الوكالات ـ «سينماتوغراف»
عندما وصلت محركات طائرات مقاتلة تابعة للقوات الجوية التشيلية لإصلاحها في مصنع رولز-رويس في اسكتلندا في عام 1974 قرر المفتش بوب فولتون على الفور إنه لن يلمسها.
فقد تأثر فولتون، أحد المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، بصور التقطت على مسافة آلاف الأميال في سانتييجو لطائرات هوكر هنتر المقاتلة وهي تقصف قصر لا مونيدا الرئاسي يوم 11 سبتمبر أيلول عام 1973 في انقلاب عسكري أطاح بالرئيس سالفادور أليندي الاشتراكي المنتخب بشكل ديمقراطي.
ورغم أنه كان يغامر بفقد عمله، فقد رفض فولتون إدخال المحركات لإجراء أعمال الصيانة لها. وقاد، بالاشتراك مع زملائه من أعضاء اتحاد عمالي، عملا من أعمال التضامن الدولي ضد الانقلاب الذي تلاه تنصيب الدكتاتور أوجوستو بينوشيه.
ويلقي الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم (ناي باساران) أي (لن تمر) نظرة على مقاطعة المهندسين في إيست كيلبرايد لمحركات طائرات القوات المسلحة التشيلية وتأثير ذلك.
وقال مخرج الفيلم فيليب بوستوس سييرا (إنه أمر نادر الحدوث جدا… أن يجد، أي شخص، بعد مرور عقود أن شيئا قام به أتى ثماره وأثر بشكل إيجابي على حياة أشخاص آخرين).
وقال بوستوس سييرا، وهو ابن صحفي تشيلي منفي يقيم في بلجيكا، إنه سمع لأول مرة عن إضراب العمال الإسكتلنديين وهو طفل.
وقال (أعتقد أن هذه القصة لازمتني وأنا أكبر لأنها ترتبط بشكل مباشر بالصورة الشهيرة للانقلاب في تشيلي وهي صورة طائرات الهوكر هنتر وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق سانتييجو وتطلق النار … على القصر).
وأضاف (فكرة أن العاملين الإسكتلنديين على الجانب الآخر من العالم تمكنوا، في اعتقادي، من أن يخففوا من أثر هذه الصورة بشكل ما هو أمر رائع).
ووضع العمال على قطع غيار المحركات علامات (سوداء) ما يعني أنها لن تمس على خطوط إنتاج الشركة لشهور. وتركوها خارج المصنع حتى اختفت عام 1978. وقيل للعمال إنها عادت إلى تشيلي.
وقال بوستوس سييرا (هذه هي المعلومة الوحيدة التي حصلوا عليها… وعلى مدى سنوات حتى بدأنا في صنع هذا الفيلم).
ويعرض الفيلم فولتون، وهو في التسعينيات من عمره الآن، وزملاؤه الذين كرمتهم حكومة تشيلي عام 2015 وهم يتذكرون ما قاموا به في ذلك الوقت ويستمعون لقصص من مواطنين في تشيلي سجنوا بعد الانقلاب. وأجرى حديث كذلك مع جنرال من عهد بينوشيه.
لكن الفيلم، الذي عرض لأول مرة في مهرجان جلاسجو وسيعرض في بريطانيا في نوفمبر تشرين الثاني، لم يعرض بعد في تشيلي حيث يقول بوستوس سييرا إنه رأى تعليقات إيجابية عنه على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الذين اعتبروا القصة محض خيال. وقال إنه يأمل عرضه هناك العام القادم.
وقال ردا على سؤال عما إذا كان مثل هذا العمل وارد الحدوث الآن قائلاً (أعتقد أن شخصا يقوم بمثل هذا العمل في وقتنا هذا سيتعرض لخطر أكبر مما تعرض له بوب)، وأضاف (لكني أعتقد أن فكرة العصيان المدني السلمي ما زالت قائمة اليوم).