الوكالات ـ «سينماتوغراف»
يقول المخرج إريك بوب إن أحدث أفلامه (يو- يوليو22) هو جزء من عملية تعاف في أعقاب واحدة من أفظع الأحداث التي شهدتها النرويج وهي مذبحة قتل خلالها 69 شخصا، كثير منهم مراهقون، في معسكر للشبان بجزيرة أوتويا.
ويعرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي ويعيد سرد الأحداث التي نفذ خلالها مسلح من اليمين المتطرف المذبحة يوم 22 يوليو تموز 2011. وجرى تصوير الفيلم على جزيرة أخرى قريبة من أوتويا ولم يعتمد المخرج فيه على تحرير الصورة (المونتاج) بل صوره في لقطة واحدة. ويتتبع الفيلم كاجا، وهي مراهقة ليست مقتبسة من شخصية حقيقية، بينما تحاول النجاة بحياتها في الغابات وعلى الشاطئ وفي البحر.
ويراها المشاهدون وهي تحاول باستماتة أن تبحث عن شقيقتها الصغرى وتواسي مراهقا يحتضر وتغني لنفسها وهي ترتعد من الخوف فوق تل. ولا يظهر المسلح إلا بشكل عابر وعن بعد.
وذكر بوب أن البعض انتقد فيلمه، إذ قالوا إنه تم عرضه قبل الأوان لكن بعض الناجين من الهجوم قالوا له إن عليه ألا ينتظر.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي ”أود أن أقول إنه إذا لم يكن الفيلم مؤثرا ومؤلما فساعتها سيكون قد تأخر كثيرا. لذا أقول بكل ثقة إن الأمر صعب لكنه أيضا جزء من عملية تعاف“.
وأضاف ”قررنا أن نصنع قصة خيالية لأسباب أخلاقية حتى لا يضطر الأهالي والشقيقات والأشقاء لرؤية هذا والتفكير.. هل هذه أختي أو أخي؟ هل هذه ابنتي؟“.
وأشار إلى وجود أطباء نفسيين في موقع تصوير الفيلم لمساعدة الممثلين وسكان الجزيرة التي شهدت تصوير الفيلم.
وقال ”بالنظر في أنحاء أوروبا اليوم وإدراك أن الفاشية الجديدة تنمو يوما بعد يوم علينا أن نتذكر ما حدث على تلك الجزيرة. وما يمكن أن يبدو عليه تطرف التيار اليميني“.
وقالت الناجية إنجريد فاج إندريرود في مؤتمر صحفي إن كثيرا من النرويجيين يرون أن من المستحيل سرد قصة هذا الفيلم.
وقالت ”عندما أحاول أن أشرح ما مررت به لا أستطيع سوى أن أحكي عن الأمر عن بعد، وهنا يمكن للفيلم وفن السينما أن يحكيا القصة بطريقة أخرى لا تستطيعها الكتابة والسرد“.
وأضافت ”هذه كراهية في أكثر أشكالها وضوحا وعلينا كمجتمع أن نتصدى لها“.
و(يو-يوليو22) من بين 19 فيلما تتنافس على جوائز الدب الذهبي والفضي التي ستعلن يوم السبت.