كل ما نقوله أحفظوا هذا الاسم جيدا «ليون أو الأسد» وهو أسم أحدث نتاجات السينما العالمية فهو في طليعة الأعمال التي ستتنافس على الأوسكار لعام 2017 تحفة سينمائية ستتحول الى واحدة من كلاسيكيات السينما العالمية.
الفيلم يعتمد على نص روائي ويعتمد بدوره على قصة حقيقية كتبها سارو بريرلي وترجمت الى لغات عدة يروي بها قصته الحقيقية، وهو يتعاون في كتابه الرواية من لاري بوتروسو حيث فقد سارو في احد القطارات في الهند هكذا هو المحور الروائي لهذا العمل الذي تعاون في كتابة السيناريو له هذا الثنائي بالإشتراك مع السيناريست لوك ديفيز الذي حقق العديد من السيناريوهات المهمة.
المحور الروائي للفيلم يبدأ مع حكاية سارو الشاب الذي يعيش مع أسرته بالتبني سو وجون نيكول كيدمان ودايفيد وينهام في استراليا بعد سنوات من العثور علية ضائعا فقد ضل الطفل سارو حينما كان في سن الخامسة من عمره طريقه بعد ان غادر كالكتا مع شقيقه ولكن شقيقه ترك القطار على ان يعود بعد قليل الا أن القطار تحرك ليبقى سارو وحيدا في ذلك القطار الذي لم يتوقف الا بعد آلالاف الكيلومترات على منزله… عندها تبدأ المأساة وليتم تبنيه لاحقا من قبل أسرة أسترالية تفرغت لرعايته وتربية ليصبح لاحقا مصدر فخر واعتزاز لهم ولكن يظل دائما يرى صورة افراد أسرته الذين فارقهم حيث ابتسامة وحنين شقيقة والتفاصيل الدقيقة لأيام الطفولة.. حتى اللحظة التي يقرر بها عملية بحث مكثفة بواسطة المحرك غوغل ايرث من أجل الاستدلال على تفاصيل الرحلة والأماكن التي سار بها القطار والامكان التي يتوقع ان يكون بها منزلة وأسرته المفقودة. ترافقه في رحلته صديقته لوسي روني مارا بحثا عن أسرته وحنينه الى حيث يكون لانها تريد ان تمنحه الفرح الذي ينشده في رحلة سينمائية ثرية بالاحاسيس وايضا الترقب بالذات على صعيد مزج الأحداث والأزمنة.
يدهشنا الطفل الصغير سوني بارو في تجسيد شخصية سارو خلال طفولته ومشاهد الضياع والفقدان وأيضا البحث عن الامان وسط عوالم الفقر في كالكتا في المقابل الأداء الرفيع المستوى للممثل الهندي الاصل ديف باتيل بشخصية سارو في الشباب وهو بلا أدنى شك أداء ساحر ومتطور حيث احتاج باتيل الكثر من الوقت للاشتغال على الشخصية سواء على مستوى اتقان اللهجة الاسترالية او الذهاب في تلك الرحلة التي تتطلب كثيرا من العناء الجسدي.
في هذه التحفة السينما اشتغال عال المستوى على صعيد جميع الحرفيات موسيقى ساحرة صاغها الثنائي فولكر بيرتمان وودستين اوهلران بالإضافة الى مدير التصوير كريج فريزر وقد صورت مشاهد الفيلم بين استراليا والعديد من المدن والقرى الهندية بقيادة المخرج كاريث دايفز وهو هنا ينتقل من عالم الاعلانات التجارية الى السينما الروائية الثرية بالمضامين والقيم الانسانية التي تعمد الهوية والحنين واحترام وقبول الآخر. وحتى لا نطيل نقول مجددا تذكروا هذا الاسم «ليون»، فهو أحد فرسان الأوسكار لعام 2017.