«كان 2015».. من هنا تبدأ السينما

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

يطلّ مهرجان كان السينمائي الدولي، في صبغة كلاسيكية، من خلال دورته الجديدة لعام 2015، التي تبدأ غدا وتستمر حتى 24 من شهر مايو (أيار) الجاري، حيث يحظى بمكانة خاصة لدى أغلب صنّاع الأفلام. وتكمن أهميته القصوى في أنه جعل العالم كله في هذا التوقيت يتحدث «لغة السينما»، فما الذي نتوقع أن تحمله لنا دورته الـ«68»؟ وهل يمكن المراهنة بالفعل على دورة استثنائية، تم حشد برامجها المختلفة («المسابقة الرسمية»، وقسم «نظرة خاصة»، و«نصف شهر المخرجين»، و«أسبوع النقاد»، و«مسابقة الأفلام القصيرة»، و«سينيفونداسيون»)، بأهمّ عروض الأفلام التي تكشف المواهب السينمائية الجديدة، أو تعيد استحضار الأسماء الكبيرة ذاتها، التي تحرص سنوياً على ألا يفوتها هذا العرس السينمائي. بالتأكيد هناك الكثير مما يمكن توقّعه إيجاباً بمجرد التنقل ما بين تلك الأقسام، ومعرفة الأفلام والأسماء التي تشملها، ولكن هل هي كذلك؟، هذا ما سنسلط عليه الضوء، وسنترك الأيام المقبلة لتكشف الكثير من الأحلام والتوقعات.

بدون شك يعتبر مهرجان كان هو الحدث السينمائي العالمي الأبرز في منتصف العام والذي يطلعنا في وقت مبكر على أهم الأفلام التي تشكل الموسم السينمائي والتي بدون شك سيستمر صدى بعضها في المنافسات حتى نهاية العام، وهو الأمر الذي ظهر جليا العام الماضي حينما قدم لنا المهرجان عدد من الأفلام التي نافست وبقوة على جوائز الأوسكار مثل فيلم Whiplash والفيلم الفرنسي Two Days, One Night.

وفي هذا العام تقدم لنا النسخة الثامنة والستون من المهرجان عدد من الأفلام المختارة بعناية كبيرة ليس فقط في قائمة الأفلام المتنافسة، بل أيضا في قائمة الأفلام التي ستعرض خارج المنافسة والتي لا تقل أبدا عن نظيرتها، وتقدم «سينماتوغراف» نظرة سريعة على أهم الأفلام ونجومها ومخرجيها.

«مارغريت وجوليان» لجيريمي إلكاييم وفاليري دونزيلي

الفيلم مستلهم من سيناريو كتب في الأصل من أجل المخرج الفرنسي الراحل فرانسوا تروفو، ويسرد قصة الحب المستحيل الذي يجمع بين أخ وأخته. ويتقمص جيريمي إلكاييم دور العشيق، ويعتبر إلكاييم شريك حياة المخرجة وممثلها المفضل. وفيه تظهر أناييس دموتييه في دور الأخت، وهي ممثلة شابة ومتألقة فرضت نفسها تدريجيا على الساحة الفرنسية، ولا شك أن جائزة من جوائز مهرجان «كان» قد تمنحها حضورا أكبر في هذا الوسط.

 «قانون السوق» لفانسان لاندون وستيفان بريزيه.

لم يظهر فانسان لاندون في كان منذ 2011 حين لعب دور رئيس حكومة، وها هو يعود إلى الكروازيت في دور عاطل عن العمل، في الأربعين من العمر، أمام خيار أخلاقي صعب ترغمه عليه الماكينة الرأسمالية. عادة ما يتقن الممثل الفرنسي الدراما الاجتماعية، لكنه ظل في أغلب الأحيان بعيدا عن الأضواء. وإن كان رشح خمس مرات لجوائز السيزار، فلم ينلها أبدا : فهل يصلح مهرجان كان 2015 هذا القدر السيء؟.

