«قلبي المخدوع» يكشف عن مواهب جديدة في السينما الفرنسية

 

«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

مائة دقيقة من المتعة البصرية والذهنية تأخذ المشاهد ليكون رأيه بنفسه ويحدد موقفه من أحداث الفيلم الفرنسي «قلبي المخدوع ـ My see through heart»، الذي عرض مساء أمس ضمن أفلام المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي، وهو من اخراج الأخوين ديفيد ورفائيل دوراند الذين يخوضان من خلاله تجربتهما الأولي في السينما الروائية الطويلة بعد أن قدما معاً عدداً من الأفلام القصيرة والوثائقية.

أحداث الفيلم يمكن قراءتها علي عدة مستويات فهو يعرض لقصة حب البطل الذي يعمل كمدقق لغوي ويتمتع بقلب شفاف، وبين الماضي والحاضر وبين مشاهد آنية وأخري يستعيدها بطريقة «الفلاش باك» يجد المشاهد نفسه داخل حكايات ملتبسة، فالبطل لانسلوت الذي يبدو أنه قد عثر علي المرأة التي فتن بها يتلقي فجأة خبر وفاتها في حادث سيارة رغم أنها أخبرته بسفرها بالطائرة، ومع بداية التحقيقات تتكشف له الحقيقة شيئاً فشيئاً ويعرف ماضي زوجته الذي كان يجهله تماماً، يصدمه الأمر ويصيبه باضطراب نفسي وتتجه الشكوك إليه بعدما تم اكتشاف تسمم زوجته وأن سيارتها سقطت في الحادث نتيجة وضع جرعات من اكسيد المنجنيز بشكل متكرر لها.

وفي إيقاع متماسك تتواصل الصور المرئية في مشاهد فنية مبهرة تتفوق فيها عناصر التصوير والموسيقي وتتكامل بأداء بطل الفيلم Julien  poisselier السلس الصادق الذي يعبر عن كل مشهد بحساسية شديدة تجعلك لا تشك لحظة في أنه البطل الحقيقي لهذه الحكاية بكل براءته وقلبه الشفاف.

أما الزوجة الجريئة فهي علي النقيض منه حادة الطباع متعددة العلاقات مفعمة بحب الحياة ومثيرة وعاشقة لأحمر الشفاه الذي يكون سبب سعادتها وسبب موتها، إذ يتم اكتشاف أن إحدي الشركات المنتجة له تستخدم بعض المواد السامة في صناعته والتي تؤدي مع الوقت إلي توقف عضلة القلب.

الفيلم المأخوذ عن رواية «وقلبي شفاف» للروائية الفرنسية فيرونيك أفالدي وكتب له السيناريو ديفيد فيتال بينما شارك الأخوين دوراند في كتابته أيضا

وخلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم بعد عرض الفيلم وأداره الناقد السينمائي عصام زكريا، عبر الشقيقان عن سعادتهما بردود الأفعال الإيجابية عن عملهما واعترافا أنهما أرادا أن يقدما فيلماً لا يحوي على إجابات مباشرة وإنما يريدان أن يكون المتفرج شريك في البحث عن إجابات لتلك الأسئلة التي يطرحها.

وقال رفائيل دوراند الشقيق الأصغر: نعمل معاً أنا وشقيقي منذ 25 عاماً وهذا فيلمنا الطويل الأول الذي يتعرض لقصة حب للوهلة الأولي فالبطل حين يقع في الحب لا يري الحقيقة كاملة.

ويكمل شقيقه ديفيد من حسن حظنا أن والدينا كانا يعملان في مجال ديكور الأفلام مما أتاح لنا أن نعيش في الوسط الفني، وهناك أشياء إيجابية جداً في علاقتنا فثقافتنا واحدة ونفكر بطريقة واحدة لذلك لا نحتاج لنقاش طويل عند أي فكرة، إلا أن هذا لا يعني اتفاقنا طول الوقت بل كثيراً ما نتشاجر.

وعن تميز عنصر التصوير، قال رفائيل: بحكم ثقافتنا ونشأتنا نحب الصورة جداً فأنا أعمل بالتصوير الفوتوغرافي، وديفيد فنان تشكيلي وطبيعي أن نهتم بالصورة لأنها من أهم عناصر الفيلم، ورغم أن الرواية تدور أحداثها في أجواء شتوية إلا أننا أردنا أن نضفي علي الصورة حيوية لأن الفيلم تختلط أحداثه بين الواقع والخيال وقد يمثل حلم يقظة بالنسبة للبطل.

وعن براعة الممثل جوليان بويسلييه، أكد ديفيد أنه ممثل رائع ، مضيفاً: لقد ساعدنا كثيراً فمع كل لقطة كان يفكر كيف يعبر عن إحساس الشخصية بكل غموضها والتباسها الذي توحد معه وعبر عنه ببراعة.

وحول نهاية البطلة ونهاية الفيلم التي رآها البعض غير منطقية، قال رفائيل أن حادثة أحمر الشفاه كانت واقعة حقيقية نشرت في الصحف حينما تم اكتشاف استخدام مواد سامة من قبل إحدي شركات التجميل وأن تكرار استخدامها  يؤدي إلي الوفاة، وأكمل شقيقه ديفيد: هناك أشياء تعمدنا ألا تكون واضحة بشكل كبير لأن فكرة الالتباس موجودة طوال الوقت، وهدفنا أن يفكر المشاهد بدلاً من أن نلقنه بها.

Exit mobile version