حسن حداد يكتب لـ«سينماتوغراف»
على مدى أكثر من 70 عاما، منحتنا فاتن حمامة من روحها المحلقة برهافة في سماوات الفن، ومشاعرها المسكونة بالدهشة، الكثير من الفرح والشجن والسعادة. فرحنا، حزنا، تعذبنا معها.. دافعنا عنها، احتويناها بمشاعرنا ولم نفرط فيها إلا بعد أن تركتنا ورحلت بغير إرادتها.
كان يوماً سعيداً حقاً للسينما المصرية، وليس إسماً للفيلم الأول لسيدة الشاشة فقط. الطفلة ذات الثمانية أعوام، التي أدهشت محمد كريم وأضحكت محمد عبد الوهاب. «فتون» ـ كما يحلو لكريم أن يسميها ـ أجبرت «أنيسة» أن تتكلم كثيراً بعد أن كان دورها كومبارس، رغم أنه فيلمها الأول.
فاتن حمامة.. هذه الفنانة التي تربعت على القمة، لتزداد بريقاً وتألقاً بعد أن أهدت للسينما ما تجاوز المائة فيلم، تركت بعضها علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية، خلال القرن الماضي، صنعتها بما ملكته من قدرات وطاقات فنية مذهلة، استطاعت بها تحويل ما قدمته من شخصيات درامية في أفلامها الى شخصيات إنسانية تنبض بالحياة.
البداية
البداية كانت في فيلم «يوم سعيد ـ 1939» رابع أفلام محمد عبدالوهاب، والذي أخرجه «محمد كريم».. وأفضل من يتحدث عن فاتن حمامة سينمائياً، هو كريم، بإعتباره أول من إكتشفها ولقنها الدرس الأول في فن التمثيل السينمائي.
يقول محمد كريم: لم أكن لأتصور بأن فاتن حمامة هي التي ستخرج لي من بين الصور التي كنت أحتفظ بها للهواة لأجدها بملابس التمريض في مجلة الأثنين ضمن مسابقة أجمل أزياء الأطفال تحمل سنواتها السبع كل ذكاء البراءة.
حملت هذه الصورة كريم على الإتصال بوالدها «أحمد أفندي حمامة»، والذي حضر مع فاتن الى مكتب «أفلام عبدالوهاب»، حيث أجرى لها كريم تجربة سينمائية سريعة، فوجد أمامه طفلة ممتازة من جميع النواحي.. طفلة أشبه بالمعجزة الأمريكية «شيرلي تمبل»، والتي كانت معاصرة لـفاتن حمامة.
وكان دور «أنيسة»، الذي ستؤديه فاتن في الفيلم، من الأدوار الثانوية القصيرة، الذي لا يتطلب ظهور صاحبته على الشاشة أكثر من دقائق سريعة، ولكن إزاء ما شاهده كريم من موهبة عند فاتن حمامة، قرر أن يعيد كتابة سيناريو الفيلم في كل ما يختص بدورها، كما أنه إستعان ببعض كتاب الحوار ليضعوا حواراً يتناسب وعمر هذه الطفلة الصغيرة.. وظهرت فاتن في دور «أنيسة» مع الموسيقار «محمد عبدالوهاب» و«إلهام حسن» و«فؤاد شفيق» و«فردوس محمد».. وعرض الفيلم بدار سينما «رويال» في الخامس عشر من يناير عام 1940.. وكان بداية المشوار السينمائي بالنسبة لـفاتن حمامة.
وتتذكر فاتن، فتقول: «..لا أنسى الموسيقار محمد عبدالوهاب، عندما مثلت معه في «يوم سعيد»، فقد كان ينطلق ضاحكاً كلما أتيت بحركة أو تلفظت بكلمة، مما جعلني أتضايق منه وأمضي الى المخرج محمد كريم، أشكو له عبدالوهاب وأطلب منه إستبداله بشخص آخر، إلا أن كريم أفهمني بأن شريكي في التمثيل لا يسخر مني، بل إنه سعيد بقيامي بهذا الدور.. ».
