الجزائر ـ «سينماتوغراف»
تحتضن قاعة باوديتريوم سانت أوغسطين، بالفاتيكان، غداً الأحد 12 يناير 2018 في الساعة الرابعة والنصف، العرض الشرفي للفيلم التاريخي “أغسطينوس.. ابن دموعها”، الذي يتناول حياة القديس والكاتب والفيلسوف الشهير سانت أغسطينوس، الذي يعد أحد أبرز الشخصيات المؤثرة في العالم الغربي، وذلك بحضور مخرجه المصري سمير سيف وعدد من طاقم العمل.
الفيلم إنتاج جزائري تونسي مشترك عام 2016، وكتب السيناريو التونسي عماد دبور، أما الحوار فكان للمصري سامح سامي، ويحكي سيرة شخصية الفيلسوف والكاتب والعالم الديني أوغسطينوس (23 نوفمبر/ تشرين الثاني 354 – 28 أغسطس/ آب 430)، من الناحية التعليمية والتاريخية، ومدى تأثيره على العالم الغربي، وبالتحديد على المجتمع الروماني في تلك الفترة.
ويستعرض العمل في 120 دقيقة، عبر بناء درامي يرتكز على رحلة صحفي جزائري (عماد بن شني) يحل بالأماكن التي مر بها أغسطينوس، بحثا عن مادة توثيقية، وحقائق عن هذه الشخصية.
ويتتبع المخرج مراحل حياة أغسطينوس ؛ فبدأت بالطفولة حيث كان ينتمي لعائلة ميسورة الحال تعيش في منطقة “طاغاست” (سوق أهراس حالياً) بالجزائر، وكان التعليم غائبا في قريته؛ فقرر بعد وفاة والده باتريسيوس أن يسافر إلى قرطاج (تونس حاليا) من أجل تعلم فن الخطابة، فتعلم وبرز بين باقي التلاميذ.
وخلال شبابه سمع أنّ التعليم مزدهر في روما؛ فابحر خفية عن أعين والدته، وهناك ذاع صيته بين الأوساط الشعبية والسياسية بسبب نباهته وفطنته وذكائه، حتى أضحى يحظى بمكانة مهمة في مجتمعهم وعين أستاذا لفن الخطابة بمدينة ميلانو.
وبعد أن اشتهر أغسطينوس في روما تمكن من التأثير على فكر فلاسفة وعلماء الدين في روما.
ويعرض الفيلم كيف استطاعت والدته “مونيكا” أن تنتصر وتعيد ابنها لاعتناقه مذاهب أخرى ودين أخر غير المسيحية؛ حيث لم يكن من السهل أن تعيده، لكنّها سافرت إليه واستمرت في صلاتها ولم تكف عن ذرف الدموع حتى رجع أغسطينوس إلى المسيحية وترك المانوية.
وأدى بطولة الفيلم الذي صور بين فرنسا والجزائر وتونس وإيطاليا كوكبة من الممثلين منهم عماد بن شنّي و بهية راشدي و نوال بليل من الجزائر، و عائشة بن أحمد، و أحمد أمين بن راضي سعد و نجلاء بن عبدالله من تونس.
ووقع الموسيقى التصويرية للعمل العازف والباحث في الموسيقى الجزائري سليم دادة، فيما أنجز ديكور مشاهد الفيلم توفيق الباهي.
والقديس أغسطينوس كاتب وفيلسوف من أصل نوميدي لاتيني، ويعد من أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية، تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديساُ وأحد آباء الكنيسة البارزين بعد القديس بطرس.
وولد في مملكة نوميديا (كانت مقاطعة إبّان الاحتلال الروماني للجزائر) من أمه الأمازيغية القديسة مونيكا وابيه باتريسيوس الإفريقي اللاتيني، وتلقى تعليمه في قرطاج وروما، وعيّن أستاذا في علم البلاغة بمدينة ميلانو الايطالية، من أعماله: “الإعترافات”، التي تعتبر اول سيرة ذاتية في الغرب، لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم.
توفي أغسطينوس في 18 أغسطس/آب عام 430 عن عمر 75 سنة، عندما كان الفاندال يحاصرون مدينة هيبو (محافظة عنابة الجزائرية حاليا)؛ فشجع أهل المدينة على المقاومة.
ويلقب القديس أغسطينوس بـ”ابن الدموع” نسبة إلى دموع أمّه التي كانت تذرف دموعها لمدة عشرين سنة رغبة منها في أن يعود إبنها إلى ديانته الأولى المسيحية.