سلا ـ الوكالات: «سينماتوغراف»
فاز الفيلم الكندي “كوسيبن” بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي لفيلم المرأة في دورته الرابعة عشرة التي أقيمت بمدينة سلا المغربية ابتداء من الثامن من نوفمبر واختتمت مساء أمس.
والفيلم من إنتاج “ماكس فيلمز ميديا” وإخراج ميريام فيريولت. وتسلم الجائزة رئيس التعاون الثقافي بسفارة كندا بالمغرب جون كوشيت.
ويتناول الفيلم قصة صديقتين من عرقية “إينو”، تعاهدتا على البقاء معاً مهما حدث وتحدتا صعوبات مجتمعية.
وفي فئة الأفلام الوثائقية، فاز الفيلم “كما أريد” للفلسطينية سماهر القاضي بالجائزة، وهو إنتاج مشترك بين مصر والنرويج وفرنسا وفلسطين وألمانيا. وتسلم الجائزة نيابة عن سماهر، مدير مهرجان أسوان لسينما المرأة، حسن أبو العلا. ويحاول الفيلم أن يظهر قوة المرأة “في صراع ثوري ضد الصعاب”.
كما فاز فيلم “المعلقات” للمغربية مريم عدو الذي يعالج مشكلات حقوقية ومجتمعية وبيروقراطية معقدة بجائزة تنويه خاصة.
وفاز فيلم “جنة” لمخرجته المغربية مريم عبيد بجائزة الفيلم القصير. ويحكي الفيلم قصة حب عفوية تصطدم بواقع شائك.
وفازت بأحسن دور نسائي “ماريا سكاريسك” عن دورها في الفيلم السويسري الكرواتي المشترك “مار”.
ومُنحت جائزة أحسن دور رجالي للممثل الفلسطيني صالح بكري في فيلم “كوستا برافا” للمخرجة اللبنانية مونيه عقل.
وفاز نفس الفيلم بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وتسلم الجائزتين عماد توباجي ممثل السفارة اللبنانية بالرباط.
وفي فئة الفيلم الروائي الطويل فاز الفيلم المغربي “امباركة” للمخرج محمد زين الدين بجائزة الجمهور الشبابي وهي جائزة استحدثتها هذه الدورة. وتم في بداية الحفل تكريم الممثلة المغربية ثريا العلوي.
في السياق ذاته، أتاح المهرجان منصة لعدد من المخرجات الشابات لعرض أفلامهن ومناقشتها واللاتي انتهزن الفرصة للتعبير عما يدور في عقول صانعات السينما الجدد في المغرب.
وشمل قسم “نافذة على الفيلم القصير المغربي” ستة أفلام لمواهب نسائية شابة تم إنتاجها خلال أعوام 2019 و2020 و2021 بهدف دعم هؤلاء المخرجات وتوفير مساحة أكبر لمشاهدة أعمالهن.
وقالت المخرجة لينا اعريوس التي شاركت في المهرجان بفيلم “سراديب الغضب” إنها تأمل أن تحقق هذه النافذة رؤية أعمق لأفلام المخرجات المغربيات وكذلك تغيير الفكرة النمطية الراسخة عن خوض المرأة غمار العمل السينمائي دفاعا عن قضاياها فقط.
وقالت اعريوس: “بالرغم من أنني أدافع عن قضايا المرأة لكن لا أحب أن تلاحقني هذه المواضيع في كل شيء وتقيدني في عملي”. وأضافت: “كما للرجال الحق في التطرق لجميع المواضيع في أفلامهم كذلك النساء”.
وأوضحت أن النظرة للمخرجة العربية بشكل عام تحتاج إلى إعادة صياغة ليس في المنطقة فحسب بل بالخارج أيضاً. وقالت: “الغربيون ينتظرون من امرأة قادمة من بلد عربي مسلم نوعا معينا من المواضيع”.
وأضافت: “ليس بالضرورة أنني قادمة من بلد مسلم عربي أن أكرر نفس قصص المرأة المعنفة والمقهورة.. هذا يجعل المخرج كالمتسول، يستجدي بمثل هذه المواضيع”.
ويتناول فيلم “سراديب الغضب” حياة مزرية لعائلة كانت تعيش من العمل في منجم للفحم قبل أن يغلق وتضطر العائلة لمغادرة القرية وهو يعيد للذاكرة مأساة مدينة جرادة النائية في شرق المغرب التي هزتها أحداث اجتماعية قوية أواخر عام 2017 وامتدت إلى 2018 بسبب إغلاق مناجم الفحم الحجري التي كانت تمثل مصدر الدخل الرئيسي للسكان.
أما المخرجة مريم عبيد التي شاركت في إخراج عدد من الأفلام المغربية والأجنبية فجاءت إلى المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا بالفيلم القصير “جنة” وهو رومانسي اجتماعي.
وقالت مريم: “مخرجات الأفلام المغربيات بصفة عامة يتقاسمن نفس الحلم ونفس الهاجس ويواجهن نفس العراقيل لكن هن قادرات على التعبير عن مختلف القضايا وليس قضايا المرأة فحسب”.
وأضافت أن أكثر ما تخشاه أي مخرجة “أن تبتعد عن موضوع فيلمها الأساسي إذا أدرجت موضوعا يهم المرأة في فيلمها، فتدخل في نوع من البروباغندا ولعب دور الضحية والنضال في قضايا المرأة حتى وإن لم تقصد.. وتلصق بها تهمة الدفاع عن قضايا المرأة حتى دون قصد”.
ويشمل برنامج الفيلم القصير المغربي أيضا فيلم (أخو) للمخرجة آسية الإسماعيلي والذي يتناول شخصية تراثية ثقافية مشتركة بين جميع مناطق المغرب، وتسمى محليا “باجلود” في المناطق العربية و”أخو” بلهجة أهل الجنوب الأمازيغية.
وقالت الإسماعيلي: “السينما بالنسبة لي كالتشكيل والرسم، إنها فرصة للتعبير ومشاركة وجهة نظري مع العالم”.
وأضافت: “هدفي كان أن أشتغل على جمالية الفيلم وأن أكتشف كيف يصنع الفيلم بالرغم من أنني اشتغلت في السينما كمصممة أزياء لكن الإخراج شيء آخر“.