غادة جبارة لـ «سينماتوغراف»: لا يوجد في العالم العربي من ينافس معهد السينما المصري

نعمل على تطوير المناهج وتأسيس مبنى جديد

* سمير فريد أعاد الاعتبار لنا فى مهرجان القاهرة

 * أفلام الطلبة تطوف المهرجانات العالمية

 * أسعى لاعادة مهرجان أسوان السينمائى

القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير

أعلن معهد السينما بالقاهرة عن فتح باب التقدم لقبول دفعة جديدة من طلبة الثانوية العامة وذلك بدءًا من 22 أغسطس الجاري، ويشهد المعهد سباقا كبيرا للالتحاق به  لكونه الأعرق فى الشرق الأوسط لتعليم فنون السينما، وقد أنشئ في خمسينات القرن الماضى بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بهدف رفع المستوى الفنى والمهنى للعاملين بمجال السينما واعداد كوادر جديدة لدارسة أحدث فنون السينما، وقد أشرف وزير الثقافة الأسبق الدكتور ثروت عكاشة بنفسه على إنشائه، حيث اختار المخرج الرائد محمد كريم كأول من تولى عمادته، ثم أوفدته الدولة فى بعثة لأوروبا للتعرف على مناهج السينما هناك حتى يستفيد بها فى وضع نظام التدريس بالمعهد وأقسامه المختلفة من سيناريو وإخراج وتصوير ومونتاج وإنتاج ورسوم متحركة.

وقد نجح المعهد منذ انطلاقه فى تقديم كوادر سينمائية متميزة فى مجالات الفن السابع، حتى أن أكثر من 90 بالمائة من الذين يعملون بالحقل السينمائى الآن من خريجى المعهد، كما استقطب الطلاب العرب الذين تتلمذوا على أيدى كبار السينمائيين، وخلال سنوات ماضية لم يعد المعهد المصرى بمفرده فى الساحة الفنية، فقد أسست معاهد عديدة موازية، الأمر الذي جعله يواجه منافسة شديدة مع الأكاديميات الأمريكية فى الدول العربية والورش الخاصة التى انتشرت فى الآونة الأخيرة، فى الوقت الذى لم تطاله يد التطوير سواء على مستوى المناهج الدراسية أو التجهيزات الفنية فى مبناه العتيق.

«سينماتوغراف» التقت الدكتورة غادة جبارة عميد معهد السينما التى تولت رئاسته منذ عامين وتعد أصغر عميد للمعهد منذ إنشائه وهى أستاذة للمونتاج، وقد اختارت قبل سنوات أفلام السيرة الذاتية لتكون أطروحتها للحصول على الدكتوراة، وكما قالت لنا إنها تسعى لضبط إيقاع المعهد.

* سألنا الدكتورة غادة عن شروط التقديم ومدى الموضوعية فى اختيار المتقدمين فى ظل حلم آلاف الشباب للالتحاق به؟

فقالت: ** نحن ننحاز للأكفأ ولايوجد طالب يستحق أن يدخل المعهد ولم يدخل، وهناك اختبارات عديدة يمر بها المتقدمون، إذ تنقسم الى ثلاث مراحل: الأولى تتعلق بثقافة الطالب السينمائية والفنية والعامة، والثانية تتعلق بقدرته على تحليل الفيلم من وجهة نظر التخصص الذى يختاره، أما مرحلة الاختبار الثالثة فيدخل فيها الطلبة الذين اجتازوا الاختبارين فى ورشة لمدة أسبوع داخل المعهد بإشراف الأساتذة حيث يخضع بعدها لاختبار جديد، وكل هذه الاختبارات تتم من خلال لجان من الأساتذة لضمان اختيار الطالب الذى يستحق الانضمام لمعهد السينما، ويظل الاختيار للأكفأ .

* كان المعهد قبلة لعشاق السينما من كافة الأقطار العربية فى وقت من الأوقات، فهل قضت الأكاديميات الأمريكية فى دبى وأبوظبى والورش الخاصة فى مصر على المكانة المتقدمة التي كان يحتلها؟

** لدينا طلبة عديدون من الدول العربية، من اليمن والإمارات والعراق والكويت، ولدينا قسم للدراسة الموازية بمصروفات، لايرتبط بسن المتقدم ويقبل خريجى الجامعة ويخضع لنفس المنهج التعليمى، ويدرس به طلاب من جميع الأعمار ومنهم طلاب تجاوزوا الخمسين لكنهم متجاوبون مع زملائهم الأصغر سنا، والطريف أن لدينا أب وابنه يدرسان بالمعهد، حيث يدرس الأب فى التعليم المواز، بدون غرور وبثقة كبيرة أستطيع أن أؤكد أنه لايوجد من ينافسنا، والورش الخاصة لا تمنح البكالوريوس ولاتتيح فرص التدريب التى يتيحها معهد السينما.

