تطوان: الوكالات ـ «سينماتوغراف»
قال المخرج المسرحي والسينمائي اللبناني لوسيان بورجيلي إن فيلمه (غذاء العيد) يطرح أسئلة عن علاقة العائلة بالوطن وإن موضوعه إنساني أكثر منه لبناني.
وقال بورجيلي في مقابلة على هامش الدورة 24 لمهرجان تطوان الدولي لسينما حوض البحر الأبيض المتوسط الذي اختتم فعاليته مساء أمس السبت حيث شارك بفيلمه (غذاء العيد) إن الفيلم “يتساءل عن العلاقة بتاريخنا إن كان بلبنان أو بالعالم العربي وبعلاقتنا الاجتماعية وعلاقة العائلة بالوطن”.
وأضاف “تساءلت هل ما يحدث في العائلة له علاقة بما يحدث في الوطن وهل نحن نبدأ من هنا من هذه المؤسسة التي هي العائلة لذلك أخرجت الفيلم وحاولت أن أتعمق أكثر… لكن في نفس الوقت وأنا أعمل هذا (التمرين) أكتشفت أن الموضوع إنساني أكثر منه لبناني.”
واعتبر بورجيلي أن الفيلم الذي يعرض حالياً بقاعات السينما في دبي وفاز بجائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي للسينما العالمية “”يصور الواقع اللبناني بطريقة صادقة”.
لكنه تمنى لو أن “الشخصيات الموجودة بالفيلم لم تكن موجودة بالحياة كالشخصية العنصرية أو الطائفية أو الذكورية.. فهي شخصيات موجودة بطريقة غير معلنة أكثر منه معلنة”.
وتدور قصة الفيلم حول السيدة “جوزفين” التي تنجح في لم شمل أسرتها على مائدة غذاء عيد القيامة ظاهريا لكن الخلافات والمشاحنات لم تنجح في رأب صدع العائلة لتفسد فرحة هذا العيد.
ويقول بورجيلي إن “ما لا يقال ولا يعلن عنه في الفيلم صوته أعلى من الذي يقال، إذ أن المعلن هو الشيء العادي اليومي لكن أبعاده النفسية والاجتماعية والسياسية كبيرة”.
وبدأ بورجيلي (37 عاما) مشواره الفني في المسرح بصفة خاصة حيث تعرضت مسرحيته (تقطع أو لا تقطع) للمنع والرقابة كما منعت مسرحيته (بيروت سندروم) عام 2015. وقال إنه مورست عليه نوع من الرقابة حتى أنه منع من تجديد جواز سفره.
وقال “من وقتها لم أكتب مسرحية.. أحبطت بسبب الرقابة كفنان”.
وقال إن مبدأ حرية التعبير لا يجب أن يكون في الفن فقط “بل في جميع مناحي الحياة إلا أن الفن لا يمكن أن يتواجد إطلاقا بدون حرية التعبير.. كيف يعقل أن نمارس رقابة حتى على الخيال الذي هو أساس الفن.. وما هي المعايير التي يبني عليها الشخص رقابته ومن وعلي أي أساس“”.
كما قال إن حجم الرقابة في العالم العربي مخيف لكنه غير ظاهر بسبب سكوت عدد من الفنانين عن إعلان ما يتعرضون له من منع.