خاص ـ «سينماتوغراف»
«جاك فالنتي» عميد هوليوود الذي ابتدع مسألة التصنيف الخاص بالانتاج السينمائي الـ«Rating»، ورأس جمعية الفيلم الأميركي وكان أهم إنجازاته بها إقرار نظام تصنيف الأفلام السينمائية وفقا لمحتواها بما يتناسب مع الجمهور، وقضي ما يقرب من 40 عاما في خدمة ودعم صناعة السينما الأميركية، ورحل عن عمر يناهز 86 عاما.
ولد «جاك فالنتي» عام 1921 في ضاحية فقيرة بمدينة هيوستن في ولاية تكساس وحصل علي الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد بعد دراسته الطيران، ثم عمل طيارا في سلاح الجو الأميركي خلال الحرب العالمية الثانية، وأدي خلال خدمته 51 مهمة عسكرية.
ويحمل نظام تصنيف الأفلام السينمائية الذي أقره فالنتي، 4 معدلات وهي (G) الذي يتيح مشاهدة الأفلام لجميع فئات الجمهور، و (M) الذي يعني ضرورة وضع توصية باحتواء الأفلام علي مشاهد غير لائقة كي لا يراها الصغار سواء كانت عنفاً أو مخدرات أو جنساً وتم تغييره عام 1984 إلي (PG)، و(R) الذي يحظر مشاهدة الأفلام لمن هم دون السادسة عشرة إلا بصحبة البالغين، و(X) الذي يمنع مشاهدة الأفلام لمن هم أقل من 16 عاما تماما وتم تغييره فيما بعد عام 1990 إلي (NC-17). وفي بداية تطبيقه اثار سخرية وانتقادات هوليوود، إلا أن صناع السينما عادوا ليكتشفوا فيما بعد حكمة القرار، واتضحت لهم أهميته، فالنظام الذي وضع «فالنتي» لوائحه سمح لاستوديوهات هوليوود بطرح أفلام تجارية أكثر، وتحقيقها نجاحاً أكبر.
وساهم في انتشار هذه التصنيفات في جميع أنحاء العالم لتحمي أجيالا من الجماهير، فقد كان «فالنتي» يؤمن بالحرية المسؤولة للإعلام، وبمراقبة هوليوود ذاتيا لأعمالها، فكان يقول: «المخرج حر في أن يقدم فيلما لا يحذف منه ملليمتر واحد، لكن الحرية دون مسؤولية لا تجدي أحدا، خاصة أن بعض الأفلام لا يجب أن يشاهدها الأطفال».
«فالنتي» الذي اعتبر الممثل الرئيسي لصناعة السينما طوال الفترة من 1966 وحتي 2004 كانت له معركة أخري بل هي في حقيقتها معارك شرسة خاضها منذ عام 1998 ضد قراصنة الأفلام ممن تسببوا في خسائر تجاوزت 3.5 مليار دولار – علي حد تقديره – لصناعة السينما الأميركية، مستفيدين بما أتاحته التكنولوجيا الرقمية، واستطاع «فالنتي» عن طريق الملاحقات والدعاوي القضائية إغلاق عدة مواقع إلكترونية أو شركات غير مرخصة تتيح نسخ الأفلام بطرق غير مشروعة،
وكان أبرزها موقع «نابستر» الذي أتاح لـ 20٠ مليون مستخدم الحصول علي نسخ غير قانونية من معظم الأفلام الأميركية، في حين قدرت أعداد من اتبعوا الطريقة نفسها – قرصنة الأفلام – والاستفادة منها بـ«230٠» مليوناً من مستخدمي الإنترنت، وانتهت جهود «فالنتي» بإغلاق موقع «نابستر» فيما وصف بأنه «جنرال» الحرب ضد قرصنة الأفلام.
حصل «فالنتي» علي تكريمات عديدة كان أبرزها نجمة هوليوود في ممر المشاهير، ووسام الاستحقاق الفرنسي من الدرجة الأولي لإسهاماته الفنية، وكان فالنتي صاحب الفضل في دعم كثير من السينمائيين خلال مشوارهم الفني مثل «ستيفن سبيليبرج» و«كيرك دوجلاس» و«أرنولد شوارزنيجر»، و«كلينت ايستوود».
في أغسطس 2004 أعلن «فالنتي» استقالته من رئاسة جمعية الفيلم الأميركي ليحل محله «وان جليكمان»، ورغم أنه كان لم يفقد نشاطه وبريقه، فإنه أكد رغبته في التفرغ لأسرته المكونة من زوجته، «ماري مارجريت» التي ارتبط بها عام 1962 وأبنائه الثلاثة.