الدوحة ـ «سينماتوغراف»
وصف الخبراء في صناعة الأفلام وصناع الأفلام الصاعدة ضمن ملتقى قمرة، وهو حدث جديد تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، بأنه نموذج جديد ومغاير لدعم جيل صاعد من المواهب عبر توفيره “مساحة حقيقية لتعزيز أطر التواصل”.
قال رشيد عبد الحميد، المنتج الفلسطيني لفيلم «ديغراديه» أن «أهم ما في الفعاليات السينمائية هو إتاحتها لمد جسور التواصل بين الناس» ويشار إلى أن فيلم «ديغراديه» في مرحلة ما بعد الإنتاج وأحد مشروعات قمرة التسعة والعشرين التي يستفيد أصحابها من نصح وتوجيه الخبراء خلال قمرة. «إن فرص التواصل والتشبيك هنا عظيمة»، مضيفاً أن أول تمويل حصل عليه الفيلم، الذي يتميز بطاقم تمثيل نسائي بالكامل ومن إخراج التوأم طرزان وعرب أبو ناصر، كان من مؤسسة الدوحة للأفلام.
وتدور أحداث الفيلم في حي مزقه الصراع، ويمثل وفق عبد الحميد محاولة «لإثبات أنني أدمي. فقد سئم الناس من صور التي نراها كل يوم عن المنطقة، حيث نحاول العثور على عنصر النكتة وسط هذه الأوضاع المجنونة».
وكانت مؤسسة الدوحة للأفلام قد قدمت دعماً مشابهاً للمخرج جواو سالافيزا المولود في لشبونة وتحديداً لأول أفلامه الطويلة «جبل». كما أكد منتج الفيلم فرانسوا درتيماري على أهمية ملتقى قمرة في إتاحة المجال أمام «علاقات جديدة وتحديد سبل جديدة للتعاون».
وقالت أنوشا سويشاكورنبونغ، كاتبة ومخرجة فيلم «عند حلول الظلام» أن دعم المؤسسة لفيلمها التي تعمل عليه منذ ما يقارب الثلاث سنوات شكل «مفاجأة كبيرة» لها. وكان لسويشاكورنبونغ عدة إجتماعات مع العاملين في صناع الأفلام، بما فيهم وكلاء مبيعات، خلال قمرة. «طبيعة الفيلم، الذي تدور أحداثه في السبعينيات حول أحداث حقيقية لكن في إطار مقاربة خيالية لقصص متشابكة لعدة شخصيات، صعبة للغاية لذا أشكر مؤسسة الدوحة للأفلام على الدعم الذي قدمته».
وقال ريمي بون أوم، مدير برامج فعالية أسبوع النقاد ضمن مهرجان كان السينمائي، أن اختيار مشروعات قمرة جيد جداً وأنه قدِم إلى الدوحة رغم انشغاله بالتحضير لمهرجان كان «ليلتقي بصناع الأفلام ويجيب على أسئلتهم». كما قال أنه قبل عشر سنوات، كان غير العرب يمولون أفلام العالم العربي مما يعني أن “هذه القصص كانت تروى من وجهة نظر أوروبية وتتوجه إلى جمهور أوروبي.”
واليوم، وبدعم من جهات كمؤسسة الدوحة للأفلام، يستطيع صناع الأفلام العرب رواية قصصهم وفق وجهة نظرهم حسب بون أوم الذي أضاف أن مهرجان كان لا يفرق بين الأفلام التي يختاره للمشاركة، سواء كانت من العالم العربي أو من أعمال صناع أفلام يخوضون تجربتهم الأولى. «كل عام، تظهر طرق جديدة في صناعة الأفلام وتتغير الاتجاهات السائدة في هذا المجال في كل بلد، ولذا يبقى اللقاء بصناع الأفلام هو السبيل الوحيد إلى التعرف على هذه الاتجاهات».
وقالت ناديا دريستي، ممثلة عن الإدارة الفنية لمهرجان لوكارنو السينمائي، بأن قمرة وفر منصة قوية للتعلم والتعليم عبر إتاحته الفرصة للتعرف على ثقافة صناع الأفلام في المنطقة وطريقة تفكيرهم.
وقال كاريل أوش من مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي أن المهرجان منتفتح أكثر تجاه السينما العربية وأن وجودها في قمرة غير من نظرة الصناعة إليها. «كنا في السابق نكتفي بعرض أفلام عربية عُرضت ضمن مهرجانات سينمائية دولية وبات الآن من الواضح أن ذلك غير كاف».
شارك روبرتو أولا، المدير التنفيذي لـEurimages، مع صناع الأفلام الصاعدين أبجديات الشؤون التجارية للإنتاجات الدولية المشتركة في إطار جلسة تدريبية جماعية، مع التركيز على الجوانب القانونية. وعرف أولا الإنتاج المشترك بالإنتاج الذي تتشارك الأطراف فيه بملكية حقوق الفيلم، كما شرح الاتجاهات المتغيرة للسوق الأوروبي.
وتناولت جلسة تدريبية جماعية بإدارة مستشارة كتابة النصوص كلاير دوبن تطوير حبكة الفيلم وشخصياته، حيث انقسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات عمل. وقالت أن جميع أفلام العالم العربي تطرح هموماً يتشاركها الناس حول العالم، إلا أن البراعة تكمن في إظهار المنظور الشرق الأوسطي عليها. وشرحت دوبن كيفية التعريف بأبطال الفيلم وخصومهم، وتحديد أهداف ملموسة للبطل والتعريف بمخاوفه، ومراكمة الأزمات في بنية قصة الفيلم لحين لحظة انجلائها.
وشهدت جلسات قمرة الصباحية مشاركة العاملين في صناعة الأفلام بوجهات نظرهم حول مختلف جوانب صناعة الأفلام. وتحدث كل من تيريسا كافينا وعلي الجابري وانتشال التميمي وأليس خروبي من مهرجان أبو ظبي السينمائي عن المهرجان وصندوقه الخاص سند لتمويل المشاريع السينمائية في مرحلة تطوير السيناريو ومراحل الإنتاج النهائية.
وشرحت ناديا دريتسي من مهرجان لوكارنو السينمائي كيفية إطلاق مشروعات الأفلام في المهرجان، بينما تحدثت سافينا نيروتي من مهرجان فينيسيا السينمائي عن صناعة الأفلام في كلية بينالي السينمائية. كما تحدث بول بابوجيان من مؤسسة الشاشة في بيروت عن تمويل الأفلام الوثائقية العربية فيما تحدث حسام وهبة من مركز الجزيرة للتدريب والتطويرعن تدريب صناع الأفلام الوثائقية العرب.
وقدمت جوانا فيسنت تفاصيلاً عن مشروع صناع الأفلام المستقلين، كما تحدث ميرساد بوريفاترا عن مهرجان سراييفو السينمائي. وشرح جورج غولدينستيرن من مسابقة السينيفونداسيون ضمن مهرجان كان عملية اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان، كما تحدث ماثيو درّاس عن تطوير مشروعات الإفلام لدى برنامج Torino Film Lab.