تونس ـ «سينماتوغراف»
“سينما الهواة”؛ يبدو هذا المجال وقد تنشّط كثيراً في السنوات الأخيرة مع سهولة الوصول إلى وسائل الإنتاج السينمائي وتنوّعها وكذلك بسبب توسّع المعرفة بالتقنيات والتيارات السينمائية. قبل ذلك بعقود قليلة، كان محبّو السينما الهواة يجدون صعوبات للانتقال من موقع الفرجة إلى موقع الإنجاز.
كانت فكرة “المهرجان الدولي لسينما الهواة” حين تأسّس منذ أكثر من ثلاثة عقود هو تقديم فضاء لهواة السينما هؤلاء (غالباً من “بلاد العالم الثالث”) كي يحتكّوا بتجارب سبقتهم ويتيح لهم فرصاً لصناعة أفلامهم. مساء أمس، انطلقت في مدينة قليبية (شمال شرق تونس) الدورة الحادية والثلاثون من المهرجان الذي تنظمه “الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة” بمساهمة من وزارة الثقافة التونسية و”المركز الوطني للسينما والصورة”، ويصل عدد المشاركين فيه (سنوياً) إلى قرابة 2000 شخص بين طواقم الأفلام المشاركة والمنظمين والمساهمين في الورشات، كما يُدعى إليه كل طلبة مدارس السينما في تونس وأعضاء “الجامعة التونسية للسينمائيين الشبان”.
المهرجان يعدّ المنصة التي انطلقت منها تجارب تونسية متعدّدة مثل فريد بوغدير وسلمى بكار، لكنه أيضاً سجّل مرور سينمائيين أصبحوا في ما بعد أسماء مهمة في صناعة السينما مثل الإيطالي ناني موراتي والفينزويلي دييغو ريسكيز.
وقد افتتح المهرجان أمس بعرض الفيلم السوري “قمر على السكايب” لـ عطفان غنوم الذي يتناول رحلة عبور اللاجئين السوريين من تركيا إلى ألمانيا. وعلى مدى أيام المهرجان الذي يستمر حتى 13 آب/ أغسطس المقبل سيتم عرض 50 فيلماً من أكثر من عشرين بلداً منها الأرجنتين ومصر والولايات المتحدة الأميركية وإسبانيا وتركيا والعراق وبوركينا فاسو، كما تقام فعاليات موازية للعروض و”دروس السينما” مثل تظاهرة استعادة المخرج الإيراني الراحل مؤخراً عباس كيارستمي.