الأقصر ـ خاص «سينماتوغراف»
أقيمت مساء أمس ندوة عن الفنان الراحل محمود عبد العزيز، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والتي تحمل اسمه، أدارها التاقد طارق الشناوي، حيث تحدث في البداية عن علاقته بالنجم الساحر الذي كان لا يغضب مطلقا من أى كلمة أو نقد يوجه لأعماله، ثم تحولت الندوة بعد ذلك إلي ذكريات وقصص عنه من رفقاء رحلته الفنانين والسينمائيين تخللتها الدموع، في محاولة رثاء وتأبين بعد رحيله منذ شهور.
سيد فؤاد قال فى بداية الندوة: كان الفنان محمود عبد العزيز على علاقة جيدة بمهرجان الأقصر وكنت قد تعرفت عليه من خلال المخرج الراحل رضوان الكاشف، وهو كان من النجوم الذين لا يستطيع أحد أن ينساهم.
أما الفنان سمير صبرى فقال: تربطنى بعائلة محمود عبد العزيز جيرة وصداقات، وكنا نتقابل كثيرا وبيننا أصدقاء كثيرة مشتركة وكان محمود عبد العزيز يحلم بأن يكون أنور وجدى، وأنا أحلم أن أكون محمد فوزى، وسوف أتحدث عن الإسكندرانى محمود عبد العزيز صانع البهجة بالفعل الذى كان يكره النكد وكان دائما يقوم بفلسفة كل الأمور، وكان لا يترك فرض فى الصلاة وكان محبا ومخلصا لعمله فقد كان يجهز لدوره وأى شخصية يقدمها شكلا ومضمونا وحتى عندما قدم مسرحية مع النجمة إلهام شاهين فقد اكتشف فى هذه المسرحية الفنان أشرف عبد الباقى ولن أقول غير أن محمود عبد العزيز مازال معنا والفنان الكبير لا يرحل.
وأضافت الفنانة لبلبة: علاقتى بالفنان محمود عبد العزيز بدأت من مارينا فى الساحل الشمالى، وكان دائما فى كل مرة يمر من أمام الشاليه الخاص بى كان ينادينى يا نونى، وأضافت الفنانة لبلبة: كان بسيطا جدا وكان مقلدا بارعا والوحيد الذى كان ينافسنى فى التقليد هو محمود عبد العزيز وكان أستاذا فى إلقاء الإفيهات ولديه مجموعة من الإفيهات مستمرة لا تنتهى، وكان دائما محبوبا من كل الوسط “ولم أزعل معه يوما ما وهو زعل منى مرة وحيدة عندما قلت له أترك التدخين”، وكنت دائما اتحدث معه عقب كل عمل فهو صديق بمعنى الكلمة فالفنان لا يرحل وقد شاركته في فيلم وحيد هو فيلم “لك يوم يا بيه” وكان بداية عمله فى الكوميديا.
دخلت النجمة إلهام شاهين، في نوبة بكاء أثناء حديثها عن الساحر محمود عبدالعزيز، واختتمت حديثها عنه قائلة: “الله يرحمه كان إنسان عظيم”.
وأعرب النجم محمود حميدة، عن حبه الشديد للساحر محمود عبد العزيز، ودخل في نوبة بكاء شديدة قائلًا: “محمود لم يغيب عني ولكن البهجة انتهت لأنه كان صانع البهجة”.
وتحدث المنتج عادل أديب عن الفنان الراحل محمود عبد العزيز قائلاً: “كان فنان يحترم نفسه ومهنته وجمهوره، وغالباً قرأ كل النصوص التي قدمها أقرانه من النجوم ومن قبل حتى يقدم شيء جديد ومختلف يضيف له وللجمهور المتلقي”.
وأضاف “أديب”: “الساحر لم يمت بل حي وأشعر به في كل مكان ويدار بيننا حوار يومي، وفي غياب فقدت الضهر والسند، عمره ما تدخل في مشهد بالحذف أو بالإضافة كان أبسط من البساطة، كان موصل جيد للحوار، فحين يقف أمام الكاميرا كان يستطع بمهاراته وموهبته توصيل الجملة للناس بطريقة تدهش الجميع حتى كاتبها”.
وتابع: “كان محباً لوطنه بدرجة كبير، وظهر ذلك أثناء عام 2012 عقب الثورة حين أصر أن يصور “باب الخلق” في عز حالة الركود التي شهدتها البلاد في تلك الفترة فكان يأبى أن يوقف التصوير رغم فرض حظر التجول، وكان يقول دائماً أنه صاحب رسالة وهذا الوقت المناسب لكي يظهر دوره ويقف بجانب بلده، وكانت جملته الشهيرة “هنقعد يعني زي الولاية في البيت”، كما أنه لم يترك فرض في حياته وكان حافظاً للقرآن الكريم”.
وتنهمر دموع أديب على المنصبة محاولاً إمساكها لكنها أصرت أن تفيض لتخرج بعض ألم ووجع الفراق ليواصل حديثه عن قائلاً: “كان يتعامل مع الناس ببساطة شديدة وكان يعشق الزراعة نظراً لتخرجه من كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، فكان شخصية متأملة جداً وكان محبوب من كل الوطن العربي، وجعل الملايين تعشقه من أعماله، فكان بداخله مشاعر واحساس لا يمكن نتخيله “اللي في قلبه على لسانه”.
وأضاف: “هناك أشخاص لن يعوضوا أبداً مثل نور الشريف وأحمد زكي، وآخرهم محمود عبد العزيز، كان يحترمون الفن ومهنتهم، عكس ما يجري على الساحة حالياً “إزاى فنان دلوقتي ينزل يصور في الشارع والـ30 حلقة مش جاهزين؟”، من يحترم السوق حالياً؟، محمود عبد العزيز قدم 6 أفلام في 17 سنة ستعيش لآخر الدنيا لأنه أحترم جمهوره”.
أما الفنان محمد محمود عبد العزيز، فتحدث عن والده “الساحر” قائلاً: “لا أستطيع الكلام، لكن بالنسبة لي ما زلت أشعر بالدفء من أصدقاء والدي المقربين، ولا أستطيع الحديث عن والدي كثيراً، لكنه كان يحب النحل جداً، وكان يشرح لي يعني إيه النحلة، وكان مهتماً بأدق تفاصيل التفاصيل”.