وماذا بعد
ثلاثة أعوام غابت فيها فتون بعد فيلمها الأول، ليؤكد كريم بعدها تصميمه على خلق سيدة الشاشة، حينما إستعان بها في فيلم «رصاصة في القلب»، الذي عرض في عام 1944. ثم إشتركت مع حسين صدقي وصباح في فيلم «أول الشهر ـ 1945».. ومرة ثالثة مع محمد كريم في فيلم «دنيا» أمام راقية إبراهيم وأحمد سالم.. وتوالت الأفلام، لتبدأ فاتن حمامة مرحلة أخرى من حياتها الفنية. ووجد يوسف وهبي نفسه مأسوراً بفتون حينما كان بصدد إخراج فيلم «ملاك الرحمة ـ 1946» ليستدعيها لتقف أمام الفنانة راقية إبراهيم، والتي بدورها وجدت أن تلك الطفلة قد سرقت الأضواء منها رغم قيامها ببطولة الفيلم.
لن يكون بوسعنا في حيز صغير كهذا، أن نتابع مشوار فاتن حمامة السينمائي، وأن نستعرض إستعراضا شاملا كل أفلامها.. لذا من المفيد تقسيم هذا المشوار الى مراحل فنية، تبعاً لتطور الأنماط والشخصيات في أفلامها، وعرض لبعض من أفلامها.
فالتصدي لمشوار فاتن حمامة الفني لن يمكن السيطرة علية دون تقسيم أو تبويب يجعلنا نخترق هذا التاريخ من عدة جبهات، وإلا لن يتوقف سيل الحديث ـ لا نختلف بأنه سيكون شيقا في كل الأحوال ـ لذلك إجتهدنا بهذه التقسيمات التي تعتمد على مراحل، علها لا تهزمنا في هذه الجولة.
الصبا والشباب
مجموعة من الأفلام تمثل المرحلة الأولى من حياتها الفنية، بداية بأول أفلامها، عندما قدمت الطفلة الذكية المرحة، مروراً بأفلام رصاصة في القلب، أول الشهر، ملاك الرحمة، حيث مرحلة الصبا وتفتح الموهبة وتطور الشخصية، لكن بهدوء وإتزان ودون أن تكون هناك أدوار تستحق التأمل.. مجرد فتاة حلوة ذكية، تضفي جوا من المرح والأمل والتفاؤل على باقي شخصيات الفيلم، كما شاهدنا ذلك في أفلام نور من السماء، الملاك الأبيض، المليونيرة الصغيرة، كانت ملاكاً.
الشخصية الرومانسية
فاتن حمامة.. صاحبة الحب العذري.. هذا الحب الذي غالباً ما يكون ضحية أوضاع إجتماعية ومعيشية، أو أن تكون الفوارق الطبقية في الفيلم سبباً من أسباب التضحية.. وقد برز هذا النمط من الشخصيات في أفلام، مثل وداعاً ياغرامي، سلوا قلبي، خلود، إرحم دموعي، أيامنا الحلوة، حب ودموع، حتى نلتقي، بين الأطلال.
وقد جسدت فاتن حمامة، في هذه الأفلام، أحلام فتاة العشرين، بكل ما فيها من تطلع الى حبيب تعيش معه، وكأنها ملاك يسبح في رحاب الحب الواسع، بل كأنها قصيدة شاعرية تتنفس الحب.. بل هي كذلك.
الميلودراما البكائية
بدأت هذه المرحلة، في مشوار فاتن، مع أفلام المخرج «حسن الإمام»، في أفلام مثل ملائكة في جهنم، اليتيمتين، ظلموني الناس، أنا بنت ناس، أسرار الناس، زمن العجايب، كاس العذاب، حب في الظلام، الملاك الظالم.. وقد حصرت فاتن حمامة نفسها، بهذه النوعية من أفلام الميلودراما البكائية، في شخصية الفتاة المسكينة التي تواجه المصاعب والعقبات والأقدار، عاجزة عن تجاوزها، الى أن ينتصر الخير في نهاية الفيلم، فتنتصر معه.
