كان 2022 | صرخة فرح «روبن أوستلوند» المتوج مرتين بالسعفة الذهبية

كان : «سينماتوغراف» ـ منى حسين

مرت خمس سنوات على نيله السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 2017 عن فيلمه المربع The Square، ليعاود المخرج السويدي روبن أوستلوند الكرة في الدورة 75 من هذه التظاهرة السينمائية الدولية، ويتوج من جديد عام 2022 بسعفة ثانية عن فيلمه “مثلت الحزن” “Triangle of Sadness“، ليطلق صرخة فرح، وفقاً للتقليد السويدي.

وقال المخرج السويدي لدى تسلمه الجائزة “عندما بدأنا العمل على هذا الفيلم، كان لدينا هدف واحد يتمثل في محاولة صنع عمل يثير اهتمام الجمهور ويدفعه إلى التفكير مع منحى استفزازي”.

وكعادته، انتقد المخرج السويدي الطبقة البورجوازية التي تعيش في عالم آخر من الترف على طريقته. ووقف عند شكل من أشكاله على يخت، لكن في الوقت نفسه بالكثير من السخرية، وحال لسانه يقول رغم الثراء الذي يبلغه أشخاص، لا يمكن أن يخرجهم من لحظات صعبة في الحياة، يتساوى فيها الفقير مع الغني.

وهذا العمل الذي يبدو أشبه بنسخة معاكسة لـ”تيتانيك” لا يكون فيها الأكثر ضعفاً بالضرورة هم الخاسرون، يصور بشكل ساخر التباينات الاجتماعية، بين الأغنياء والفقراء وأيضا بين الرجال والنساء أو بين البيض والسود. ويقدّم المخرج نقداً لاذعا للرأسمالية وتجاوزاتها.

وقال المخرج السويدي الذي تربى على يد والدته الشيوعية والذي يصنف نفسه على أنه “اشتراكي”، إنه لم يسقط في فخ “تصوير الأغنياء على أنهم أشرار”، مفضلا “فهم سلوكياتهم“.

يبدأ فيلمه في اختبار لاختيار مجموعة من عارضي الأزياء من الشباب وسط فضاء من الفكاهة والسخرية، ثم ينتقل إلى رحلة في يخت فاخر على متنه اثنين من المجموعة وعدد من الأثرياء الروس والأمريكيين، الذين يستعرضون ثرواتهم وبذخهم أمام العاملات والعمال البسطاء الذين يسهرون على خدمتهم على متن اليخت.

وتنتهي رحلة اليخت بكارثة تؤدي إلى غرقة، وفي أزمة الغرق ونجاة البعض ووصولهم إلى جزيرة مهجورة تنزل هذه الشخصيات الثرية من أبراجها العاجية، وتخضع لأوامر عاملة بسيطة كانت تخدمهم لكنها أثبتت أن لديها أفضل مهارات البقاء على قيد الحياة.

وقالت مجلة “فارايتي” في مراجعتها للفيلم: “ما يميز أوستلوند هو أنه يجعلك تضحك، لكنه يجعلك تفكر أيضاً”.

وبعد “بلاي” (2011) و”سنو ثيرابي” (2014) و”ذي سكوير” (2017)، يواصل روبن أوستلوند تشريح القواعد الاجتماعية مع مكامن الضعف والإشكاليات الأخلاقية.

واستعان المخرج السويدي في “تراينغل أوف سادنس” بممثلين ناطقين بالإنكليزية، بينهم مبتدئون من أمثال عارضة الأزياء الجنوب إفريقية شارلبي دين، وآخرون محترفون مثل الأميركي وودي هاريلسون الذي لفت الانتباه بدوره كقبطان يترك سفينته تترنح فيما هو يسرف في الشرب.

روبن أوستلوند مخرج وكاتب ومونتير ومنتج ومصور سينمائي سويدي، وُلد في 13 أبريل عام 1974 في بلدية غوتنبرغ السويد، وهو خبير بالتزلج. أخرج ثلاثة أفلام تدور حول التزلج، موظفًا قدرته على تقديم لقطات طويلة، وهي موهبة استطاع تطويرها خلال دراسته السينما، وأصبحت علامة فارقة في كل أعماله.

Exit mobile version