عمان ـ «سينماتوغراف»
ينظم قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان عروض “ليالي الفيلم العربي”، والتي ستستمر طوال مدة ثلاثة أيام متتالية، بدءاً من يوم الثلاثاء المقبل 3 تموز / يوليو الجاري، وحتى الخميس 5 من الشهر نفسه، وذلك في سينما الـ”رينبو” بمنطقة جبل عمان في العاصمة الأردنية.
وتستهل ليالي الفيلم العربي أولى عروضها بالفيلم المصري “مولانا”، وهو من إخراج مجدي أحمد علي، ويعود إلى رواية الكاتب إبراهيم عيسى، حيث تدور أحداث الفيلم حول شخصية “الشيخ حاتم” الذي يعد من أحد الدعاة النافذين عبر وسائل الإعلام، والذي تربطه علاقات وثيقة برجال السياسة، وتأثير كل ذلك على مصداقيته أمام جمهوره، ويروي العمل رحلة صعود لشيخ شاب من مجرد كونه إمام مسجد إلى أن يصبح داعية تلفزيوني شهير يملك حق “الفتوى” التي يتلقاها الناس بالإعجاب لجرأته ومحاولاته للخروج قليلاً عن مألوف الحديث السائد في مجتمع متأثر بدعاوى التشدد، فيجد نفسه في شبكة من الصراعات المعقدة.
أما العرض الثاني فسيكون مع الفيلم المغربي “عمّي”، للمخرج نسيم عباسي، ويروي حكاية ممثلة تعيش في الرباط مع زميلتيها ليلى وهند، وتحاول أن تشق طريقها في السينما، وتأمل في أن تصبح ممثلة مشهورة، وفي يوم من الأيام، عندما يزورها عمها عبد الرؤوف الذي لم تره منذ فترة طويلة ويقيم عندها، يصبح التعايش بين رفقاء الغرفة الثلاثة والعم أكثر صعوبة يوما بعد يوم، تكشف حكاية “عليا” الكثير من خفايا عالم الإنتاج السينمائي.
وتختتم العروض بمجموعة أفلام عربية قصيرة، الأول بعنوان “البنفسجية” للمخرج باقر الربيعي، ويحكي قصة طفل يحاول أثناء الحرب إيجاد طريقة لمساعدة أمه ويلتقي بفتاة تعرض عليه المساعدة مقابل عدة طلبات عليه تنفيذها، ثم الفيلم السعودي “ثوب العروس” للمخرج محمد سلمان، فيروي حكاية “أسمهان” التي تمتهن الخياطة، وتؤمن – كما يؤمن أهل القرية – بأن الخياطة التي تنسج ثوب العرس تموت، ومع اقتراب موعد عرس ابنتها التي لا تؤمن بالخرافة، تواجه أسمهان تحدياً في كسر هذا المعتقد، أو تموت، وثالث الأفلام القصيرة هو فيلم “زيرو مم”، للمخرجة سيماء سمير، فتدور أحداثه حول صبي يعمل في مستودع للخردة، هواياته شراء كاميرات السينما المستعملة، عندما يحصل على واحدة صالحة، يقرر أن يصنع فيلماً بمعونة أصدقائه.
فيما يروي الفيلم الرابع “ريد فيلفيت” المترجم للإنجليزية، للمخرج المصري محمود سمير، حكاية طفل يعاني من السكري وبحاجة لحقنة عاجلة وهو يحاول مقاومة التهام قطعة كيك شهية، فيما والدته ترقد في السرير بلا حراك بعد أن طلبت الإسعاف، وصوت امرأة على الهاتف تستعلم عن العنوان وتحاول عبثاً مساعدة الطفل عن بعد.
كما يعرض ضمن المجموعة الأفلام القصيرة الفيلم الأردني “صورة” للمخرج أحمد الفالح، حيث يسلط الضوء على جانبين مهمين من حياة المجتمع الأردني، وهو المرأة التي يتوفى زوجها، فتعتبر في نظر المجتمع “أرملة “، والفتاة التي تضطرها الظروف للإنحراف.
الرئيسة التنفيذية لـ “مؤسسة شومان”، فالنتينا قسيسية، أكدت أن هذه العروض تأتي في سياق مهمة التثقيف والتنوير التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن إشاعة الجمال قيمة مهمة، وأن المؤسسة تتصدى لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجد، ولفتت قسيسة إلى أن إسهامات صانعي تلك الأفلام تتمثل بتقديم سينما خالصة تتسم بالبساطة والصدقية والشاعرية، والإعتناء الدقيق في اختيار موضوعاتها، وبما ينسجم مع إيقاع الحياة اليومية، مثلما تختزن الكثير من أطياف الثقافات الإنسانية.
وحول أهمية تنظيم ليالي الأفلام، قال رئيس قسم السينما في المؤسسة، الناقد السينمائي عدنان مدانات، إن تنظيم ليالي الأفلام “يأتي ضمن سياسة مؤسسة عبد الحميد شومان في قسم السينما، الهادفة للتعريف بأفضل نماذج الأفلام السينمائية في العالم سواء عن طريق العروض الأسبوعية المنتظمة او عن طريق إقامة الأسابيع السينمائية المتميزة، وهي السياسة التي دأبت على تطبيقها بنجاح منذ سنوات”.
يشار إلى أن قسم السينما بـ “شومان”، تم تأسيسه في العام 1989، من قبل لجنة من خيرة النقاد الأردنيين، تشرف على تنظيم عروض لأفلام منتقاة بعناية من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من مختلف دول العالم، في عروض أسبوعية مجانية في قاعة سينما المؤسسة، كما يتم تنظيم أسابيع أفلام متنوعة.