مؤسسة الدوحة للأفلام تُعلن تفاصيل «قُمرة»

ستة أيام تجمع أبرز خبراء ومبدعي صناعة السينما الدوليين مع المخرجين الجدد

25 مشروعًا سينمائيًا في مرحلتيّ التطوير أو ما بعد الإنتاج تشارك في الفعاليات

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن مشاركة كل من المخرج عبد الرحمن سيساكو (مخرج فيلم تمبكتو)، والممثلة ليلى حاتمي (من فيلم “انفصال” الإيراني) وكريستيان مونجيو (مخرج فيلم 4 أشهر و3 أسابيع ويومان) ودانيس تانوفيك (مخرج فيلم بين الحدود) كخبراء في ورش العمل الرئيسية  بفعالية “قُمرة” والتي ستنظمها المؤسسة في الدوحة في الفترة من 6 إلى 11 مارس.

ومصطلح “قمرة” يرمز إلى أصل كلمة “كاميرا” باللغة العربيّة، ويقال أن أوّل من استخدمه كان العالِم العربي ابن الهيثم والذي أدت اختراعاته في علم البصريات إلى اختراع الكاميرا.

وتأتي الفعالية – والتي ستضم أبرز خبراء ومبدعي صناعة السينما الدوليين – في إطار سعي مؤسسة الدوحة للأفلام لتنمية مهارات المخرجين الواعدين في قطر وجميع أنحاء العالم، مع التركيز على المخرجين الجدد الذين يستعدون لإخراج فيلمهم الأوّل أو الثاني.

ومن المقرر أن تتم دعوة مُخرجي ومنتجي حوالي 25 مشروعًا سينمائيًا في مرحلتيّ التطوير أو ما بعد الإنتاج للمشاركة في الفعالية، بما فيهم مجموعة من صناع الأفلام الجدد في دولة قطر، والمخرجين الحاصلين على تمويل من مؤسسة الدوحة للأفلام.

كما سيضم برنامج “قُمرة” اجتماعات بين صناع السينما لمساعدة المشاريع السينمائية الواعدة على الانتقال للمراحل التطويريّة التالية من خلال الورش السينمائية وعرض هذه الأفلام في نسخها غير المكتملة وعقد جلسات لتعريف مخرجيها بصنّاع السينما الذين قد يدعمون مشاريعهم، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل مع خبراء الصناعة لتتناسب مع احتياجات وتطلعات صنّاع هذه المشاريع السينمائية المتميزة لكي ترى النور على الشاشة الكبيرة.

كما ستُعقد مجموعة من العروض السينمائية للجمهور بجانب الورش والاجتماعات المخصصة لصناع السينما، على أن يساهم مقدمي الورش الرئيسية “قمرة” في اختيار الأفلام التي سيشاهدها الجمهور.

وستنقسم فعالية “قمرة” إلى 3 أقسام رئيسية وهي: ورش “قمرة” السينمائية وهي جلسات يومية يقدّمها أحد مقدمي الورش الرئيسية ويمكن لصناع الأفلام المشاركين حضورها والاستفادة منها، كما ستفتح أبوابها لضيوف الفعالية من صناّع السينما على  أن تقتصر مشاركتهم على الحضور والاستماع لتجربة هؤلاء المدرّبين في عالم السينما.

أما القسم الثاني فهو اجتماعات “قمرة” والتي ستشمل سلسلة من الاجتماعات والورش والجلسات التدريبية المنفردة بين خبراء صناعة السينما والقائمين على المشاريع السينمائية الخمسة والعشرين والتي تم اختيارها للمشاركة في الفعالية.

ويأتي القسم الثالث وهو عروض “قمرة” السينمائية ليتيح للجمهور فرصة متميّزة لمشاهدة المشاريع السينمائية المموّلة من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام من خلال برنامجيّ المنح والتمويل المشترك، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام التي اختارها مقدمي الورش الرئيسية “قمرة” وستليها جلسات نقاشيّة حول مضمونها.

سيتولى فريق مؤسسة الدوحة للأفلام تنفيذ فعالية “قمرة”، بالتعاون مع مهرجان سراييفو السينمائي في إطار شراكته المستمرّة مع المؤسسة، وسيواصل المخرج الكبير إيليا سليّمان دوره كمستشار فني لكل من مؤسسة الدوحة للأفلام وفعالية “قمرة”، كما سيشارك كل من باولو بيرتولين وفيوليتا بافا كمستشاريّن للبرمجة والصناعة.

وفي هذا السياق، صرّحت فاطمة الرميحي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لمؤسسة الدوحة للأفلام: “يسعدنا أن نُعلن عن خططنا لفعالية “قمرة” ونرحب بأوّل 4 من المشاركين في الورش الرئيسية مدرّبين سينضمّون إلينا في هذه الفعالية العامة ليشاركوا خبراتهم السينمائية مع المخرجين الجدد الواعدين. تكمن أهمية “قمرة” في تعزيزها وتوسيعها لوسائل الدعم التي تتيحها مؤسسة الدوحة للأفلام للمواهب السينمائية الجديدة، وكلي ثقة بأن هذه الفعالية ستحقق نتائج مثمرة وملموسة ستنعكس على صناع السينما في دولة قطر والمنطقة العربية”.

ومن جانبه، صرّح المخرج إيليا سليّمان: “لقد تطوّر مفهوم “قمرة” ليلّبي احتياجات وتطلعات صناع الأفلام ويمنحهم دعمًا ملموسًا على أرض الواقع، إيمانًا منّا بأهمية رعاية إبداعات صناع السينما وإرشادهم وتوجيههم لهم لكي يحققوا رؤيتهم السينمائيّة وتخرج أفلامهم للنور ليشاهدها جمهور الشاشة الكبيرة”.

وفي هذا الإطار، صرّح المخرج عبد الرحمن سيساكو: “يشرّفني أن أشارك في الدورة الأولى من “قمرة” لأضع خبرتي في متناول يد صناع السينما الواعدين آملًا في إلهامهم ومساعدتهم على إنجاز مشاريعم السينمائية التي يحلمون بها، وأتطلع للعمل عن قرب مع كل واحد منهم في أجواء إبداعية وتفاعلية متميّزة”.

ويأتي الإعلان عن تفاصيل الدورة الأولى من “قمرة” بالتزامن مع ختام الدورة الثانية من مهرجان أجيال السينمائي والذي يهدف إلى التنمية الإبداعية لشباب المنطقة العربية، عبر سلسلة من العروض السينمائية والورش والمعارض والفعاليات المميزة، بما فيها العرض العالمي الأوّل لفيلم “السبّاقات” الحائز على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام والعرض الأول في الشرق الأوسط لفيلم “النبي لخليل جبران”، كما شهد المهرجان عودة برنامج “دوحيات سينمائية” في عامه الثاني، حيث شارك مئات الحكام الشباب بين سن 8 و21 في المهرجان وشاهدوا الأفلام وناقشوا محتواها واختاروا الأفلام الفائزة.

وفيما يلي سيرة ذاتية عن أربعة من أبرز صناع السينما المشاركين في الدورة الأولى بفعالية “قُمرة” والتي ستنظمها مؤسسة الدوحة للأفلام خلال الفترة من 6 إلى 11 مارس 2015.

ليلى حاتمي – نالت شهرة عالمية واسعة بعد دورها في الفيلم الإيراني “انفصال” للمخرج أصغر فرهادي والذي فاز بجائزة الأوسكار وغيرها من الجوائز العالمية. بدأت ليلى مشوارها السينمائي في فيلم “ليلى” للمخرج داريوش مهروجي حيث أشاد النقاد بدورها كما فازت بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مونتريال السينمائي الدولي السادس والعشرين عن فيلم “المحطة البعيدة” (2002) لأليريزا رايسيان، كما شاركت في فيلمين من إخراج زوجها علي مصطفى وهما “صورة السيدة البعيدة” (2005) و”الخطوة الأخيرة” (2012) والذي قامت بتصميم أزيائه وديكوراته، كما قامت بدور البطولة في فيلم “انفصال” لأصغر فرهادي والذي فاز بجائزتي أفضل ممثل وممثلة في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

كريستيان مونجيو – أحد أبرز مخرجي السينما الرومانية الجديدة، نال إشادة واسعة عن أفلامه السينمائية والتي عرضت في مهرجان كان، وهي: “الحادثة” (2002) والذي عرض في نصف شهر المخرجين بالمهرجان، وفاز فيلمه الثاني “4 أشهر و3 أسابيع ويومان” بجائزة السعفة الذهبية في 2007، وجائزة أكاديمية الأفلام الأوروبية لأفضل فيلم وأفضل مخرج، كما عاد في عام 2009 لمهرجان كان مجددًا كمنتج لفيلم “قصص من العصر الذهبي” ثم عرض له في عام 2012 ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم “ما بعد التلال” والذي فاز بجائزة أفضل نص وأفضل ممثلة لبطلتيّه، ورشحته رومانيا لخوض منافسات جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.

عبد الرحمن سيساكو – ولد في موريتانيا ويعتبر أحد أبرز مخرجي أفريقيا، نشأ في مالي ودرس السينما في المعهد الوطني للسينما في موسكو، وعاش في فرنسا منذ أوائل التسعينيات وركز في أفلامه على قضايا العولمة والعزلة والهويّة والغربة، وعُرض فيلم تخرّجه “اللعبة” (1989) في أسبوع النقاد بمهرجان كان خلال عام 1991، ثم عرض أول أفلامه القصيرة التي أخرجها بعد استقراره في فرنسا “أكتوبر” (1993) في قسم “نظرة ما” في المهرجان وكذلك فيلمه “في انتظار السعادة” (2002) والذي فاز بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما، كما عرض فيلمه “باماكو” (2006) خارج المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، ونافس فيلمه الجديد “تمبكتو” على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي في 2014.

دانيس تانوفيك – يُعتبر أحد أبرز مخرجي جيله في البوسنة، عُرض فيلمه “بين الحدود” في مهرجان كان السينمائي في عام 2001 وفاز بجائزة أفضل سيناريو ثم فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة الجمهور في مهرجان ساراييفو السينمائي وجائزة السيزار لأفضل فيلم، ثم جائزتيّ الغولدن غلوب والأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. استلهم فيلمه “الجحيم” (2006) من قصة “ماديا” ونص ألفّه الكاتبان الراحلان كريزستوف كيسلوسكي وكريزستوف بيسيويكز. أما فيلمه “السيرك الكولومبي” (2010) فقد اختير لتمثيل البوسنة في منافسات الأوسكار الثالثة والثمانين لأفضل فيلم أجنبي وفاز فيلمه “فصل من حياة جامع خردة” (2013) بالدب الفضي لأفضل ممثل وجائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان برلين السينمائي الثالث والستين.

Exit mobile version