الوكالات ـ «سينماتوغراف»
تقيم فرنسا غداً الخميس 9 سبتمبر الجاري تكريماً وطنياً للممثل الراحل جان بول بلموندو في مجمع “ليزانفاليد” في باريس، وفق ما أعلنه الإليزيه. وسيشيع جثمانه صباح الجمعة في العاصمة الفرنسية أيضاً، وتوفي بلموندو، الذي يعد أحد كبار نجوم السينما الفرنسية، عن عمر 88 عاماً، بعد أن غاب بصورة شبه كاملة عن الشاشات منذ 2001 إثر تعرضه لجلطة دماغية. ونعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الراحل، واصفاً إياه بـ”كنز وطني سيبقى رائعاً للأبد”.
وتوفي الممثل الإثنين الماضي عن عمر 88 عاماً في منزله في العاصمة الفرنسية وفي رصيده حوالى 80 فيلماً، تتنوع بين أعمال تشويق وأخرى كوميدية أو بوليسية وسينما المؤلف.
ولا تزال أعمال كثيرة قدمها بلموندو محفورة في ذاكرة محبي السينما الفرنسية، بينها دوره كشاب وسيم في “أبو دو سوفل”، أو مشاهده في فيلم “لو غينيولو” التي ظهر فيها معلقا بطوافة كانت تحلق فوق أجواء مدينة البندقية الإيطالية.
وانطلق بلموندو صاحب الكاريزما العالية والابتسامة المشرقة، في مسيرته التمثيلية على خشبة المسرح، قبل أن تحمله عطاءاته على مر العقود إلى قمة شباك التذاكر الفرنسي، مع حصيلة تراكمية لأعماله بلغت 130 مليون مشاهد في صالات السينما.
وبعدما كان أحد أكثر النجوم شعبية من أبناء جيله، مع آلان دولون وبريجيت باردو، غاب جان-بول بلموندو بصورة شبه كاملة عن الشاشات إثر تعرضه لجلطة دماغية أثناء تصويره أحد الأعمال سنة 2001.
ولد بلموندو في 9 أبريل/ نيسان 1933 في منطقة “نويي” على نهر السين، التي يسكن فيها العديد من المشاهير والأغنياء. وكان والده النحات الشهير بول بلموندو الذي تزين منحوتاته العديد من المتنزهات الفرنسية. وعلى الرغم من خلفيته الثقافية هذه، فقد بدا أكثر انجذابا لعالم الرياضة من الفنون وكان ملاكما متحمسا في شبابه.
وبمجرد أن اكتشف التمثيل، استغرق الأمر ثلاث محاولات فقط، قبل أن توافق إحدى اقدم المدارس الدرامية في أوروبا “كونسرفتوار الفنون الدرامية” في عام 1952 على قبوله كطالب. بيد أنه سرعان ما ترك المعهد، على الرغم تحقيقه نجاحا ًجيداً في مسيرته التمثيلية فيه وكان مرشحاً لنيل جائزة أفضل ممثل، بسبب مشاركته في فقرة تمثيلية تسخر من مدرسته واساتذته.
وتوقع أحد أساتذته في ذلك الوقت، أن بلموندو لن ينجح أبداً في حياته المهنية بسبب ما سماه بوجهه “المشاغب”.
لكن بلموندو أثبت أن أستاذه كان على خطأ. إذ شارك بعدها في أكثر من 80 فيلما، حقق أغلبها شهرة غير عادية، على مدار نصف قرن.
واكتسب بلموندو شهرته لأول مرة في فيلم “كن جميلا ، لكن أصمت” عام 1958، وكذلك فيلم “جولة مزدوجة” لكلود شابرول عام 1959 ، الذي استحوذت فيه جاذبيته على الفيلم.
وأدى بلموندو دورا رئيسيا وحيدا باللغة الإنجليزية، في فيلم “باريس تحترق” عام 1966، إذ انضم إلى مجموعة من نجوم هوليوود بما في ذلك كيرك دوغلاس وأورسون ويلز في هذه الملحمة المتقنة في زمن الحرب حول تحرير باريس.
قال بلموندو “إذا كان هناك من نصيحة أسديها للممثلين الشباب، فهي عدم إهمال الأسلوب أبدا: فبدون أسلوب تقني، أنت تحد من الإبداع والابتكار. المهم هو النتيجة، وليس الجهد والألم الذي تتكلفه”.
وقال بلموندو ذات مرة “عندما ينجح الممثل، يدير الناس ظهورهم له ويقولون إنه اتخذ الطريق السهل، وإنه لا يريد بذل جهد أو المخاطرة”.
وأضاف “لكن إذا كان ملء دور السينما بهذه السهولة، لكان عالم السينما في حال أفضل بكثير مما هو عليه. لا أعتقد أنني كنت سأبقى في دائرة الضوء لفترة طويلة إذا بقيت أقوم بأداء أدوار إعتيادية. الناس ليسوا بهذا الغباء “.