لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»
نجح المخرج الكندي جيمس كاميرون على مدار عقود طويلة أن يفرض نفسه كأحد أبرز المخرجين في هوليوود وفي العالم، ليس فقط بسبب الأعمال السينمائية التي قدمها طوال سنوات عمله والإشادات النقدية التي حصدها مع كل عمل سينمائي له، بل يعد من المخرجين القلائل الذين نجحوا في تقديم أعمال تحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما العالمية، بالإضافة لحصد هذه الأعمال لأعلى التقييمات للنقاد حول العالم ونيل الجوائز، ولعل نجاح المخرج الكندي في تحقيق هذه المعادلة الصعبة يعود للعديد من الأسباب التي من أبرزها إصراره على تقديم أعمال تحمل جانب من الخيال وأيضاً الرومانسية.
ومن النقاط المهمة التي ساهمت في نجاح أفلام جيمس كاميرون التي قام بإخراجها على مدار العقود الماضية هو اعتماده على الخيال والمغامرة في معظم هذه الأعمال، التي حقق الكثير منها إيرادات ضخمة وتصدر بعضها قائمة الأنجح على مر التاريخ بسبب الحالة التي يسعى دائماً كاميرون في تقديمها بكل فيلم له، وهذا ما حدث من خلال فيلمه الأبرز “The Terminator” والذي كان من أنجح الأعمال التي قدمها خلال مسيرته مع الإخراج في منتصف الثمانينيات، وهو العمل الذي تدور قصته حول المستقبل وأيضاً العودة للماضي، وقد استطاع الفيلم أن يحقق إيرادات ضخمة وقتها وصلت إلى 78 مليون دولار أمريكي، رغم أن الميزانية التي تم وضعها للعمل تقدر بـ6 مليون و400 ألف دولار أمريكي.
بعد هذا النجاح كان للخيال العلمي وعالم الفنتازيا حضوراً كبير في معظم أعمال جيمس كاميرون التي رسمت خريطة اختياراته لكل تجربة سينمائية يدخل فيها، والتي نجح على مدار العقود الماضية أن يقدم أفضلها على الإطلاق.
التزم كاميرون كذلك بتقديم الجانب الرومانسي والعاطفي في أعماله السينمائية وتحديداً بعد النجاح الأبرز في فيلمه الشهير “Titanic” فالجوانب الرومانسية والعاطفية في أعماله ظهرت واضحة، وبات مصراً على إظهارها وتصدره للمشهد، وهو أيضاً ساهم في جعل الجمهور يرى في أعمال جيميس كاميرون رحلة من الخيال قد تشمل كذلك جوانب من الرومانسية والحب، وكان هذا واضحاً من فيلمه الأنجح “Avatar” عام 2009.
ويعد كاميرون هو المخرج الأشهر في السينما العالمية الذي فضل دائماً التركيز على تقديم أعماله يكون للمؤثرات البصرية دور كبيرا فيها ومختلف، وهذا ما يظهر من خلال أعماله التي قام بإخراجها حيث فاز 5 منها بجائزة الأوسكار لأفضل مؤثرات بصرية، ما يوضح مدى تركيزه على هذا الجانب، بينما أيضاً ساهمت هذه الأعمال في تقديم صورة عن تجربة المخرج الكندي وقدرته على منح رحلة سينمائية مختلفة في كل تفاصيلها من الناحية البصرية وهذا ما كان واضحا في كل من فيلم “Titanic”، و”Avatar”.
نجح جيمس كاميرون من خلال رحلته مع الإخراج أن يقدم أكثر من 20 عمل سينمائي كان لمعظها نصيب من النجاح، لذلك على مدار العقود الماضية نشأت حالة من الثقة التي تجمع المخرج الشهير مع الجمهور حول العالم الذي بات لديه ثقة في نوعية الأعمال التي يقدمها جيمس كاميرون، وهذه الثقة باتت تزداد مع كل عمل سينمائي يقوم بإخراجه تحديدا، حيث أن لدى المخرج الكندي قائمة طويلة من الأعمال التي قام بكتابتها لكنه لم يشرف على إخراجها، لكن ذلك أيضا لم يؤثر بشكل كبير على جودة الأعمال التي يقوم بكتابتها بل كان لبعضها نصيب من النجاح.
سعى كاميرون أيضاً أن لا يتوقف نجاحه فقط على هذه النقاط، بل كان دائماً قادر على استغلال هذا النجاح أو استكماله في الوقت الذي يناسبه، وتحديداً من خلال فيلم “The Terminator” و”Avatar”، حيث قدم المخرج الكندي أجزاء ثانية من هذه الأفلام التي حققت نجاحاً كبيراً على مستوى الإيرادات وأيضاً آراء الجمهور والنقاد، وكان دائماً يجيد طريقة تقديم الأجزاء الثانية للجمهور أو السلاسل التي يرغب في استكمالها.