وقال هيثم الشمري، الرئيس التنفيذي لشركة “غلف هب” (Gulf Hub)، وهي شركة استشارية ومقرها الرياض، إن: “المواطن السعودي العادي، تعرف على AMC عندما دخلت السوق فقط، ولكن فوكس مثلا معروفة جدا للسعوديين“.
وكانت AMC قالت سابقاً إنها ستفتح ما يصل إلى 20 دار سينما بحلول نهاية العام الماضي 2020، لكنها تشغل حاليا 10 فقط، مع حوالي 65 شاشة عرض.
وتقوم 3 شركات أخرى ببناء دور للسينما، وحصلت 3 أخرى على تراخيص، وفقا لبنك الاستثمار “السعودي الفرنسي كابيتال”، مما يجعل المملكة سوقا تنافسية، وفقا للصحيفة.
وأشادت AMC سابقا بالفرصة التي أتيحت أمامها في المملكة، بعدما أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2017 عن نية بلاده إعادة افتتاح مسارح السينما.
يذكر أن السعودية حظرت دور السينما في الثمانينات، وأعطى حكامها لرجال الدين المحافظين نفوذا أكبر حينها.
وأعادت السعودية فتح دور السينما، في أبريل 2018، بعد إغلاق استمر عقودا، في إطار سلسلة من الإصلاحات بدأت مع تسلم ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، منصبه في 2017.
وفي المملكة اليوم أكثر من 39 صالة سينما بعدد شاشات تجاوز 385 تشغلها خمس شركات. ورغم الإنتاج السعودي الكبير، تحظى الأفلام المصرية والأجنبية بإقبال كبير في دور العرض.