في هذه المرحلة، والتي تعتبر سلبية بالنسبة الى مشوارها، كانت فاتن لا تدقق كثيراً في إختيار أدوارها، أو لا تدقق في قراءة السيناريو ومناقشته.. فقد كانت تمر بمرحلة الإنتشار، وهي مرحلة هامة وضرورية في حياة أي فنان وعلى كل المستويات.. وبالرغم من تلك الميلودراما الرديئة التي تحتويها أفلام هذه المرحلة، إلا أن فاتن كانت بصيص الأمل والحسنة الوحيدة فيها.. وهي ـ بالطبع ـ نوعية أفلام تعبر عن المناخ العام للسينما المصرية في تلك الفترة. غير أن فاتن حمامة، في فترة متأخرة من هذه المرحلة، إستطاعت أن تتخلص من هذا النمط من الأدوار، وقدمت أدواراً أخرى متنوعة، مثل دور الشريرة في فيلم «لا أنام» للمخرج «صلاح أبوسيف»، حيث مثلت الشر المقنع كجزء من الحياة الشريرة التي نصادفها.. وفي فيلم «الطريق المسدود» قدمت شخصية الفتاة المتحررة، والتي تبحث عن حرية المرأة وتدافع عنها، وتتطلع الى المساواة مع الرجل في الحقوق والواجبات.. كما مثلت دوراً كوميدياً في فيلم للمخرج «فطين عبدالوهاب» وهو «الأستاذة فاطمة».. ومن الأفلام الوطنية التي قامت ببطولتها نتذكر أفلام «اللّه معنا» للمخرج «أحمد بدرخان»، و«أرض السلام» للمخرج «كمال الشيخ»، و«الباب المفتوح» للمخرج «هنري بركات».. أما بالنسبة لفيلم «لا وقت للحب» للمخرج صلاح أبوسيف، فيعتبر من أفضل الأفلام الوطنية التي قدمتها السينما المصرية، وقد أدت فيه فاتن دور الفتاة المتطوعة مع الفدائيين ضد قوات الإحتلال في منطقة قناة السويس عام 1951.. حيث أن الفيلم يطرح أحداثاً طبيعية، مبتعداً عن البطولات الملحمية والخرافية، فكل شيء طبيعي ومنطقي، ولم تكن فاتن سوى فتاة عادية نلتقي بها كل يوم، عبَّرت بصدق عن السلوك الطبيعي للفتاة الوطنية، بعيداً عن المغالاة وإقحام عناصر زائفة للدور الفدائي الوطني.
النضج الفني
بـدأت هـذه المرحـلـة عنـد فـاتن منـذ نهـاية الخمـسـينيات، وبالتحـديد مـع فيـلم «دعاء الكروان»، حيث بدأت تنتقي أدوارا معينة، تحتاج لمعايشة حقيقية ودراسة عميقة للشخصية وإنفعالاتها.. وقد حققت هذا النضج الفني من خلال حرصها الدقيق على تبني مواضيع جادة وجديدة، وإهتمامها بدراسة السيناريو ومناقشته بعمق وتأني.. كل هذا يجيء قبل موافقتها على الإشتراك في الفيلم طبعاً.
إشـتغلت فاتن حمامة مع المخرج «هنري بركات» في سبعة أفلام، قبل فيلم «دعاء الكروان»، ولكنها كانت أفلام يمكن وصفها بأنها عادية، لم تلفت الإنتباه، على العكس من «دعاء الكروان»، فهو فيلم أقل ما يقال عنه إنه من بين أفضل الأفلام التي قدمتها السينما المصرية.. فبالرغم من مرور 55 عاماً على عرضه الأول، إلا أن بريق هذا الفيلم مازال باقياً حتى اليوم، وقد ساهم في إستمرار هذا البريق عدة عناصر فنية، أهمها ذلك الأداء المذهل الذي قامت به فاتن حمامة، والسيناريو والحوار الذي كتبه «يوسف جوهر»، ثم الإخراج الذي قام به «بركات».
