في مهرجان مونبلييه هموم عربيّة بعيون غربيّة

رشدي زيم يختار أعضاء لجنة التحكيم الدوليّة التي يرأسها

200 ألف  ضحايا العشريّة السوداء في الجزائر

مونبيلييه ـ خاصّ «سينماتوغراف»

في الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان مونبلييه السينمائيّ الدوليّ لأفلام البحر الأبيض المتوسط، والتي يرأس لجنة تحكيمها الممثل والمخرج المغربيّ رشدي زيم أوكلت له للمرّة الأولى في تاريخ المهرجان كلّ الحريّة في اختيار أعضاء لجنة التحكيم، ربّما يعود ذلك لخشية إدارة المهرجان من تقلّبات مزاج رشدي زيم الحادّة وردود أفعاله التي تكون غالباً غير متوقعة، لذا رأت – من باب السلامة- أن تترك له تشكيل لجنة التحكيم الدوليّة في تقليد غير مسبوق على الإطلاق، وقد شكّلها من السينارست الشهير «جاك فيش» والممثلة الشابّة «أليس لبنكوسينج» والكاتبة المغربيّة الشابّة «ليلى سليماني»، والفنّانة القديرة «ماريان دنيكورالتي» التي بدأت حياتها المهنيّة مع «روبير يروسون»، وتتلمذت على يد الفنّان القدير «بانريس شيرو» الشهير بـ«نابليون بونابرت» وهو الدور الذي لعبه في فيلم المخرج الراحل يوسف شاهين «وداعاً بونابرت».

المسابقة الرسميّة تضمّ عشرة أفلام، تمثل خمس عشرة دولة، وذلك يعود للانتاج المشترك الذي أصبح الطريق الأمثل لترى كثير من الأفلام النور.

حرص مهرجان مونبيلييه في سنواته السابقة على الاهتمام بالسينما العربيّة وعلى ضمّ مسابقتها أفلاماً من دول عربيّة، ما حذا باسرائيل إلى السعي للاشتراك لينتقل الصراع من السياسة إلى الفنّ.

 في هذه الدورة وفي إطار المسابقة الرسميّة تقتصر المشاركة على الفيلم الفلسطيني الفرنسي القطري «ديجراديه» أو «التصاعد» للمخرجين الفلسطينيّنن محمد وأحمد أبو ناصر الشهيرين بـ«عرب» و«طرزان» من بطولة الفنّانة القديرة هيام عباس، مايسة عبد الهادي وفيكتوريا باليتسكا.

المخرجان «عرب» و «طرزان» فهما توأم من غزة من مواليد 1988، بدأ عشقهما للسينما مبكراً، حصلا على دعم من مشروع السيناريو بمهرجان مونبلييه، وبعد عامين من هذا الدعم نجحا في تقديم فيلمهما الأوّل.

 وإذا كان واضحاً غياب الإنتاج السينمائيّ العربيّ، إلا أنّ الهمّ العربيّ لم يغب، وهموم المواطن العربيّ أيضاً عن أفلام، وإنْ حملت توقيع مخرج عربيّ وجهة الإنتاج أجنبيّة، فالفيلم يحمل جنسيّة المنتج وليس المخرج، كالفيلم الفرنسيّ «الآن ممكن أن يحضروا» من إخراج الجزائريّ سالم براهيمي، والفيلم الثاني «حظ سعيد الجزائر» للمخرج فريد بنتومي، بطولة سامي بو عجيلة وكيارواما سترويانى وهو إنتاج فرنسيّ مشترك .

في الفيلم الفرنسيّ «الآن ممكن أن يحضروا» تحذير خطير من سالم براهيمي لسنوات سوداء عاشتها الجزائر«العشرية السوداء» والتي راح ضحيتها مئتا ألف جزائريّ، من بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، ودمّرت خلالها قرى بأكملها، وأحياء لم يبقَ منها أحد.

الفيلم مقتبس من رواية شهيرة حققت مبيعات هائلة، خاصّة فى أوروبا للكاتب «أرزاقي ميلال» الذي شارك مع سالم في كتابة السيناريو، أمّا منتجة الفيلم فهي  «ميشيل راي جافراس» زوجة المخرج القدير «كوستا جافراس» والمعروفة بتعاطفها الشديد مع العرب وخاصّة الفلسطينيّين، كما لها مواقف كثيرة داعمة للعديد من المخرجين الشبّان الموجودين في فرنسا بالتحديد.

أحداث الفيلم تبدأ عام 1989 من خلال الكاتب والمفكر نور الدين، ترحل حبيبته إلى فرنسا مع بداية الوجود الإسلامي ، تدفعه أمه للزواج من ياسمينا، جارته الجميلة، وجميلة هي رمز للمقاومة الجزائريّة الصامدة التى رفضت الخضوع لهذا الإرهاب المستتر تحت غطاء الدين، وعندما لم تجد الحبّ من طرف نور الدين، ترحل وتطلب الطلاق وتأخذ ابنها الصغير معها، لكنّ الحياة في منزل أسرتها تصبح شديدة الصعوبة نظراً لتطرّف الأب الذى يبعدها لحيّ القصبة. وبعد رحلة طويلة يعثر عليها نور الدين ليعيدها وابنهما إلى منزله ليتعلم منها معنى الصمود الحقيقيّ، والشعور بأهميّة الحياة والأسرة، وليبقى أحد الشهود الأحياء على المجازر التي شهدتها البلاد.

Exit mobile version