«عنف خاص».. يكشف ما تتعرض له النساء من أزواجهن

عمان ـ «سينماتوغراف» : إسراء الردايدة

خلف الأبواب المغلقة لاتزال النساء فى أغلب المجتمعات العربية والغربية يواجهن العنف المنزلى من قبل الأزواج، ففى الولايات المتحدة الأمريكية تقتل يوميا أربع نساء على الأقل من قبل أزواجهن، وهو ما تبحث عنه مخرجة الفيلم الوثائقى «عنف خاص ـ Private Violence» سينثيا هيل، والذي فاز بعدد من الجوائز في مهرجانات دولية منها مهرجان صندانس ودالاس الأميركيان.

ضمن عرضه في مهرجان «أسبوع أفلام المرأة» بالأردن، يسلط الفيلم الضوء على العنف الذي تتعرض له النساء من أزواجهن، ومن خلال اختيار قصة حقيقية لديانا ويلترز التي عانت الأمرين من زوجها، يدق الفيلم من – خلال مشاركة محامية متخصصة وناشطة تطالب بالعدالة للنساء هي كيث جورلي –  جرس الانذار إلى أهمية معالجة المشكلة من جذورها وتحفيز المرأة على اتخاذ قرار أمام الوقوف في وجه الرجل الذي يسيء لها منذ اللحظة الأولى، وعدم الصمت فى مواجهة تلك الجرائم.

ويصور الفيلم حالات عنف متعددة ومراكز مختلفة بين ملجأ للنساء المعتدى عليهن وحالات الإحباط التي يعانين منها، فضلا عن أروقة المحاكم وجولات في منازل الضحايا، وحتى زيارات لمراكز الشرطة للتعرف على الآثار الناجمة عن أي محاولة اعتداء على المرأة في حال أنكرت هي ذلك.

ويرتكز الفيلم على القضية التي أقامتها ديانا ويلترز لمقاضاة زوجها وإدانته بالجرائم التي ارتكبها بحقها، تاركا كدمات مخيفة في وجهها وجسدها وضربها أمام ابنتها، كما يستعرض طرق المساعدة لمن يعانين مثلها وأهمية وضع حد وعدم السكوت على الأذى.

وفي كل الحالات المطروحة تجد سؤالا واحدا يوجه للضحية التي تكرر الاعتداء عليها « لما لم تتركيه وحسب؟»، والإجابات الصادرة تظهر الحقائق المحبطة التي تعيشها المرأة بمعاناة يومية، والصعوبات التي ترافق ملاحقة قضايا العنف المنزلي.

ويكشف الفيلم الأوضاع التنظيمية في التعامل مع قضايا العنف المنزلي في ولاية كارولينا الشمالية، وأيضا الافتقار للحس السليم من الضحية نفسها وأسباب السكوت التي تشمل التعرض للتهديد والخوف من الحرمان من الأطفال أو من الدعم المالي والإيمان بأن الشريك سيتغير.

التعامل مع الموضوع والكشف عن هذه الظاهرة بتعمق، أوجد ثلاثة أسباب لسكوت الضحايا ضد العنف الموجه لهن من قبل الزوج، منها أن العنف من الشريك ينتهك اللياقة الإنسانية ويجعل الضحية ترفض التفكير فى الأمر، وهذا يفسر لاحقا التأخر في اللجوء للقضاء،  المشكلة الثانية في التعامل مع ظاهرة العنف المنزلي هي أن بعض الحالات تم التعامل معها كجرائم الممتلكات، لأن النظام القانوني مليء بالمخالفات الرمزية بحسب الفيلم، ففي ولاية كارولينا يعتبر العنف المنزلي مثلا جنحة اعتداء.

أما المشكلة الثالثة التي تناولها الفيلم من خلال العنف الموجه ضد النساء منزليا فهي، أن المرأة المعتدى عليها تظهر أنها مشكلة الشخص نفسه في عدم قدرته على التعامل معها، وهذا يرتبط كله بالطبقات التي تنتمي لها الضحية وقدراتها العقلية والفكرية، حيث ما يزال هناك منهجية في كل من الجهاز القانوني والاجتماعي والنفسي التي تلقي باللوم على الضحية.

في النهاية ومع إصرارها على مقاضاة زوجها نجحت ويلترز فى تحصيل حقها، لتؤكد فى النهاية أنه «ماضاع حق ورائه مطالب» وأيضا كشف ما يكمن وراء أبواب المعنفات في منازلهن.

 

 

 

Exit mobile version