دبي ـ «سينماتوغراف»
الكوميكس أو الفن التاسع كما يطلق البعض عليه، صار أحد أهم مصادر الإلهام أو بالأحرى الاقتباس لصناع السينما الهوليوودية، وشهدت السنوات الأخيرة تحويل العديد من القصص والروايات المصورة والكوميكس إلى أفلام، ونجحت “مارفل” في تصدر قائمة الشركات المنتجة لهذه النوعية من الأعمال، وعلى هامش معرض الشرق الأوسط للأفلام والكوميك كون، كان لقاء “سينماتوغراف” مع السيناريست والكاتب سكوت سي بي سيولسكي، وهو أحد كتاب مارفل المتخصصين في مجال القصص المصورة وإرشاداته مهمة لصناع هذه النوعية، ولذلك توقفنا معه حول أفلام الكوميكس ونشاط شركة مارفل في هذا المجال.
وفي بداية اللقاء تحدث سيولسكي عن انطباعات زيارته الأولى لدبي، قائلا: لقد سمعت من أصحابي عن مدينة دبي، لكني انبهرت منذ قدومي بحجم المدينة والأضواء وتعدد الثقافات، وشاهدتها من خلال فيلم “مهمة مستحيله” لتوم كروز الذي فتح المجال لها كمدينة جاذبه لتصوير الأفلام، ولكنها تعدت هذا الأمر إلي كونها مدينة عالمية قادرة على الترويج للماركات العالمية، واستطاعت “مارفل” خلال الثلاث سنوات الأخيرة أن تحقق مكانه مهمة فيها، ومن ثم فأني أعتقد بأن دبي يمكن أن تصبح مستقبلاً مكاناً لتنفيذ أفلام الكوميكس أو الرسوم المتحركة للصغار، ويمكنها من خلال ملامح مبانيها واختلاف الجنسيات التي تعيش بها أن تكون مبهرة كخلفية للقصص المصورة.
الشخصيات الخارقة
وحول أفلام الكوميكس المعتمدة على الخيال والشخصيات الخارقة، والتي استحوذت واحتكرت معظم إنتاج شركة مارفل في السنوات الأخيرة، قال سيولسكي: من وجهة نظري ككاتب أرى أن هذه النوعية من الأفلام حققت نجاحاً ضخماً، لكون مارفل أعتمدت في محور تقديمها للشخصيات الخارقة مثل كابتن أميركا وأيرون مان، على الشخص الذي وراء القناع، وأضافت إلي صفاته وشجاعته المفردات الإنسانيه باعتباره بشر، وليس فقط سوبر هيرو، ومن ثم تحصد هذه الأعمال النجاح وتحقق جماهيرية وإيرادات عاليه، وإذا نظرنا إلي فيلم “افنجرز ـ المنتقمون” والذي حقق أعلى الايرادات في منطقة الشرق الأوسط، نشاهد أن مجموعة الشخصيات الخارقة لم تكن في بداية الفيلم متألفه، ولكن عندما شعروا بالخطر كبشر تعاونوا على مواجهة وانقاذ كوكب الأرض من غزاة الفضاء.
