«سينماتوغراف» ـ متابعات
مهما بدت حياة المشاهير مثالية من الخارج، تظل لكل مهنة مخاطرها، ولكل شخص نصيبه من الحوادث والابتلاءات التي قد تقلب حياته رأسا على عقب. ولأن غالبية المشاهير يُفضّلون الظهور بشكل إيجابي، أو على الأقل غير مُحرج ولا يصمهم بالجنون، كان لا بد من توثيق الشهادات شبه النادرة التي أدلى بها بعض نجوم هوليود الذين تعرّضوا لحوادث مروعة كادت أن تُلقي بهم في شِباك الموت، لكنهم نجوا بأعجوبة.
قد يليق بالنجم ليوناردو دي كابريو وصفه بالممثل الأوفر، أو ربما الأقل حظا، إذ اقترب من الموت مرارا، وبأكثر الطرق رعبا، لكنه نجا في كل مرة، فهل يجعله ذلك نجما بـ7 أرواح؟
كاد دي كابريو أن يموت بحرا مرتين، الأولى في 2006 خلال غوصه في جنوب أفريقيا داخل أحد الأقفاص في منطقة مليئة بأسماك القرش، ضمن مجموعة تعمل على حماية تلك الأسماك.
وهناك، كاد أن يلتهمه قرش أبيض ضخم استطاع إقحام نصف جسده داخل القفص ولم يفصله عن دي كابريو سوى مسافة ذراع، وهو ما وصفه الخبراء بالأمر النادر الذي لم يحدث خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. بعدها بـ4 سنوات، كاد دي كابريو أن يموت غرقا في جزر غالاباغوس، حين أوشك مخزونه من الأكسجين على النفاد إثر تسرّبه، ولم ينقذه سوى وجود الممثل إد نورتون بجواره.
حظ دي كابريو مع الحوادث الجوية لا يقل بشاعة أو عددا. التجربة المأساوية التي تعرّض لها أولاً، كانت حين قرر خوض تجربة القفز بالمظلات، فإذا بمظلته الأساسية لم تُفتح ليبدأ بالسقوط الحر. وحين حاول فتح مظلته الاحتياطية لم تعمل أيضا، فاضطر المدرب المصاحب له إلى فك تشابكها وإصلاحها، ما استغرق وقتا مر خلاله شريط حياة دي كابريو أمام عينيه على حد تعبيره.
ومع أن المدرب نجح في النهاية، فإنه لم يلبث أن يُخبره باحتمال كسر ساقيه بسبب السرعة الهائلة التي يتجه بها نحو الأرض، فما كان من دي كابريو إلا أن اتخذ قرارا بعدم القفز بالمظلات مرة أخرى أو السباحة مع القروش، مؤكدا أن تلك المغامرات من أسوأ تجاربه في الحياة.
أما الحادث الثاني، الذي قصّه دي كابريو على مسامع الإعلامية إيلين دي غينيريس في برنامجها الحواري، ووصفه بالأكثر رعبا على الإطلاق، فتعرّض له بينما كان على متن طائرة في رحلة إلى روسيا.
بدأت المأساة بانفجار أحد المحرّكات الذي سرعان ما تحوّل إلى كرة نارية، ولمّا لم يُبدِ أيٌّ من الركاب رد فعل، وظلوا هادئين فيما كان هو الوحيد الذي يصرخ ذعرا، تصوّر أنه مات بالفعل وذهب إلى الجنة. هكذا وصف الموقف. ومن جديد، أمدّ الله عمره، إذ انتهت المسألة بإفراغ الطائرة من الوقود لمدة 45 دقيقة، قبل أن تهبط اضطراريا وتنفجر كل الإطارات.
وبعض الأشخاص يعشق المخاطرة ويذهب إلى الموت عن طِيب خاطر، من بين هؤلاء نجم الأكشن الشهير جاكي شان، الذي تعرّض لإصابات كثيرة خلال تصوير أفلامه.