* لكن كثيرا من المهتمين يؤكدون ثمة تراجع لمعهد السينما عن دوره السابق منذ سنوات، فلم يعد مصدرا لمواهب لامعة من مخرجين ومديرى تصوير ومونتيرين وكتاب سيناريو ؟

** غير صحيح بالمرة، فالمعهد مازال مصدرا لأكبر المواهب الفنية، فكل المخرجين المتميزين من خريجى المعهد وكذلك مديرى التصوير والإنتاج والمونتيرين فى كافة المواقع الفنية، فضلا عن أن الطلبة أيضا يعملون خلال الدراسة فى السينما والفيديو، كما أن أعداد الخريجين لا تزيد عن 80 طالبًا سنويا ونكتفى بهذا العدد وفقا لإمكانات المعهد، لأننا نعانى نقصا فى المعدات الفنية بسبب الظروف التى تمر بها بلادنا، والمعهد جزء من المؤسسة الثقافية، ولأننا أيضا حريصون على مستوى معين فى الدراسة والتدريب.

* لكن المناهج بالمعهد فى حاجة إلى تطوير شامل يعتمد الجانب العملى بشكل أكبر، خاصة وأنه لم يطرأ عليها تغييرا منذ سنوات؟

** نحن نعمل حاليا على تطوير المناهج ونستعين فى ذلك بمناهج أكاديمية نيويورك والمدرسة الروسية فى السينما، كما نستعين بأساتذة زائرين من أمريكا وألمانيا وسيشمل التطوير التدريس وفق نظام الساعات المعتمدة، فكل ساعة تمثل وحدة زمنية، فالطالب يدرس عدد معينا من الساعات ويقوم باختيار المواد التى يدرسها مع أستاذه. وهناك ثلاثة مستويات إجبارية تتعلق بمواد الاكاديمية والمعهد ثم القسم الذى يدرس به، ونطرح مادتين للاختيار، ومن العام الدراسى الأول نضع مادة عملية، تزداد كثافتها مع انتقاله لمرحلة أكبر، كما ستتاح للدارس فرصة تدريب كبيرة من خلال المشروعات التى يجرى تنفيذ كل مراحلها داخل استديوهات أكاديمية الفنون.

* والمكان أيضا يخلو من أى لمحة فن، ومنذ سنوات وهناك أخبار عن ترميم مبنى المعهد وعن مبنى جديد سيقام لكن بقى الوضع على ماهو عليه؟

** منذ فترة طويلة ونحن نعمل على تجهيز المكان لكن الميزانيات ضعيفة ، وكلما توافر لنا قدر من الأموال كنا نفضل توجيهها لتحديث المعدات الفنية، لكن المبنى اكتمل أخيرا وسننتقل اليه مع بدء العام الدراسى الجديد، وسوف نبدأ بدور أرضى ودورين آخرين وفى خطتنا تحويل المبنى القديم إلى متحف وسنحافظ على شكله الخارجى لأنه شهد تخريج أجيال عديدة  منذ عميده الأول المخرج الكبير محمد كريم، وسيضم المبنى العريق أرشيفا لأفلام خريجى المعهد.

* بعد سنوات من العزلة أصبح لمعهد السينما أخيرا دور فى تنظيم مسابقة سينما الغد ضمن مسابقات مهرجان القاهرة السينمائى وهى المسابقة التى تستعدون لدورتها الثانية ، كيف ترين هذا الأمر وما ملامحها فى الدورة الجديدة ؟

** منذ وفاة سعد الدين وهبة ونحن مهمشون تماما فى مهرجان القاهرة السينمائى، فقد كان الراحل حريصا على استخراج كارنيهات لطلبة المعهد والأساتذة لحضور الأفلام والندوات، فهناك أفلام لايتاح مشاهدتها الا من خلال المهرجان وبعد رحيله لم نعد ندعى حتى لحضور الأفلام، لكن سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة فى دورته الماضية رد للمعهد الاعتبار وأقام لنا مسابقة موازية للمسابقة الدولية كما لو كانت مهرجانا مستقلا تماما يقام فى إطار مهرجان القاهرة يختص بأفلام الطلبة والخريجين الجدد من معاهد السينما فى العالم، والمعهد مسئول عن كل ما يتعلق بها من اختيار الأفلام إلى تكوين لجنة التحكيم، وقد تلقينا عددا كبيرا من الأفلام فاق توقعاتنا ولجنة المشاهدة المكونة من الطلبة بدأت عملها منذ فترة، ونحن بصدد تشكيل لجنة التحكيم التى تضم سينمائيين شبان من مختلف الدول.

* كان هناك مهرجان أسوان السينمائى الذى يقيمه معهد السينما كل عامين ويختص بأفلام خريجى معاهد السينما، وقد توقف منذ سنوات، لماذا لايعود المعهد لتنظيمه؟

** أسعى بالفعل منذ فترة لدراسة هذا الأمر، فنحن نملك كفاءات كبيرة من خريجى المعهد على مدى سنواته البعيدة، ولدينا أفلام الطلبة التى تتمتع بسمعة كبيرة وتشارك فى مختلف المهرجانات السينمائية فى العالم، ويمكننا عمل تبادل مع كثير من المعاهد العالمية، وأتمنى أن أنجح فى إعادة مهرجان أسوان السينمائى.

 

 

Exit mobile version