فيلم عن قناة السويس رُشح لثلاث جوائز أوسكار!

خيرية البشلاوي تكتب لـ «سينماتوغراف»:

تري هل تمر هذه الملحمة الوطنية الخالدة دون تسجيل لأدق تفاصيل ما جري منذ أن بدأت كفكرة تحمس لها المصريون واندفعوا فرادى أو أفراداً يمثلون جماعات وأسراً وعائلات إلي البنوك استجابة لدعوة القائد الذي صمم علي قهر المستحيل وتحدي أصعب ظروف مرت بها مصر بإقامة مشروع قناة السويس الجديدة ليتحدي به جميع هذه الظروف بدءا من الارهاب المحلي والدولي مرورا بالمؤامرات الداخلية والخارجية ورغم أنف الذين «يقبعون» في جحور المؤسسات الاستخباراتية الإقليمية والعالمية.

أتساءل عن حصاد هذا الصرح العملاق علي المستوي الفني والذي يقام في عصر التكنولوجيا بالغة التقدم والمتناهية الصغر، وأعني كاميرات التليفون والتلفزيون والسينما الخفيفة والمحمولة شديدة الرهافة والحساسية التي تلتقط أدق التفاصيل وأكبر المجاميع المشاركة في المشروع حيث الماكينات الضخمة وكراكات الحفر المهولة وماكينات الرفع والبناء وسائر الأجهزة المتطورة التي شاركت في تشييد وإبداع قناة السويس الجديدة.

التكنولوجيا بأحجامها وإمكانياتها غير المحدودة في حالة حضور تاريخي مذهل وكذلك الابداع البشري والهمة الوطنية التي أعيد استنهاضها مرة أخري بعد العبور العسكري في حرب أكتوبر 1973 .. فإذا كان العبور الأول قد «ظلم» ـ من وجهة نظري ـ ولم يخلف سوي عددا من الأفلام المتواضعة الروائية والتسجيلية، فمن القصور المعيب أن يمر العبور الثاني علي مستوي التنمية من أجل المستقبل والحاضر دون أن يخلد بأعمال سينمائية قوية تسجل الملحمة الرائعة التي صنعها المصريون دون أي دعم خارجي وبرغم كل المحاذير والتحديات.

وفي بحثي عن الأفلام التي تحمل اسم قناة السويس، ونحن نعرف ان القناة الأم حفرت منذ ما يقرب من مائة وخمسين عاما وتم افتتاحها عام 1869.. وجدت ان الفيلم الروائي الأول الطويل فيلم أمريكي بعنوان «السويس ـ suez»، ومن إنتاج شركة فوكس للقرن العشرين أثناء إدارة داريل زانوك.. أخرج الفيلم عام 1937 المخرج «آلان دوان ـ  Allan Dwan» وهو من مواليد كندا وقد اشتهر بفيلمه «رمال أبو جيما» 1949 و«روبين هود» 1922، وتوفي عن 96 عاما في مدينة لوس أنجلوس بكاليفورنيا.

قام ببطولة الفيلم أحد أشهر نجوم هوليود تايرون باور «1914 ـ 1958» أمام النجمة الأمريكية لوريتا يونج «1913 ـ 2000» عن قصة شارك في كتابتها ثلاثة وهم سان دانكان وفيليب دان وجوليان جوزينسون. قصة خيالية لا علاقة لها بالأحداث التاريخية الواقعية تتناول حكاية حب محبطة بين فردناند ديليسبس والامبراطورة أوجيني التي تزوجها نابليون والذي خطط لإبعاد ديليسبس إلي مصر في وظيفة دبلوماسية حيث كان والده يعمل قنصلا عاما في نفس البلد إلي جانب قصة حب أخري تسير بالتوازي مع مشروع قناة السويس الذي فكر فيه ديليسبس وقام بفرضه علي فرنسا ثم تداعيات ذلك مع الأمير سعيد والي مصر حينئذ واعتراض نابليون ثم موافقته بعد أن اعتلي كرسي امبراطور فرنسا.

والقصة حسب التقييم الذي جاء في عدد من كتب السينما محض خيال أي مفبركة وان كانت جذابة وقد رشح الفيلم لثلاث جوائز أوسكار في عناصر التصوير والموسيقي والتسجيل الصوتي، وواجه صعوبات مع الرقابة «مكتب هايز» بسبب ملابس البطلة التي لعبت دورها الممثلة أنابيلا «1907 ـ 1996» وهي ممثلة من أصل فرنسي.

** هناك بالقطع أعمال حديثة مصرية يتم إعدادها حالياً وهناك من المخرجين والمنتجين من يقوم بتسجيل الأحداث وهناك الملايين علي مستوي العالم يرغبون في مشاهدة وقائع هذه الملحمة العظيمة «المصريون أهمه» فهل نشبع هذه الرغبة بعمل فيلم متميز يبقى في ذاكرة تاريخ السينما؟!.

 

 

Exit mobile version