دبي ـ «سينماتوغراف»
قال المخرج والمصور العراقي قتيبة الجنابي على صفحته عبر الفيسبوك، إن فيلمه الوثائقي الأحدث (قصص العابرين) سوف يعرض بالهند ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان دلهي السينمائي الدولي، وهو مستخلص من مادة فيلمية صورها بنفسه على مدى 30 عاماً تحمل في طياتها ذكريات وآلام الغربة التي عاشها منذ غادر العراق في الثمانينات وحتى اليوم.
وعلى مدى 67 دقيقة يسرد الجنابي بلغة سينمائية متفردة تجربته الشخصية مع الغربة التي يقول عنها في أحد المقاطع الصوتية بالفيلم (لا أدري إن كنت اخترتها أم هي التي اختارت أن تسكنني).
تسير الأحداث في تسلسل زمني منذ عام 1980 عندما بدأت الحرب بين العراق وإيران فما كان من أم قتيبة إلا أن حثت ابنها على مغادرة البلاد خوفا من أن تفقده كما فقدت والده بسبب الحرب ولم تعرف مصيره.
ومن العراق إلى المجر حيث استقر الجنابي في بودابست لدراسة التصوير الفوتوغرافي والفنون السينمائية، وهناك تعمقت غربته حيث لم يكن الرجوع إلى الوطن خياراً قائماً.
وإضافة إلى التصوير والإخراج والإنتاج وكتابة السيناريو يقوم الجنابي بدور الراوي في الفيلم، لكنه لا يتدخل كثيراً بالتعليق الصوتي تاركاً المجال للصور الفوتوغرافية واللقطات التي صورها على مدى سنين غربته تتحدث عن الرحلة.
ولا يفوت المشاهد منذ اللقطات الأولى ملاحظة أن الجنابي اختار تسجيل معظم لقطاته من خلف حاجز زجاجي، يتخذ تارة شكل زجاج السيارة وتارة أخرى زجاج شباك قطار، لكنه دوما حاضر حتى يظن المتفرج أن من يقوم بالتصوير حبيس قفص زجاجي لا يملك إلا كاميرا لتسجيل معاناته.
كما يظهر تأثر الجنابي بغياب الأب الذي يظل طيفا مصاحبا له يزيد ويعمق شعور الفقد في نفسه، فقد الوطن وفقد الأب والسند.
المادة المصورة بالفيلم ثرية ومليئة بوجوه العابرين الذين مر بهم الجنابي في رحلته الطويلة، وكثير منهم له نفس ظروفه إذ خرجوا مجبرين من أوطانهم ليسكنوا بلاداً غريبة.
ولد الجناني في بغداد عام 1960 وأنتج وأخرج عدداً من الأفلام القصيرة والوثائقية والبرامج التلفزيونية التي حازت جوائز عدة، ومن أبرز أعماله الوثائقية (المحطة) و(حياة ساكنة) و(بين الحدود) و(المراسل البغدادي).