القاهرة ـ الوكالات : «سينماتوغراف»
بسرد سينمائي غير تقليدي لا تتحاور فيه الشخصيات تدور أحداث الفيلم المصري (في يوم) الذي عرض في دار الأوبرا المصرية ضمن مسابقة (آفاق السينما العربية الجديدة) وسط حضور جماهيري ضاقت به القاعة التي لم تتسع لكل من أرادوا مشاهدة الفيلم.
والفيلم الذي كتبه وأنتجه وأخرجه كريم شعبان يتناول ست شخصيات من أعمار مختلفة يجمعهم فقدان الأمل في المستقبل أو الاصطدام بفساد أو بيروقراطية كما يجمعهم إيقاع جنازة يمشون فيها حين يستعيدون جانبا من الماضي.
وتبدو مصر لدى أغلب الشخصيات مكانا طاردا بعد أن فقد أبطال الفيلم كثيرا من الأمل في تغيير حلموا به منذ الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في بداية عام 2011 ثم وجدوا أنفسهم أشبه بالكائنات المصابة بالتوحد وغير قادرين على التفاعل أو الحوار حيث لا يتحاور أحد مع الآخر طوال أحداث الفيلم.
وقبل بدء الفيلم صعد مخرجه شعبان (25 عاما) لتحية الجمهور بصحبة مدير التصوير هابي خليل وأبطال الفيلم ومنهم علي قنديل ونادين إميل وفاطمة كمال ولانا مشتاق.
وإلى جوار الصورة الدالة في انتقالها مع أحد الأبطال في صحراء أشبه بالتيه إلى تصوير شوارع القاهرة يتسم الفيلم الذي يبلغ 63 دقيقة بلحظات صمت طويلة لا يتحاور فيها الأبطال إلا مع أنفسهم في استبطان داخلي لمحاكمة ماض أو تبرير سلوك ما..
فالطبيبة التي ترى أن لمهنتها بعدا إنسانيا يتجاوز صرامة اللوائح تصطدم مع مدير المستشفى الذي يلتزم بقوانين بيروقراطية غير مبال بتطبيقها حرفيا والذي يمكن أن يؤدي إلى وفاة مريض لا يجد سريرا.
وقال شعبان عقب الفيلم -الذي ينتمي إلى السينما المستقلة التي يمولها مخرجها أو بعض صناعها- إن “إيقاع الحياة سريع” بما يكفي ولها تعمد أن يكون إيقاع الفيلم بهذا البطء الذي يتناسب مع التحاور مع الذات.
وأبدى تفاؤله بالسينما المستقلة قائلا إن التكنولوجيا تقدم كل يوم جديدا يسهل إنتاج الأفلام بتكاليف أقل.
ويشارك في لجنة تحكيم هذه المسابقة كل من التونسية درة بوشوشة المديرة السابقة لأيام قرطاج السينمائية والمخرج المغربي محمد إسماعيل والممثلة المصرية سلوى محمد علي.
ويستمر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عشرة أيام ويعرض نحو 100 فيلم من 64 دولة.
ويتنافس فيلم (في يوم) -في مسابقة (آفاق السينما العربية الجديدة) التي تنظمها نقابة المهن السينمائية بمصر- مع ستة أفلام أخرى هي (البحر من ورائكم) للمغربي هشام العسري و(الشجرة النائمة) للبحريني محمد راشد بوعلي و(بغداد خارج بغداد) للعراقي قاسم حول و(بانتظار الخريف) للسوري جود سعيد و(التمن) للمصري هشام عيسوي ومن اليمن أول فيلم روائي طويل لخديجة السلامي بعنوان (أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة).