تونس ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
كرمت مساء أمس «أيام قرطاج السينمائية» في إطار احتفالها بالخمسينية هذا العام الناقد والمخرج السينمائي فريد بوغدير على عطاءه في مجال السينما، حيث عايش الأيام السينمائية منذ ولادتها قبل نصف قرن وتمكن بنظرة سينمائية، وبأسلوب هزلي أحيانا وبلغة شاعرية أحيانا أخرى من نسج واقع يعيشه التونسيون وقد لا ينتبهون إلى جمالياته.
وفريد بوغدير الذي سيعرض فيلمه الأخير «زيزو» على هامش الأيام السينمائية، وهو قصة شاب تونسي يعيش البطالة فيهجر قريته الصحراوية لينتقل إلى العاصمة بحثا عن عمل ليصدم بواقع مليء بالتناقضات، حيث يعايش الفقراء والأغنياء، المحافظين والعلمانيين، مساندي النظام المستبد والإسلاميين المتعصبين.. في صورة صريحة لواقع تونس اليوم وما شهدته من تغيرات أحدثتها الثورة والحكومات المتعاقبة على الحكم.
واعتبر بوغدير هذا التكريم، بأنه «تكريم لعطاء رجل لم يكتف بتقديم وعرض أفلامه خلال المهرجان ولكنه شارك كذلك في تنظيمه منذ الأيام الأولى لولادته، من أجل تكوين هيكل للسينما التونسية والمغاربية والأفريقية».
ويضيف بوغدير بأن أيام قرطاج السينمائية: «كانت في البداية تحدي من قبل مؤسسها الطاهر شريعة لأنه خلق مهرجانا مخصصا للسينما الأفريقية والعربية في نفس الوقت، كان حالما لأنه أراد أن ينشأ حوارا بين الضفة الشمالية لأفريقيا وجنوبها، كما تمكن من خلق جمهور سينمائي متمسك بسينما الإبداع المدافعة عن الواقع الاجتماعي والثقافي وليس التجارية التي تأخذ النجوم والمشاهير عملتها الرئيسية».