كارلوفي فاري ـ خاص «سينماتوغراف»
يروي فيلم افتتاح «كارلوفي فاري السينمائي الـ 56» “أبطال خارقون ـ Supereroi” للمخرج الإيطالي باولو جينوفيزي، قصّة الزوجين آنا (جاسمين ترينكا)، وماركو (أليساندرو بورجي). آنا رسّامة كاريكاتور موهوبة، ذات شخصية اندفاعية مجنونة، ومفعمة بالحياة. ماركو مُدرّس فيزياء، هادئ الطباع، ومؤمن بقوانين العلم والزمن والنسبية، ومُقتنع بأنّ كلّ شيءٍ محكوم بنوع من الصيغة، أو المعادلة الرياضية المحسوبة. السيناريو ـ الذي كتبه المخرج نفسه، المولع برصد تشابك العلاقات الإنسانية وتعقيداتها، بالاشتراك مع رولاندو رافيلو وباولو كوستيلا ـ حاول رصد مدى احتياج أيّ زوجين، في علاقة إنسانية صادقة، إلى قوى خارقة ليستمر الواحد في حبّه للآخر مدى الحياة (أو حتى نهاية العمر). المُلاحَظ في الفيلم أنّ هناك جهداً ملموساً في إبداع سيناريو قوي ومختلف. إلا أنّ الأداء العفوي الصادق، أو الكيمياء الواضحة بين البطلين، من أبرز ما في الفيلم.
“أبطال خارقون” فيلمٌ رومانسي لطيف وعميق. يُعرّف بإيجاز على أفراحٍ الزوجين ومخاوفهما ومشاكلهما. زوجان جمعهما القدر أو الصدفة، ذات أمسية ماطرة. كما يبحث في مدى التجانس الذي دفعهما إلى العيش معاً، رغم إدراكهما أنّ علاقتهما تتطلّب التعامل مع مشكلات مشتركة، تحتاج أحياناً إلى قوّة خارقة، حقّاً، للتغلّب عليها. يمزج بناء الفيلم، عبر المُونتاج المُتداخل، والخلط بين الماضي والحاضر، تاريخ علاقتهما في 10 أعوام، بدءاً من نجاح آنا في تدشين سلسلة رسوم كاريكاتورية مشهورة تحت عنوان “أبطال خارقون”، تستلهم فيها علاقتها مع ماركو، والمشوار المهني لماركو، انتهاءً بالمصير المأسوي للعلاقة.
باولو جينوفيزي مخرج فيلم “أبطال خارقون”، هو الأشهر خلال الأعوام الماضية، بفضل فيلمه “غرباء كلّياً” (2016)، الذي صُنِعَت منه نسخ كثيرة بلغات مختلفة، بما فيها العربية، بإنتاج مصري لبناني إماراتي، مع المنصّة الأميركية نتفليكس، بعنوان “أصحاب.. ولا أعزّ” (2022) لوسام سْمَيْرة.