بقلم ـ ستيفانيا سومّرماتر
روسيليني، كيارستمي، جارموش، يوسف شاهين أو فيندرز.. منذ دورته الأولى في عام 1946، استضاف مهرجان الفيلم في لوكارنو عددا من أكبر المبدعين في عالم السينما. وعلى مدى عقود، لم يتردد القائمون على التظاهرة التي ظلت وفية لروحها التحررية في تحدي النقاد والرقابة، بل أفسحوا المجال لسرديات سينمائية من آفاق بعيدة أو لا زالت مجهولة من طرف أغلب الجمهور. ولاستعادة سريعة لتاريخ حافل يمتد على سبعة عقود نقول.
في الثالث والعشرين من شهر أغسطس لعام 1946، شهدت الحديقة المائلة لفندق “غراند أوتيل” افتتاح مهرجان لوكارنو. حينها، كانت الحرب العالمية الثانية قد وضعت أوزارها قبل أشهر قليلة.. وفيما تمت برمجة مهرجاني كان (فرنسا) والبندقية (إيطاليا) لشهر سبتمبر الموالي، كانت المدينة الواقعة في كانتون تيتشينو أول من يستضيف حدثا ثقافيا من هذا القبيل. لقد كان بالفعل إرهاصا لقصة سعيدة والمهرجان الأصغر بين الكبار.
بدءاً بـ “موسم الواقعية الجديدة” الإيطالية إلى رواد “الموجة الجديدة”، ومرورا باكتشاف سينما بلدان الكتلة الشرقية إلى التنقيب في سينما المشرقين الأدنى والأقصى، ظلت لوكارنو على الدوام معرضا للسينما المستقلة. هذا دون نسيان العدد الكبير من المخرجين الذين نجحوا في الولوج إلى الساحة الدولية انطلاقا من هذا الركن القابع في كانتون تيتشينو مثل ميلوس فورمان وماركو بيلّوكيو وآلان تانّر وجيم يارموش وسبايك لي وعباس كيارستمي وبيدرو كوستا.