لعبة الكراسي الموسيقية في إيرادات أفلام عيد الأضحى المصرية

 

القاهرة ـ محمد عبد الرحمن

بعد نجاح فيلم «الناظر» عام 2000 (إخراج شريف عرفة) الذي لعب بطولته الراحل علاء ولي الدين، عرفت الأضواء الطريق إلى الممثلين الشابين وقتها حلمي (جسّد شخصية عاطف)، وسعد (صاحب شخصية اللمبي). لكن الأخير، لم يقدّم اللمبي بطلاً مطلقاً في الموسم التالي مباشرة، إذ إشترك مع حلمي في بطولة فيلم «55 إسعاف» (إخراج مجدي الهواري) مع غادة عادل. لم يحقّق الشريط وقتها النجاح الكافي، لكن الإحباط لم يدم طويلاً، إذ إنطلق كل منهما في طريق خاص بعيداً عن «سيارة الإسعاف»، ونجح سعد في أن يكون ملك شباك التذاكر المتوّج عام 2002 بفيلمه «اللمبي». كما إعتاد تصدّر شبّاك التذاكر لأربعة مواسم متتالية، قبل أن يبدأ في التراجع موسماً تلو الآخر، ويكتفي بالتواجد في المنطقة المتوسطة. أما حلمي، فقد سار عكس إبن جيله وحقّق إيرادات متوسّطة في البداية قبل أن يحقّق مستويات أفضل من الناحية الفنية، وكذلك إيرادات على مدار 10 سنوات متتالية ويصل إلى أفضل حالاته في فيلم «إكس لارج» عام 2011. غير أنه تراجع في «على جثتي» عام 2012، ثم «صنع في مصر» (إنتاج2014 ) ليأتي موسم عيد الأضحى الحالي ويشهد صمود حلمي وإنهيار سعد.

هذا الأمر تؤكّده الأرقام التي لا تكذب، مع الإعتراف بأنّ سوق السينما المصرية تفتقد إلى دقّة الإيرادات، لكن على الأقل لا يمكن التشكيك في ترتيب المراكز. رغم أن فيلم «لفّ ودوارن» (كتابة منة فوزي وإخراج خالد مرعي، وبطولة حلمي ودنيا سمير غانم) لم ينطلق عرضه إلا مساء الأحد الماضي، لكنه نجح على مدار ثلاثة أيام فقط في تخطّي حاجز الثمانية ملايين جنيه، ليتعدى حاليا الـ17 مليونا، فيما تذيّل سعد عبر فيلم «تحت الترابيزة» قائمة مكوّنة من 6 أفلام وحقّق بالكاد مليون جنيه، ليتم الاطاحة به من بعض صالات السينما ليحل مكانه فيلم آخر لنفس الشركة المنتجه، وكان «تحت الترابيزة» أوّل الأفلام التي وصلت إلى شباك التذاكر يوم الأربعاء قبل الماضي، طمعاً في تحقيق إيرادات مُبكرة لحين إكتمال وصول باقي أفلام العيد للشاشات.

غير أن الصدمة الكبرى لم تتمثّل في إحتلال سعد للمركز الأخير فقط، بل تفوّق عليه في المركز الخامس فيلم «صابر جوجل» (كتابة محمد سمير مبروك وإخراج محمد حمدي، وبطولة محمد رجب) الذي حقّق مليون ونصف المليون جنيه، ورغم إجماع النقّاد على كونه فيلماً تقليدياً لا توجد لمحات سينمائية، لكن يبدو أن فئة من الجمهور إنحازت لمحاولات رجب الحصول على البطولة ولم تتعاطف مع إصرار سعد في «تحت الترابيزة» على الالتزام بعناصر أداء وأسلوب تمثيل عفا عليه الزمن. بين الأول والخامس والسادس، ثلاثة أفلام أخرى لنجوم ينتمون للجيل التالي لحلمي وسعد ورجب. جاء في المركز الثاني محقّقاً مفاجأة فيلم «كلب بلدي» (كتابة شريف نجيب وإخراج معتز التوني) لأحمد فهمي وأكرم حسني، وهو أوّل فيلم لفهمي بعد إنفصاله عن رفيقي مشواره شيكو وهشام ماجد اللذين إحتلا المركز الرابع بفيلم «حملة فريزر» (كتابة ولاء شريف وإخراج سامح عبد العزيز) الذي أثار جدلاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي بسبب إحتوائه على «ضحكات جنسية» رغم عدم تصنيف الرقابة تحت بند «الإشراف العائلي».

 وإنقسم النقّاد حول فيلم «كلب بلدي» ومستواه، فإتّجه معظمهم للقول بضعف مستوى فيلم «حملة فريزر» وانطلقت علامات إستفهام حول عودة الثلاثي للتعاون مجدداً وإستعادة النجاحات السابقة. إذ حقق فيلمهم الأخير المعروض عام 2014 «الحرب العالمية الثالثة» إيرادات تجاوزت الثلاثين مليون جنيه وقتها.

 أما المركز الثالث في قائمة الستة، فكان من نصيب فيلم «عشان خارجين» (إخراج خالد الحلفاوي) لحسن الرداد وإيمي سمير غانم، ورغم الحفاظ على معظم عناصر «زنقة ستات» (العام 2015) للرداد وإيمي، إلا أنّ الفيلم الجديد جاء دون كل المستويات سواء لجهة القدرة على الإضحاك ومنطقية الأحداث وتحقيق الإيرادات، وصولاً لأغنية الفيلم التي لم تحقق النجاح أيّ عكس أغنية «زنقة ستات»، رغم أن الأغنتين تعودان للمغني نفسه محمود الليثي.

وهكذا تعطي إيرادات موسم عيد الأضحى مؤشرات للعبة الكراسي الموسيقية في صناعة الأفلام، التي اعادت نجوم الي الصداره واطاحت بآخرين، وستبقى اللعبة مستمره في الفرز مع مواسم مقبلة لتحدد شكل وملامح مستقبل السينما التجارية في مصر.

Exit mobile version