المغرب ـ «سينماتوغراف»
أكد رئيس لجنة تحكيم الدورة السادسة عشرة للفيلم بمراكش المخرج والمنتج وكاتب السيناريو المجري بيلا تار، أمس السبت بمراكش، أن سمة التفرد التي تميز أي فيلم تكمن في قدرته على نسج رابط من الصدق والتواطؤ مع المتلقي.
وأضاف بيلا تار، خلال ندوة صحفية عقدتها لجنة تحكيم هذه الدورة قبيل عرض الفيلم الأول المدرج ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بقصر المؤتمرات، أن “مشاهدة فيلم ما ليس سوى تعرية للمخرج ومدى قدرته على خلق رابط من الصدق والتواطؤ الجميل مع المتلقي”.
واعتبر أن العمل الذي يجعل المشاهد يشعر بأصالته ويتيح الفرصة لإدراك قوته والطاقة الإيجابية التي يتضمنها هو الذي يعقد مهمة أعضاء لجنة التحكيم المدعوين إلى تقاسم أعمال مخرجين تتباين ثقافة وتجربة وتاريخ كل منهم.
وبالنسبة للمخرج الفرنسي برونو دومو ، فإنه من المدهش دائما أن يرى المرء تمازج الألوان وتقاطع نظرات العالم من خلال اكتشاف الأفلام ، مبرزا أنه “من الجيد تقاسم وجهات النظر والأحاسيس”.
ورأى ان السينمائي منفتح ومنغلق في الوقت ذاته، وهو ما يعكس روحانية الرؤية السينمائية، موضحا “أننا كمخرجين منفتحون ومنغلقون لأن المخرج يراهن من خلال فيلمه على عالم وقصة وممثلين لنقل مشاعر المحبة وملامسة وجدان الجمهور”.
وبدوره، يرى الممثل الأسترالي جيسون كلارك أن الأفلام هي أداة للعمل يستقي من خلالها إلهامه. وقال كلارك إنه يعشق الانغماس في قصة الفيلم والاستمتاع بأحداثها، مشيرا إلى أن نظرته تنصب على الإخراج وعلى تشخيص الممثلين وعلى الصورة، وأنه تحدوه الرغبة أحيانا في إيقاف الصوت للاستمتاع بالصورة السينمائية للعمل.
من جانبه، قال المخرج وكاتب السيناريو الدنماركي بيلي أوغست إنه يعتبر تجربة مشاهدة أفلام تدريبا انطلاقا من قناعته أن السينما تتيح الولوج إلى روح الإنسان. وأضاف أوغست أن “الإخلاص والعمق والصدق في أي فيلم تتيح ملامسة الكائن البشري:”.
أما المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأرجنتيني ليساندرو ألونسون فقال إنه يسخر السينما باعتبارها “مبررا” لاكتشاف أمكنة وحيوات وشخصيات جديدة من خلال صور ومشاعر يسعى إلى التقاطها عبر كاميراه.
وكشفت الممثلة وكاتبة السيناريو الفرنسية، من أصل هندي، كالكي كويتشلن، أنها تحس أنها عادت إلى سن الطفولة والبراءة واكتشاف السينما في كل مرة تشاهد فيلما جديدا، وقالت “إنني أبكي وأضحك وأستمتع … وهو ما يجعل طريقة مشاهدتي للأفلام لا تتغير على المستوى الانفعالي فيما تغيرت النظرة إلى صعوبة أداء الممثل واجتهاده التقني”.
من جانبها، رأت الممثلة المغربية فاطمة هراندي “راوية” أن مشاهدة الأفلام في هذا المهرجان بالنسبة لها سفر مع المخرج والممثلين عبر المكان والزمان والضوء والصورة ، وهي رحلة تجعلني “أبكي أضحك وأتألم في الآن نفسه” ، معتبرة ان السينما بمثابة”سحر للعيون”.
وقالت الممثلة الكندية سوزان كليمون إنها تشاهد الأفلام ليس بصفتها ممثلة ولكن باعتبارها “عاشقة للسينما”، وأضافت أنه “يجب أن نعيش التجربة من الداخل”، معربة عن سعادتها للمشاركة في لجنة التحكيم بالمغرب “البلد المنفتح والرائع”.
واعتبرت الممثلة الإيطالية جاسمين ترانكا أن أي شيء لم يتغير في طريقة مشاهدتها للأفلام، “عشقت السينما منذ سن الثامنة دون أن يكون هناك مؤشر إلى كوني سأشتغل في هذا المجال، فلأفلام تمنحني نظرة جديدة إلى الحياة”.
يشار إلى أن لجنة تحكيم الفيلم الطويل ستعلن خلال حفل اختتام المهرجان وتسليم الجوائز، عن المتوجين بالجوائز الخمسة المخصصة للأفلام المرشحة للتنافس في المسابقة، وهي النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى للمهرجان)، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل إخراج، وجائزة أفضل دور نسائي، وجائزة أفضل دور رجالي.
ويتنافس على نيل هذه الجوائز 15 فيلما من بلدان تركيا والشيلي والصين والولايات المتحدة ورومانيا وإيسلندا وفرنسا وبلجيكا وإيطاليا وأفغانستان وبورما وجنوب إفريقيا وروسيا.