من المعروف للمتابعين لنتاج السينما المصرية، أن فاتن حمامة وبركات، بعد هذا الفيلم، قد كونا ثنائياً يعتبر من أنجح الثنائيات بين ممثلة ومخرج، بل إن أفضل أعمال الإثنين، منذ «دعاء الكروان»، هي التي جمعتهما معاً.
وفيلم «الحرام» يؤكد حديثنا هذا، فقد كان الثنائي في أفضل حالاتهما.. حيث أعتبر «الحرام» من بين أفضل ما أنتجته السينما المصرية، وإستحق الترتيب الرابع في قائمة أفضل عشرة أفلام في تاريخ هذه السينما، وذلك في إستفتاء مجلة «الفنون» المصرية عام 1984. إن فيلم «الحرام» قد أتاح لبطلته “فاتن” أن تقدم للسينما دوراً كبيراً وخالداً، وصلت به الى مرتبة النجوم العالميين العظام. وسيظل فيلم «الحرام» عملاً فنياً خالداً، يقترب كثيراً من الكمال، مما جعله مؤهلاً لأن يشرف السينما المصرية أثناء عرضه في مهرجان “كان” الدولي عام 1965.. حيث حظي بإعجاب الجمهور والنقاد على السواء.
وعند الحديث عن مشوار فاتن حمامة فلا يمكننا هنا إلا الإشارة، ولو بشكل موجز، الى تجربتها مع المخرج الفذ «يوسف شاهين»، الذي عملت معه في أولى تجاربه الإخراجية بفيلم «بابا أمين ـ 1950».. ثم تألقت في أفلامه الأخرى، كدوريها في فيلمي صراع في الوادي، صراع في الميناء.
المتتبع لمشوار هذه الفنانة الطويل والزاخر على الشاشة، يلاحظ أن فاتن قد تعاونت مع أهم المخرجين المصريين، بتعاقب أجيالهم.. فمن جيل الرواد الأوائل، إشتغلت مع محمد كريم ويوسف وهبي وأحمد بدرخان.. ومن جيل الأربعينات والخمسينات، إشتغلت مع عزالدين ذوالفقار وبركات وحسن الإمام وصلاح أبوسيف ويوسف شاهين.. ومن جيل الستينيات والسبعينيات، إشتغلت مع كمال الشيخ وحسين كمال وسعيد مرزوق.. أما بالنسبة لمخرجي السينما الجديدة في الثمانينيات، فقد تعاونت مع المخرج خيري بشارة في «يوم مر..يوم حلو»، ومع داود عبدالسيد في «أرض الأحلام».
تأكيد الشخصية الفنية
تصدت فاتن حمامة لمشاكل الأسرة والبيت المصري، وقدمت أدوار المعانات الإجتماعية.. حيث بدا ذلك واضحاً في أفلام ست البيت، كل بيت له راجل، إمبراطورية ميم، أريد حلاً، ولعل أهم تعبير عن هذه الشخصية هما الفيلمان الأخيران.. ففي «إمبراطورية ميم»، تلعب فاتن شخصية الأم المتسلطة والمتحكمة في بيتها وأبنائها الستة، محاولة فرض أسلوب تربية معين عليهم، لتصبح بالتالي رمزاً لسلطة الأسرة والمجتمع، ويصبح الأبناء هم الأفراد الساعين لنيل الحق في ممارسة الحرية الديمقراطية.
