«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير
لعلها أشهر حماة فى السينما المصرية، فلم تسبقها ممثلة فى تجسيد تلك الشخصية بهذه البراعة ولم تلحق بها أخرى على دربها، وبقيت هى متفردة بادائها ومواقفها الكوميدية التى تفجر الضحك والأزمات بين الأزواج، فاذا كانت فردوس محمد هى أشهر من قدم دور الأم فى السينما المصرية، فإن مارى منيب هى أنجح من جسد أدوار الحماة على شاشة السينما، ورغم تنوع أدوارها خلال أكثر من مائة فيلم الا أن دور الحماة التصق بها ولم يفارقها سواء فى أعمالها المسرحية أو أفلامها السينمائية.
مارى منيب (اسمها الحقيقى مارى سليم حبيب نصرالله) السورية الأصل المولودة فى 11 فبراير 1905 نزحت مع أسرتها الى مصر، وأقاموا فى حى شبرا وخرجت للعمل كراقصة بعد وفاة والدها، ثم اتجهت الى المسرح ثلاثينات القرن الماضى لتحقق نجاحا كبيرا من خلال أدوارها الأولى التى قدمتها فى فرق فوزى الجزايرلى وبشارة واكيم وعلى الكسار ويوسف وهبى، ثم انتقلت الى فرقة الريحانى التى أتاحت لها الانطلاق فى عروض جماهيرية ناجحة، وسرعان ما تخطفتها السينما حيث قدمت أول أفلامها «ابن الشعب» عام 1934 لتصبح فى غضون سنوات قليلة قاسم مشترك فى عدد كبير من الأفلام وشهدت فترة الأربعينيات قمة تألقها السينمائى، وشهد عام1947 مشاركتها فى ثمانية أفلام دفعة واحدة وهى (أبو حلموس، المتشردة، العرسان الثلاثة، غنى حرب، البريمو، بنت المعلم، بياعة اليانصيب ،ليلى بنت الفقراء).
حماتى قنبلة ذرية
ورغم تعدد أدوارها السينمائية الا أن شخصية الحماة كانت هى الأكثر بريقا فى مشوارها الممتد على مدى 35 عاما، فسواء لعبت دور ام الزوج كما فى (حماتى ملاك) أو أم الزوجة كما فى (لعبة الست)، فهى دوما المدانة باثارة الازمات بين الأزواج التى تكاد تخرب البيوت، لولا تدارك الزوجين فى آخر لحطة لفتنة الحماة، واذا كانت مارى منيب قد لعبت دور الحماة فى أفلام حملت بشكل صريح صفتها مثل (حماتى قنبلة ذرية، الحموات الفاتنات، حماتى ملاك)، فانها أدت أدوار الحماة فى أفلام أخرى عزفت على نفس النغمة مثل دورها فى فيلم (هذا هو الحب) الذى لعبت بطولته لبنى عبد العزيز أمام يحي شاهين، وجسدت من خلاله شخصية أم الزوج يحيى شاهين التى تمارس دورها منذ لحظة اختيار العروس فى مشاهد تسكن ذاكرة المتفرج، وتفجر الضحك فتشد شعرها لتتأكد أنه شعر حقيقى وليس مستعارا، وتطلب منها أن تكسر البندق بأسنانها لتتأكد من سلامة أسنانها، ولم يقتصر أدائها لشخصية الحماة على السينما بل قدمتها أيضا فى عروض مسرحية ناجحة مثل (سلفنى حماتك )، (حماتى بوليس دولى).
صورة من قريب
وبعيداً عن أدوارها الفنية كانت مارى منيب تتمتع بروح مرحة بين زملائها فكانت تلقى الأفيهات الضاحكة، وتعلق بأسلوبها الساخر على أجواء التصوير، وكانت مارى قد تزوجت من زميلها الممثل الكوميدى فوزى منيب التى نسبت اسمها الفنى له ومنحت اسمه الشهرة، وقد أنجبت منه ولدين وبنت، ثم انفصلت عنه وبقيت محتفظة باسمها الذى عرفه الجمهور، لكن وفاة شقيقتها دفعها للزواج مرة أخرى من زوج شيقتها المحامى فهمى عبد السلام لتقوم بتربية أولاد شقيقتها وقامت باشهار اسلامها، ويعد المطرب الراحل عامر منيب أحد أحفادها.
وكان آخر فيلم شاركت فيه (لصوص لكن ظرفاء) أمام عادل امام وأحمد مظهر، وقد رحلت فى 21 يناير1969 عن عمر يناهز64 عاما.