كانّ : الوكالات ـ «سينماتوغراف»
مع خمس مخرجات في المسابقة الرسمية التي تضم 21 فيلماً، يواجه مهرجان كان السينمائي هذا العام أيضاً صعوبة في الإيفاء بوعده بلوغ المساواة بين الجنسين في هذا الحدث، في ما يعزوه المنظمون إلى هيمنة الذكور على القطاع السينمائي.
لكن كما حصل في العام الفائت الذي شهد تتويج الفرنسية جوليا دوكورنو بالسعفة الذهبية لتصبح ثاني مخرجة في تاريخ مهرجان كان تنال هذه المكافأة الأعلى، فإن نسخة 2022 لا تخلو من المخرجات، خصوصاً في الفئات الموازية.
وتضم المنافسة هذا العام خمس مخرجات، في مقابل أربع في نسخة 2021، ما يشكل رقماً قياسياً للمهرجان.
وستقدم الممثلة والمخرجة فاليريا بروني تيديشي، البالغة 57 عاماً، فيلمها Les Amandiers عن كلية المسرح التي تحمل الاسم عينه.
كذلك، تنافس المخرجة كلير دوني (76 عاماً) لحصد الجائزة الكبرى في المهرجان مع فيلمها “ستارز أت نون” الذي تم تصويره في أميركا الوسطى.
وتشارك مخرجة فرنسية أخرى في المنافسة على السعفة الذهبية، وهي ليونور سيراي المولودة سنة 1986، مع فيلمها الثاني Un petit frere الذي يتابع قصة عائلة من المهاجرين من نهاية ثمانينيات القرن الماضي حتى أيامنا هذه.
كما ستقدم الأميركية كيلي ريتشارت (58 عاماً)، وهي من الأسماء البارزة في السينما المستقلة، فيلمها “شوينغ آب” عن الحياة اليومية لفنانة تجسد دورها ميشال ويليامز.
وتشمل المنافسة أيضاً البلجيكية شارلوت فانديرميرش البالغة 38 عاماً، عن فيلم Les huit montagnes الذي شاركت في إخراجه مع فيليكس فان غرونينغن.
أما بالنسبة للمهرجانات الكبرى الأخرى، فإن تحقيق المساواة العددية بين الجنسين ليس بالمسألة البديهية أيضاً. ففي سبتمبر، اختار مهرجان البندقية خمسة أفلام تحمل توقيع مخرجات من أصل 21 فيلماً. وحده مهرجان برلين السينمائي حقق أداءً أفضل، إذ ضمت نسخته الأخيرة في فبراير 2022 سبعة أفلام في المنافسة من توقيع مخرجات من أصل 18.
وأسوة بما حصل في مهرجان كان، فازت امرأتان، هما الفرنسية أودري ديوان والإسبانية كارلا سيمون، بالجائزتين الكبريين لهذين المهرجانين.
ولا يقتصر مهرجان كان السينمائي على المسابقة الرسمية. ففي أسبوع النقاد الذي يسلط الضوء على المخرجين الشباب، من بين الأفلام الروائية الأحد عشر المختارة، خمسة هي من إخراج نساء.
الوضع عينه يسري على فعاليات أسبوعي المخرجين التي يحمل 11 من أفلامها الـ23 توقيع مخرجات. وتهدف هذه الفئة التي أُطلقت عام 1969 إلى اكتشاف أفلام المؤلفين الشباب وتوجيه تحية لأعمال مخرجين معروفين.
وتبدأ هذه الفعاليات هذا العام بتسليم جائزة “العربة الذهبية” للمخرجة كيلي ريتشارت. ومن بين الأعمال المختارة The Super 8 Years، أول أفلام المؤلفة آني إرنو التي شاركت في إخراجه مع ابنها دافيد، أو فيلم ميا هانسن لوف One Fine Morning مع ليا سيدو وميلفيل بوبو.
فيما تبقى المسابقة الرسمية الحلقة الأضعف، يُلحظ احترام أكبر لمبدأ المساواة العددية بين الجنسين في تشكيلة لجنة التحكيم التي تضم أربع نساء من أصل تسعة أعضاء. وقد فاق عدد النساء في هذه اللجان عدد الرجال ثلاث مرات (2009 و2014 و2018).
إلى ذلك، رغم أن رئيس لجنة التحكيم هو فانسان لاندون، جرى التداول بأسماء ممثلات مثل بينيلوبي كروز لشغل هذا المنصب حتى اللحظة الأخيرة.
يضاف إلى ذلك تعيين المحامية إيريس كنوبلوك رئيسة للمهرجان، وهي ستخلف بيار ليسكيور في هذا المنصب في يوليو المقبل وستكون المرأة الوحيدة على رأس مهرجان كبير.
أما بالنسبة للفئات الموازية، فقد أُسندت إلى أفا كاهين هذا العام رئاسة أسبوع النقاد.
كذلك، يمنح المهرجان مكانة مهمة لأفلام ووثائقيات عدة تطرح مواضيع تتعلق بالنساء، مثل قتل النساء والحق في الإجهاض، بينها “هولي سبايدر” للمخرج الإيراني الدنماركي علي عباسي.