أما فيلم «أريد حلاً» فهو يتناول الواقع الإجتماعي لقضايا الأحوال الشخصية، بل ويعتبر أول حوار وجدل بين السينما وقانون الأحوال الشخصية.. فهو يفجر قضية إجتماعية بالغة الخطورة، ألا وهي قضية الطلاق.. وتكمن الخطورة في أن الفيلم قد ناقش حق المرأة في طلب الطلاق، بل وقف الى جانبها في المطالبة بأن تعامل كإنسان مكتمل، له الحرية في تقرير مصيره. وقد قامت فاتن بدور جديد وجريء أعطاها فرصة لإظهار بعض من قدراتها الأدائية.. ونجح هذا الفيلم ولاقى إقبالاً جماهيرياً كبيراً، حيث إستمر عرضه خمسة عشر أسبوعاً.
المهرجانات السينمائية
ومن الطبيعي، أن يكون مشوار فاتن حمامة الفني حافلاً بالمهرجانات والجوائز السينمائية.. فرحلتها مع المهرجانات الدولية قديمة، قدم المهرجانات نفسها.. ففي عام 1949 عرض فيلمها «ست البيت» في مهرجان كان الدولي.. ومن ثم توالت عروض أفلامها في هذا المهرجان إبن النيل، لك يوم ياظالم، صراع في الوادي، الليلة الأخيرة، والفيلم الأخير حضرت معه المهرجان.. ثم فيلم «الحرام»، وهو آخر أفلامها التي عرضت في مهرجان «كان». وعندما إشتركت بفيلمها «إمبراطورية ميم» في مهرجان موسكو، حصلت على جائزة خاصة عن دورها في الفيلم، من «إتحاد النساء السوفييت».. ثم عن أدائها في فيلم «الباب المفتوح» في مهرجان جاكرتا.
وفي مسابقة أفضل فيلم أجنبي، وصلت بفيلمها «دعاء الكروان» الى التصفية النهائية في «مسابقة الأوسكار الدولية»، وأرسلت لجنة الأوسكار شهادة تقدير لوصول هذا الفيلم الى التصفية النهائية.
وعندما عرض فيلم «أريد حلاً» في مهرجان طهران الدولي عام 1974، حصلت فاتن حمامة على دبلوم شرف عن دورها في هذا الفيلم، تقديراً لأدائها الصادق الذي جسدت فيه مشاكل المرأة الحقيقية. وقد أختيرت فاتن كعضو لجنة تحكيم في مهرجانات «برلين» و«موسكو» و«مونبلييه»، وغيرها من المهرجانات الدولية.
فاتن حمامة.. حالة خاصة ونادرة جداً في السينما العربية عموماً.. فهي ممثلة قديرة ونجمة جماهيرية كبيرة، تمتلك جاذبية ذات تأثير ساحر على الجمهور، وذلك منذ اللقطة الأولى من ظهورها على الشاشة.. هذا التفاعل والإنجذاب اللاإرادي من الجمهور هو عبارة عن حصيلة أو تراكم لمجمل الشخصيات المتميزة التي قدمتها هذه الفنانة.. حتى أنه يمكننا القول إن أي تفاعل جماهيري لأي فيلم تقدمه، أصبح تفاعلاً عاطفياً أكثر منه نقدياً، حيث أن الجمهور يصبح عاجزاً، أمام هذا التأثير والجاذبية، ويصبح ـ أيضاً ـ غير قادر على تشغيل ذهنه فيما يرى، بل ينشغل عن مجمل سلبيات الفيلم، إن وجدت.
هي فاتن حمامة.. علامة مميزة وهامة في السينما المصرية عبر تاريخها الطويل.. عُرفت في البداية برومانسيتها، ثم تطورت معها حتى وصلت الى سن الرشد ومرحلة النضج الفني. هي إذن كتاب سينمائي ضخم، لم نقدم منه إلا سطوراً قليلة.. وما زال الكتاب مفتوحاً، ومازالت الصفحات فيه كثيرة.. وستبقى «فاتن حمامة» شامخة مع تراث مصر الحضاري.