معادلة النجاح
وأجاب عن سؤال، هل نجاح الجزء الأول أو فشله في أفلام الكوميكس يمكن أن يكون معيقاً لتقديم سلسلة عنه؟، حيث قال: طبعاً من المهم أن يكون الفيلم الأول ناجحاً ويحقق جذب لبقية أفلام السلسلة، ومارفل تراعي ذلك جيداً ولم يحدث أن تعرضت إلي اخفاق في الأجزاء الأولى لسلاسلها الشهيرة، ولكن بشكل عام حتى لو لم يحقق الجزء الأول أو الثاني النجاح المرتقب، يمكن معالجة الأمر بعد ذلك في الأجزاء المقبلة، لأنه يجب التعامل مع كل جزء كفيلم قائم بذاته، واسترسل سيولسكي حديثة حول معادلة النجاح في هذه النوعية من الأفلام قائلاً: المهم هو المصداقية بالإضافة إلي مكونات الفيلم القوية من حيث كاتب ومخرج وممثل، لأن ذلك يؤدي إلي منتج قوي، وفلسفة شخصية أيرون مان التي صدقها الجمهور مثلا هو (بعد القوة العظيمة تأتي المسؤولية العظيمة)، ولذلك لم يشكك أحد في قدرته الخارقة كإنسان، وهناك مثال آخر وهو فيلم (جاردينز أوف جلاكسي) الذي عرض صيف هذا العام باعتباره أحدث إنتاجات مارفل، وهو خيال علمي يعتمد على أشخاص خارقين، ويظهر فيه اننا نركز على الأشخاص وراء القناع لنقربهم إلي الجمهور وتكون هناك مصداقية لكل ما يفعلونه.
لن تختفي
وباعتبار أن أفلام الكوميكس بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهباً لهوليوود، توقف سيولسكى كثيرا أمام سؤال، هل تتوقع أن تأتي فترة من الزمن تختفي بعدها هذه النوعية من الأفلام من خريطة إنتاج الشركات الأميركية؟، وبعد برهه من التأمل أجاب: سؤال فعلاً ملائم لما يحدث اليوم، ولي فيه وجهة نظر مختلفة، لو كانت النظرة فقط إلي هذه الأفلام لكونها تقدم أشخاصاً خارقين، فالنظرة غير عادلة، ودليل ذلك فيلم “كابتن أميركا” وهو صحيح عن كابتن أميركا كشخص خارق، ولكنه يحتوي على أكشن وتجسس ومشوق ويحمل الكثير من الاثارة، وأكبر من كونه يتناول شخصية سوبر هيرو، وبالتالي إذا صححنا النظر إلي هذه النوعية من الأفلام، فأرى أنها لن تختفي وتموت بل ستسمر.
السوبر هيرو
وحول شخصيات مارفل الخارقة في الأفلام، ومدى ما تضيفه للنجم أو يضيفه النجم لها، قال سيولسكي: يضيف الاثنين إلي بعضهما البعض، ولذلك تجد إن اختيار مارفل للممثلين في هذه الشخصيات دقيق جداً، ومن ثم لن يستطيع أحد من الجمهور توقع أحد آخر غير روبرت داوني جونير في شخصية أيرون مان، أو جيمي رينر في شخصية “هوك”، لأن الدور في رأيي ينادي ممثله، ومع تماذج النجم وشخصيته الخارقة يستطيع أن يظهر على الشاشة بشكل ممتاز، وهناك مثال آخر، مع فيلم “ثور” إزدادت حيرة الجميع من سيؤدي شخصيته، وحتى بعد الإعلان عن اسم كريس هيمسورث، ظل الأمر غامضاً حتى ظهر على الشاشة فاقتنع الجميع بأنه فعلاً مناسب جداً لشخصية “ثور”، وأضاف لها الكثير.
قوة مارفل
ويتوقف سيولسكي، ويسرد سر نجاح مارفل ونقاط قوتها في مجال أفلام الكوميكس قائلا: أنها استطاعت أن تصنع كوناً يعيش بداخله أبطالها الخارقين، وجعلت بينهم ترابطاً قوياً، ومع التنظيم المحكم في التوزيع الزمني لهذه الأفلام، والتسويق والترويج الكثيف، واستقدام ممثلين أقوياء للشخصيات السوبر هيرو، وترابط القصص بين سلاسل هذه الأفلام، نجحت مارفل في هذه النوعية من الأعمال، وانعشت سوق السينما بها، وخلقت قاعدة كبيرة من الجماهير التي تنتظر مع نهاية تترات كل فيلم لترى ماهو الجديد الذي ستعلن عنه وتقدمة قريبا على الشاشة الكبيرة..