من بينها، أنه كسر أنفه 3 مرات، فضلاً عن كسر بالحوض وخلع بالكتف وإصابة مستديمة بالركبة، وسحق فخذيه بين سيارتين. كل هذا وأكثر، جرى بسبب الحركات العنيفة التي يقدمها على الشاشة، مُصرًا على عدم الاستعانة بممثل بديل (دوبلير) لأداء تلك المشاهد الخطيرة.
أما الإصابة الأسوأ في تاريخه، فتمثّلت في كسر بالجمجمة تعرّض له أثناء تصوير فيلم “درع الإله” (Armor of God) حين سقط خطأً خلال إحدى القفزات على صخرة أصابت رأسه مباشرة، وما أن حاول النهوض حتى فوجئ بجسده وقد أصابه الخدر والدماء تسيل من أذنه، فيما تشققت جمجمته.
ومع أنه أُنقذ بفِعل عملية جراحية طارئة، فإن حياته لم تعد كما كانت، ففقد السمع جزئيا بأذنه اليمنى، وما زال لديه ثقب بالجمجمة حتى الآن، وإن تم غلقه بشريحة بلاستيكية يمكن الشعور بها بمجرد اللمس.
وخلال تصوير فيلم “المومياء” (The Mummy) عام 1999، قرر بطل العمل برندان فريزر أن يؤدي مشهد الشنق بطريقة شديدة الواقعية، من أجل تقديم مشهد مثالي، فأخذ بعض الأنفاس العميقة وما أن دارت الكاميرا حتى توقف عن التنفس تماما فيما كان الحبل يرتفع وأقدامه تتأرجح بالهواء.
فما كان منه سوى أن فقد وعيه، قبل أن يستيقظ وبجواره منسق الحركات يصفعه على وجهه، ويُخبره “تهانينا، لقد انضممت للتو إلى النادي مع ميل غيبسون الذي تعرّض للاختناق هو أيضاً بفيلم “القلب الشجاع” (Braveheart)”.
تجربة مشابهة جرت للممثل مايكل جيه فوكس خلال تصوير الجزء الثالث من سلسلة “العودة إلى المستقبل” (Back to the Future)، وبالتحديد أثناء مشهد شنقه، إذ كان الحبل مشدودًا حول رقبته بشكل زائد على الحد المسموح، ما حدَّ من تدفق الهواء وجعله يتأرجح من دون وعي لعدة ثوان، وما أن تنبّه المخرج بوب زيميكيس للأمر، حتى أوقف التصوير لإنقاذ فوكس.
منذ ستينيات القرن العشرين، أي أكثر من نصف قرن، شرع النجم هاريسون فورد بقيادة الطائرات والمروحيات، وحصل على رخصة تؤهله لذلك رسميا. وهي المهارة التي استغلها للتطوع بفرق الإنقاذ. حتى أنه في 2001 انضم إلى إحدى المجموعات للبحث عن فتى كشافة مفقود. وبالفعل استطاع العثور عليه وإنقاذه.
لكن ذلك لا ينفي تعرُّضه خلال تلك السنوات لحوادث عدة، من بينها واحدة جرت عام 1999 حين كان يتدرب على الطيران، لكن ما أن هبطت المروحية حتى انقلبت، ما نتج عنه بعض الجروح غير الخطيرة.
أما الأخطر فكان عام 2015، وهو في الـ73 من عمره، حين أقلع على متن طائرة قديمة من الحرب العالمية الثانية، وسرعان ما تعطّل المحرّك، ما حتّم عليه الهبوط اضطراريا.
ومع أنه نجح في إنقاذ الكثير من الأرواح باختياره الهبوط في ملعب للغولف بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان، فإنه أُصيب بإصابات بالغة تراوحت بين خلع كاحله الأيمن وتمزّق كاحله، بالإضافة إلى كسر في الظهر وإصابة خطيرة بالرأس، حتى أن باتريك جونز، المحقق في المجلس الوطني لسلامة النقل، صرّح بأن فورد كان محظوظاً للنجاة بحياته.