لماذا تجنبت الأكاديمية حظر سميث من الترشح لجوائز الأوسكار أو سحب جائزة أفضل ممثل منه؟

«سينماتوغراف» ـ متابعات

سبق الإعلان عن عقوبة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بحق الممثل ويل سميث تكهنات بتعرضه لعقوبات مشددة تعزله بصورة كاملة عن كل ما يتعلق بأكاديمية الأوسكار.

وبعد تقدمه بالاستقالة من عضويتها في الأسبوع الماضي، خرج اجتماع مجلس إدارة الأكاديمية أمس الجمعة بعقوبة واحدة هي منع سميث من حضور حفلات توزيع جوائز الأوسكار وكل الأحداث التي تنظمها الأكاديمية لمدة 10 سنوات.

لكن لماذا لم تبلغ عقوبات سميث على خلفية صفعه مقدم حفل جوائز الأوسكار 2022، كريس روك، حد سحب جائزة أفضل ممثل أو حرمانه من الترشح لجوائز الأوسكار مستقبلاً؟

بحسب تقرير نشره موقع «إندي وير» حدثت سابقة سحب جائزة الأوسكار مرة واحدة فقط في تاريخ الأكاديمية، وذلك في عام 1969، عندما تبين أن الفيلم الوثائقي “The Young Americans” غير مؤهل للجائزة بعد فوزه بها، بسبب توقيت طرحه.

واكتُشف أن الفيلم الوثائقي صدر في العام 1967، أي قبل الفترة المحددة لاختيار الأعمال المرشحة للجائزة والمطروحة للجمهور خلال العام 1968.

وعالجت الأكاديمية الخطأ المحرج بسحب التمثال الصغير من الفيلم لتذهب الجائزة إلى الوصيف، وهو الفيلم الوثائقي “Journey Into Self”.

تبدو سوابق المنع من الترشح لجوائز الأوسكار فصلاً قبيحاً من تاريخ الأكاديمية، لا يبدو أن مجلس إدارتها الحالي سيغامر بتكراره.

خلال فترة الرعب الأحمر أو حقبة الهيستريا من التهديد المحتمل من الشيوعيين على الولايات المتحدة خلال الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي، خضعت العديد من شخصيات هوليوود – بمن فيم ممثلين ومخرجين وكتاب سيناريو- لقيود قوائم سوداء.

ووفقاً لكتاب بير ماسون إيلي وداميان بولي (خفايا الأوسكار: التاريخ غير الرسمي لجوائز الأكاديمية) أضافت الأكاديمية في العام 1956 قاعدة جديدة لنظامها تقول «لا يجوز ترشيح أي شخص لجائزة الأوسكار إذا كان قد اعترف في السابق بعضويته في الحزب الشيوعي ولم يتراجع عنها، وكذلك إذا رفض الإدلاء بشهادته أمام لجنة في الكونغرس، أو رفض الرد على أمر استدعاء من هذه اللجنة».

استمر العمل بهذه القاعدة لعامين، وكانت النتائج محرجة للأكاديمية، ففي حفل توزيع جوائز عام 1957 فاز فيلم “The Brave One” بجائزة أفضل فيلم سينمائي، لكن كان لافتاً عدم حضور كاتب قصته لاستلام الجائزة، حيث علم الجمهور أن كاتب السيناريو روبرت ريتش – وهو شخصية مجهولة حتى اليوم- كان في المستشفى لمرافقة زوجته في حالة ولادة.

لكن الحقيقة اتضحت سريعاً، وهي أن صناع الفيلم قدموا الاسم المستعار بديلاً لكاتب السيناريو الأصلي، وهو دالتون ترامبو، المدرج على القائمة السوداء.

مع تنامي الجدل الإعلامي المحرج حول هوية كاتب قصة الفيلم الفائز، دعت الأكاديمية لاجتماع طارئ، وبعد مداولات تقرر سحب الجائزة.

وفي نفس العام كان فيلم “Friendly Persuasion” مؤهلاً للفوز بجائزة أفضل سيناريو مقتبس، لكن الفيلم صدر بدون الإشارة لكاتبه مايكل ويلسون، المدرج على القائمة السوداء، ما جرّده من فرصة الترشح للفئة.

ازداد الأمر سوءاً في العام 1958، عندما ذهبت جائزة أفضل سيناريو مقتبس لفيلم “Bridge on the River Kwai”، لمؤلف الرواية بير بأول، الذي لم يكن لديه دوراً في كتابة السيناريو ولا يتحدث الإنجليزية.

لكن كاتبا سيناريو الفيلم ويلسون وكارل فورمان، كانا مدرجين على القائمة السوداء.

وفي العام التالي ذهب جائزة أفضل سيناريو أصلي عن فيلم “The Defiant One” إلى كل من ناثان دوغلاس وهارولد جاكوب سميث.

وكان دوغلاس اسماً مستعاراً يخفي اسم الممثل والكاتب المدرج على القائمة السوداء نيدريك يونغ.

انتهت ممارسة الإدراج في القوائم السوداء في صناعة السينما بعد ذلك بفترة قصيرة، وألغت الأكاديمية قاعدتها المثيرة للجدل، لكن استغرق الأمر عقوداً لتغيير سجلاتها ومنح الجوائز لأصحابها الشرعيين، وإن كان ذلك بعد وفاتهم في بعض الحالات.

وفي حالة سميث، يُعد فيلم الإثارة القادم “Emancipation” الذي يتوقع انتاجه مع شركة “أبل تي في بلس”، ويشارك النجم نجوميته وإنتاجه، أحد الأعمال التي يتوقع ترشحها لجوائز الأوسكار 2023.

وبناء على قرارات مجلس الإدارة الأخيرة، ما تزال الفرصة مفتوحة أمام سميث وأعماله للترشح لجوائز الأكاديمية، ولكن يبقى أن نعرف كيف سيكون موقف أعضاء الأكاديمية والمسؤولين عن الترشيحات من أعماله المستقبلية وغيابه عن حفلاتها على ضوء الحادثة الشهيرة.

Exit mobile version