«كان» ـ عبد الستار ناجي
مخطئ من يعتقد بأن لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي الدولي يحكمها رئيسها فيما الحقيقة هي أبعد من كل ذلك بكثير، حيث الابداع هو القانون الاساسي الذي تتحرك من خلاله كافة لجان التحكيم وعبر دورات المهرجان التي وصلت هذا العام الى الدورة التاسعة والستين.
وحري بالذكر أن لجان التحكيم في مهرجان كان السينمائي تمثل المفتاح الاساسي لترسيخ هوية هذا العرس السينمائي الذي بات الأهم على خارطة المهرجانات السينمائية الدولية وامام تلك المعطيات نتذكر حكاية في غاية الاهمية حيث اختارت اللجنة المنظمة للمهرجان في الدورتين الاولى والثانية على التوالي الناقد الفرنسي جان كوكتو ليكون رئيسا للجنة التحكيم وهو أمر لم يتكرر وساهم في ترسيخ منهجية عمل حددت هوية المهرجان بالذات على صعيد الاعمال السينمائية التي تفوز بالسعفة الذهبية وهي في الغالب تمزج بين الفنون السينمائية باحترافية عالية والقضايا الكبرى ذات المضامين الفكرية العالية الجديدة.
ووفق هذا الاساس راح الاشتغال على تشكيل لجان التحكيم بل ان اللجنة المنظمة تختار رئيس لجنة التحكيم في مطلع العام قبيل المهرجان بستة أشهر ليصار بعدها الى تشكيل فريقة الذي يضم في الغالب مبدعين من كافة الفنون .
وفي الدورة التاسعة والستين التي باتت نهايتها على الابواب خلال ساعات، كان الاختيار على المخرج الاسترالي القدير جورج ميلر الذي عرف عالميا من خلال سلسلة افلام ماد ماكس ماكس المجنون، وميلر استطاع ان يدهش العالم عبر فيلم ماد ماكس الجزء الاول الذي تم من خلالة تقديم النجم الاسترالي ميل غيبسون الى السينما العالمية.
مع ميلر في اللجنة المخرج الفرنسي ارنو ديسبلين وهو من رموز السينما الفرنسية يمتاز ببصمته وذكائه الجديد في تقديم نتاجات ذات مضامين اجتماعية ذات بعد انساني عالمي.
معهم النجمة الايطالية فاليريا جولينو وهي تمتلك موهبة عالية المستوى على صعيد التمثيل وأعمالها تجاوزت السينما الايطالية الى الاوروبية بشكل عام كما مارست الاخراج عبر عدد متميز من الاعمال السينمائية التي رسخت حضورها كسينمائية عالية الكعب.
من الدانمارك يشارك في لجنة التحكيم الممثل مادس مكليسون الفائز بجائزة أفضل ممثل هنا في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه الصيد الذي قدم خلاله شخصية مدرس تتهمه طفلة في الخامسة من عمرها انه اعتدى عليها.. وحينما تواكب البراءة .. لابد من ضحية.
ومعهم في اللجنة النجمة الالمانية الاصل كرستين دينست وهي تعمل في السينما الاميركية والاوروبية وتتحدث بعدة لغات وبطلاقة تامة وفي رصيدها كم من الاعمال السينمائية مع أهم صناع السينما في العالم .
وضمن المجموعة المنتجة الايرانية كاتيون شهابي وقد عرفت هذه السيدة بدعمها لأكبر عدد من السينمائيين الايرانيين في اطار السينما الايرانية المستقلة وقد عرض لها مهرجان أكبر عدد من الاعمال السينمائية التي تعاونت في انتاجها .
وفي تلك الكتيبة الضاربة يأتي اسم النجم الكندي دونالد سارثرلاند الذي يعتبر احد أهم النجوم في السينما الاميركية ولعل آخر تلك الاعمال سلسلة أفلام جيم هانغر ألعاب الجوع بالاضافة لرحلة طويلة عامرة بالنتاجات السينمائية المتميزة .
وضمن الفريق النجمة الفرنسية فانسيا باردي وهي مطربة وممثلة مرموقة بالاضافة الى كونها الزوجة السابقة للنجم جوني ديب.
كما التحق بالفريق المخرج المجري لاسلو نيمز الفائز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي هذا العام كما فاز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان في الدورة الماضية عن تحفته ابن شاؤول.
ومن خلال الاطلالة على تلك الاسماء نكتشف باننا أمام مجموعة لا ترتضي انصاف الحلول بل الابداع هو رهانها.. لهذا نحن أمام عام غير تقليدي وان ظل الرهان الاساسي هو الابداع ودون حلول تحمل الترضية او انصاف الحلول لاننا أمام قامات تمتلك تاريخها ومسيرتها وبصمتها وانجازاتها وهي تريد ان تتأكد تلك المسيرة بانجاز كبير في نتائج مهرجان كان.. وهذا ما نتوقعه ويتوقعه الجميع.