 «حكاية الحكايات» لسلمى حايك وماتيو غارون

اختيرت الممثلة سلمى حايك لتكون في مستوى الإنتاج الضخم. إذ اقتضت «حكاية الحكايات» استدعاء أكبر نجوم الساحة العالمية لإخراج خرافة طموحة تدور أطوارها في القرون الوسطى ومستوحاة من قصص جيامبتيستا بزيل. فاختار المخرج الإيطالي ماتيو غارون الممثل الفرنسي فانسان كاسيل والأمريكي جون س. رييه واللبنانية المكسيكية سلمى حايك التي تتقمص دور ملكة في عالم الغول والشعوذة، وتتغذى من قلب وحش لإسكات رغبتها في إنجاب الأطفال.

 «كارول» لكيت بلانشيت وتود هاينس

لا يكفي أن تصنع العديد من الأفلام لتصبح من المخرجين الذين يكن لهم أكبر الاحترام في العالم. ففي مسيرة مهنية من 30 عاما، لم يخرج الأمريكي تود هاينس سوى سبعة أفلام طويلة تشهد أغلبها على التحولات الاجتماعية التي طرأت على الولايات المتحدة في السنوات 1950-1960. ويندرج «كارول» ضمن هذا النوع من الأفلام فيتناول قصة حب بين الرقيقة كيت بلانشات وروني مارا ذات الأداء الشفاف. قصة حب مستحيلة في نيويورك العام 1952 قد تجلب للممثلتين جائزة بالتساوي كما سبق وأن حصل ذلك مع ثنائي ناجح آخر.

 «القاتل» لهو هسياو هسيان و شو كي

كان يعتقد أن المخرج التايواني البارز هو هسياو هسيان استنفذ كل وجوه أداء الممثلة شو كي. فلعبت الأخيرة تحت عدسته دور فتاة ليل تائهة في «ميلينيوم مامبو» وبائعة هوى في فترة الاستعمار الياباني ومغنية روك مضطربة العاطفة في «ثلاث مرات». وهاهي تعود لتتقمص دور مقاتلة في ملحمة «القاتل» التي تدور في الصين بالقرن التاسع، بارعة في شؤون القتال أكثر من شؤون الحب. فهل تكافئ لجنة التحكيم الممثلة أو المخرج الخارق الذي تعتبر مشاركته في هذه النسخة أحد أهم أحداث المهرجان ؟

 «ماكبث» لماريون كوتيار وجستين كورزيل

صارت النجمة الفرنسية ماريون كوتيار من مقومات الكروازيت لكن رغم مشاركتها في المهرجان منذ 2012 فلم تفز بأي جائزة. وتلعب كوتيار هذه المرة دور البطولة إلى جانب الممثل الكبير ميكايل فاسبندر في ثوب لادي ماكبث من أكثر الشخصيات تعقيدا في مسرح شكسبير. ويقال إن كوتيار تخلت عن محاولة تقليد اللهجة الاسكتلندية خوفا من الوقوع في أداء كاريكاتيري، وهو ما سيطرب آذان رواد كان المتشوقين للحن صوتها الفرنسي في دور المرأة الفتاكة .

 «سرطان البحر» ببصمة يورغس لانتيموس

ينتمي كولين فاريل ورايشل فايز إلى تلك الفئة من الممثلين القادرين على المشاركة على حد السواء في أفلام ذات إنتاج ضخم أو في سينما المؤلف. فلا عجب في تقمصهم إذن أدوار البطولة في الفيلم الجديد للمخرخ اليوناني يورغس لانتيموس صاحب السينما المقلقة اللذيذة (على غرار «الناب» و«آلبس»). ويتخيل لانتيموس في «سرطان البحر» أنه سيتوجب على العزاب والعزباوات في المستقبل العثور على شريك في ظرف 45 يوم وإلا سيتحولون إلى حيوانات. وتوزع الأدوار أيضا في هذا الفيلم «الذي لا نفهم منه كل شيء» على ليا سيدو وبان ويشاو وجون سي.ريلي .

