الجونة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
في ماستر كلاس المخرج الأمريكي الكبير أوليفر ستون الذي أقيم صباح اليوم الجمعة بداية اليوم الأخير لمهرجان الجونة السينمائي، كانت السياسة حاضرة والسينما شبه غائبة، وهذا أمر متوقع من مخرج في مكانة ستون الذي لا يتواني عن إدانة الحروب بكل أشكالها منذ تطوع جندياً في حرب فيتنام.
قدمت الحوار سارة جونسون التي قالت أن ضيفها لا يحتاج إلي تقديم بينما أبدي ستون دهشته لكم الحضور، وقال أشعر وكأنها محاضرة في الفيزياء.
وجهت سارة سؤالاً له عن بدايته كيف كانت ليستفيد بها صناع السبنما الشباب.
قال : إن الأفلام الوثائقية تعد نقطة انطلاق مهمة لأنها أسهل في صناعتها، فأنت تصور مشاهد حقيقية ولا تحتاج لخدعة خلال التصوير أو ميزانية ضخمة، وعملت شخصياً علي الأفلام القصيرة مثل “16 مليمتر” وصورت أفلام مدتها خمس دقائق ومارتن سكورسيزي كان من أفضل معلميني، وعندما نرغب في تمويل مشروع علينا أن نقنع الجميع بفكرنا، وبعد انتهاء الفيلم يكونوا متوحشين في نقدهم . منذ صغري وأنا مولع بالكتابة وألفت كتاباً وعمري 15 سنة، وفي هذه المرحلة انفصل والداي وكنت وحيداً، وتم إرسالي لمدرسة داخلية وشعرت أن لدي الكثير لأعبر عنه، وعملت في وظائف عديدة كمعلم في فيتنام، وفي شركة أفلام رياضية، وعندما وصلت لسن الثلاثين كدت أستسلم للاحباط، فكتبت مسودة فيلم “بلاتون” وكان من الأفلام الصعبة التي تصور نهاية العالم، وتم الاعتراف به ورغم ضآلة ميزانيته فقد نجح نجاحاً ساحقاً.
وحول سؤال عن معاناة أصحاب الأفلام حتي يخرج فيلمهم للنور، قال ستون:عندما كان عمرى 25 سنة كتبت أفلاماً تكلفتها قليلة، بعضها كان 37 دولاراً، ولذا عندما أتحدث مع الشباب أقول لهم أن الأمور لم تكن متيسرة لنا.
ورداً علي سؤال حول الفيلم الذي يشعر بالفخر تجاهه، قال المخرج الكبير كل فيلم هو حياتي وهو زوجتي لأنني أقضي معه وقتاً أطول مما أقضيه مع أطفالي، وحياتي ذاتها منحني يصعد ويهبط، مثلاً فيلم “وول ستريت” كانت ميزانيته كبيرة واستغرقنا 35 يوماً في التصوير لأن المشروع كان كبيراً ومن الصعب أن تبدأ كبيراً،ً وفيلم “مولود في الرابع من يوليو” تعامل مع ثلاث حقب زمنية وحقق إيرادات كبيرة وبدءاً من عام 2000 بدأت أشعر أني أفقد لمستي في السيناريو فكتبت “سنودن”، وكان من أصعب الأفلام التي قمت بكتابتها واخراجها، وكانت الصعوبة حين رفضت استديوهات هوليوود تصويره بها، فصورته في ألمانيا وصورت 3 مشاهد فقط منه في الولايات المتحدة، وأول مشهد كان خارج البيت الأبيض، وكان أوباما يستشعر أنه من أسوأ الرؤساء الذين لا يشاركون في كثير من المعلومات لكن بالطبع نحن قمنا بصناعة أفلام كثيرة داخل وخارج البيت الأبيض.
ويضيف المخرج الكبير قائلاً : إن قضيتي مع الولايات المتحدة تتعلق بضرورة القضاء علي الحروب في هذا الكوكب، لماذا ننفق 7 مليارات دولار علي التسليح ولا ننفقها علي مرض السرطان، أيضاً لماذا تشتعل الحروب في الشرق الأوسط ولماذا يحدث تسليح نووي في كوريا الشمالية يهدد العالم؟.
وحول الدور الذي لعبته أفلامه في تغيير أنماط الجش قال: تطوعت في حرب فيتنام لأرى الأمور علي حقيقتها. وهناك أفلام وثائقية جيدة لكن ماتم عمله عن العراق وأفغانستان من وجهة النظر الأمريكية كانت محبطة، وجورج بوش هو المسؤول الأول عما جري بالعراق، وقد انتهت حياته السياسية مع غزو العراق وديك تشيني هو الشرير الأصل، وذكرت ذلك في فيلم “دبليو”.
وحول رأيه في الرئيس بوتين قبل وبعد فيلمه التسجيلي، قال بوتين: ليس شيوعياً علي الاطلاق بل يدعم اقتصاد السوق، وما فعله بوتين هو رد اعتبار للحكومة وقد خاض انتخابات رئاسية وكان أكثر المرشحين شعبية ولم تتدخل الولايات المتحدة في الانتخابات.
وحول فيلمه “بلاتون” الذي قدمه عن تجربته في فيتنام قال: “لقد كانت الميزانية محدودة للغاية وكانت مبنية علي خبرتي الشخصية، فأنا أحب أفلام الحروب وسعيد لأنني ذهبت إلي فيتنام لأنني رأيت الحرب علي الطبيعة وبقيت علي قيد الحياة فأنا من الجيل الذى لديه فكرة واسعة عن الحروب”.