الوكالات ـ «سينماتوغراف»
يبدو المشهد السينمائيّ الأميركي مثابراً على خوض “معركة” مباشرة ضد الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب. وإذْ تنطلق المواجهة بين سينمائيين أميركيين وبينه، منذ إعلان ترشّحه للانتخابات الرئاسية، فإن المرحلة المقبلة تبدو مفتوحةً على أنماط مختلفة لصراعٍ، يتّخذ من شخصية الرئيس سبباً، ومن خطابه التحريضي العنصريّ حجةً، ومن سلوكه المتنوّع دافعاً.
وقبل يوم واحد على احتفال التسليم والتسلّم، بين الرئيسين الأميركيين السابق باراك أوباما والجديد دونالد ترامب، في 20 يناير/ كانون الثاني 2017، ابتعد السينمائي الأميركي روبرت ريدفورد (1936) عن كلّ كلامٍ سجاليّ، من دون أن يتغاضى عن واقعٍ يتمدّد في أرجاء البلد: في روحه ومكانته وحضوره وقيمه. لكن ريدفورد، في افتتاح الدورة الـ 33 (19 ـ 29 يناير/ كانون الثاني 2017) لـ “مهرجان صندانس للسينما المستقلّة” (مؤسِّسه ومديره)، يُعرب عن “ثقته” في أن التخفيضات، أو ما يُوصف بـ “الاقتطاعات”، المنوي اتّخاذها في حقبة ترامب، في الميزانية العامة، “ستُواجَه بتحرّك شعبيّ”.
ورغم إشارته إلى أن “لا مكان للسياسة في المهرجان”، علماً أنه يُعتبر أحد أبرز سينمائيي أميركا “اليساريّة”، عبر أفلام وأدوار تعرّي الكيان السياسي ـ الإداري ـ الإعلاميّ للبلد، فإن ريدفورد يعتبر أن الرؤساء “يتغيرون”، وأنّ “الدنيا يومٌ لك ويومٌ عليك”، وأن هذا الأمر “قائمٌ منذ البداية، وسيستمر على الأرجح”، مُضيفاً أن هذا كلّه سبب لضرورة “ألا ننشغل بالسياسة”. يقول: “نحاول الابتعاد عن السياسة بحدّ ذاتها، ونركّز على القصص التي يرويها الفنانون”. لكنه يُنبِّه إلى أن أناساً كثيرين يخشون من الأيام المقبلة: “الوضع يزداد قتامة، وهذا يُشكِّل ضغطاً عليهم. الذين لم يكونوا يأبهون، سيدركون الآن أنهم معنيّون مباشرةً، وسيتحركون” (ضد هذه الاقتطاعات)، متمنّياً أن يؤدّي هذا إلى تحرّك شعبي، احتجاجاً على تخفيض التمويل: “آمل أن يتمرّد الناس عليه”.