«سينماتوغراف» ـ محمد زرزور
بالتأكيد لا يمكن المقارنة ما بين فيلمي Don’t Look Up سيناريو وإخراج آدم ماكاي، و The lost Daughter سيناريو وإخراج ماغي جيلنهال، في أول تجربة إخراجية عن قصة لـــ إيلينا فيرانتي تحمل نفس الاسم.
فالأول فيلم خيال علمي يعالج بطريقة ساخرة، سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا على البشرية، رغم التنذر بقرب هلاكها مع اقتراب اصطدام مذنب مدمر بالأرض بعد مدة 6 أشهر و14 يوم، اكتشفته المرشحة للحصول على الدكتوراة كيت ديبياسكي ( جنيفر لورانس) والتي يشرف عليها في بحثها الدكتور ميندي (ليونارديو دي كابريو)، لتتصاعد الأحداث مستقبلاً في ظل تجاهل الحكومات والاستخفاف بالقضية، وبالتالي الاستخفاف بأرواح البشر ومحاولة الاستفادة التجارية من شركات التكنولوجيا، التي رفضت تدمير المذنب مقابل الاستفادة من الثروات التي يحملها في طياته.
أما الثاني فهو يروي حكاية ليدا المرأة التي تحاول قضاء إجازة على الشاطئ، لتصطدم هناك بأحداث تعيدها إلى الذكريات التي تحملها من ماضيها، وقد ترشحت ليدا الشابة (جيسي باكلي) للأوسكار 2022 عن فئة أفضل ممثلة دور مساند في أول ترشيح لها للأوسكار، وكذلك ترشحت ليدا الكبيرة بالسن ( أوليفيا كولمان) عن فئة أفضل ممثلة دور أول للمرة الثالثة بتاريخها بعد حصدها الجائزة لأول مرة عام 2019، عن دور الملكة آن في فيلم الدراما الكوميدي The Favourite إخراج يورجوس لانثيموس، فيما ترشحت مرة ثانية في العام الماضي دون أن تفوز بالجائزة كأفضل دور مساعد عن فيلم The Father .
ماكاي افتتح فيلمه بمشهد استمر لما يقارب الــ 11 دقيقة قدم فيه 160 لقطة قبل أن تظهر أسماء الممثلين والفريق الفني، ليدخل بتفاصيل الأحداث ذات الإيقاع السريع نوعاً ما، فيما لم تنتظر جيلنهال أكثر من دقيقة و45 ثانية لمشهدها الافتتاحي غير المفهوم، والذي تنكشف تفاصيله لاحقاً في المشهد قبل الأخير بعد مرور ساعة و56 دقيقة، على الأحداث ذات الإيقاع البطيء والتي اقتصرت الــ 33 دقيقة الأولى على مجموعة ردات فعل غير مفهومة من قبل كولمان، والتي بدأنا نفسرها شيئاً فشيئاً مع ظهور مشاهد الفلاش باك، التي جسدت ماضي ليدا بالرغم من مرور لقطة سابقة لجيسي باكلي في الدقيقة 13 استمرت ما يقارب ال12 ثانية.
ولعل التناقض بالترشيحات يبدو غريباً نوعاً ما، ففيلم آدم ماكاي ترشح لأربعة أوسكارات كأفضل فيلم وأفضل مونتاج وموسيقى تصويرية وسيناريو أصلي,، فيما لم ينل ممثلوه أي ترشيح، حتى أن ماكاي نفسه غاب عن ترشيحات أفضل إخراج. أما فيلم جيلنهال فاكتفى بثلاثة ترشيحات عن أفضل سيناريو مقتبس إلى جانب ترشيحي باكلي وكولمان، ولكنه غاب عن ترشيح أفضل فيلم.
هنا يطرح السؤال نفسه، هل الفيلم الذي كتبه ماكاي وأداه مجموعة من الممثلين يحملون7 أوسكارات سابقة ( 3 ميريل ستريب, 2 كيت بلانشيت,1 ليونارديو دي كباريو,1 جنيفر لورانس) عجز أي منهم في الترشح لهذا العام؟، و هل وصل إلى ترشيح أفضل فيلم فقط بعناصر النص والمونتاج والموسيقى التي يحملها؟، وهل النص الذي كتبته ماغي جيلنهال لم تنجح هي نفسها بإخراجه بطريقة توصله إلى ترشيحات أفضل فيلم أو افضل إخراج، رغم ترشح النص ونجاح ممثلتين من فريق الفيلم بالوصول إلى ترشيحين، وهي التي في رصيدها ترشيحاً سابقاً للأوسكار عام 2010 عن دورها في فيلم Crazy Heart عن فئة أفضل ممثلة دور مساند؟.