«ملكي» لمايوان و إيمانويل بيركو

ستسلط بلا شك كل الأضواء على إيمانويل بيركو في هذه النسخة، فهي تفتتح المهرجان بفيلمها الأخير «مرفوع الرأس». لكنها ستصعد أيضا السجادة الحمراء لكان مرة أخرى عن دورها في «ملكي»، الفيلم الأخير لمايوان. و«ملكي» قصة وقوع إيمانويل بيركو في شراك حب فينسان كاسيل الحاضر بدوره بقوة في الكروازيت هذا العام. فهل تتوج الممثلة «ملكة» النسخة 68 للمهرجان ؟

 «أمي» لجون ترتورو وناني موريتي

جون ترتورو هو ممثل-حرباء، يشارك هذه المرة في فيلم «أمي» للإيطالي ناني موريتي. ربما لن يكون ترأس الأخوين كوهين للجنة التحكيم في هذه الدورة في صالح ترتورو. فالنميمة التي صارت جزءًا لا يتجزأ من مهرجان كان ستفسر في هذا الحال الجائزة بأنها قائمة على الصداقة بين المخرجين والممثل.

«وادي الحب» لجيرار دوبارديو وإيزابيل هوبار

لم يلتق جيرار دوبارديو وإيزابيل هوبار على بلاتوهات التصوير منذ أن لعبا جنبا إلى جنب عام 1980 في فيلم «لول» لموريس بيالا. ويعيد عملاقي السينما هذه التجربة المشتركة عبر تقمصهما زوجين في فيلم «وادي الحب» للفرنسي غيوم نيكلو، تنهكهما وفاة ابنهما. وهذا الثنائي الأكثر ترقبا في الكروازيت يحمل في رصيده أكثر عدد من جوائزها (هوبار عن دورها في «فيوليت نوزيار» و«عازفة البيانو» ودوبارديو عن دوره في «سيران ودي برجراك»)

«الشباب» لباولو سورنتينو

على عكس ما يوحي به العنوان، لا يتحدث الفيلم عن «الشباب». إنها قصة عجز. مايكل كاين (82 عاما) وهارفي كيتل (75 عاما) صديقين ينتميان لأوساط المثقفين الأمريكيين، يقضيان عطلة في نزل فخم عند جبال الألب. وقد فرض سورنتينو نفسه طيلة مسيرته كأبرع رسامي التهالك والبحث عن المعنى. أما لممثليه في هذا الفيلم، فد تكون جائزة في كان بمثابة عودة إلى شبابهما.

«أعلى من دوي القنابل» لغاس إيزنبرغ وجواكيم ترير

صنع غاس إيزنبرغ سمعته في المشهد السينمائي الأمريكي ببصمة خاصة تتميز بسرعة في الكلام وهيئة مراهق مؤرق، فلعب في أفلام وودي آلن وكيلي ريشات وديفيد فينشر. وقبل أن يتقمص دور الشرير في «باتمان ضد سوبرمان»، يلعب إيزنبرغ دورا إلى جانب إيزابيل هوبار وغابريال بيرن في فيلم «أعلى من دوي القنابل» للعبقري النرويجي جواكيم ترير. دور من العيار الثقيل، والعالي… قنبلة.

«بحر الأشجار» لماتيو ماك كونوغاي وغوس فان سانت

عاد ماتيو ماك كونوغاي من الكروازيت عام 2012 بخفي حنين (وظهر وقتها في فيلم «موزع الجرائد» و«مود»). لكن منذ مشاركته تلك في كان صار ماتيو ماك كونوغاي أحد أشهر الممثلين في هوليوود (حاز جائزة الأوسكار لأحسن ممثل عام 2014). وأبدع الفنان في أدوار الرجل المدمر الحامل أسرارا ثقيلة، الأمر الذي يجلب له الإعجاب والتهكمات على حد السواء. ويبدو أن غوس فان سانت الذي منحه في فيلم «بحر الأشجار» دور رجل في الأربعين من العمر يفكر في الانتحار، كتب الدور خصيصا من أجله.

«قاتل محترف» لدوني فيلنوف و بينيسيو ديل تورو

بعد «حركة سير» و«متوحشون»، يعود بينيسيو ديل تورو مجددا إلى عالم المخدرات في فيلم «قاتل محترف» للكندي دوني فيلنوف. ويتقمص الممثل البورتوريكي في هذا الفيلم دور عميل غامض مكلف دعم فريق من الاستخبارات الأمريكية «إف بي آي» عند الحدود المكسيكية. وسبق أن توج بينيسيو ديل تورو في كان بجائزة التمثيل عن تقمصه دور تشي غيفارا عام 2008، فهل يفوز بجائزة ثانية هذا العام فيخلد بذلك اسمه في تاريخ المهرجان؟.

 

 

 

 

Exit mobile version