كان ـ خاص «سينماتوغراف»
أقيم، اليوم السبت، عرض فيلم «ماكبث ـ Macbeth»، ضمن فعاليات المهرجان السينمائي الدولي «كان» في دورته الـ68 والذي يقام في منطقة الريفيرا جنوب فرنسا، ويشهد حضور العديد من المشاهير من شتى أنحاء العالم.
وعرض الفيلم في قاعة Grand Théâtre Lumière، حيث أوشك المهرجان على إسدال ستائره ويعلن غدا الأحد في حفل الختام جوائزه لهذا الحدث المميز.
وفيلم «ماكبث» الذي يأتي في أواخر أيام مهرجان كان السينمائي، معيداً حسابات التنافس والترشيحات للمسابقة الرسمية، وكذلك القرن السابع عشر في اسكتلندا، من إخراج الاسترالى كوستين كيرزيل ويعد هذا الفيلم أول عمل سينمائي يدور حول الرواية الشهيرة «ماكبث» للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، ويعتبر النقاد أن المعالجة التي عرض بها المخرج رومان بولونسكي الرواية عام 1971، هي الأفضل، لذلك ينتظرون عرض الفيلم، للمقارنة بين كل منهما، ويحكي الفيلم قصة قائد اسكتلندي، قتل ملكه ليستولي على العرش بدعم وإغراء من الليدي ماكبث، وهنا يتحرك العمل في محورين هدفهما المباشر السلطة والعرش، عبر حكاية خالدة تعتبر من أهم الأعمال المسرحية التي أبدعها الروائي شكسبير.
ويظل الفيلم أميناً على النص والشخصيات، التي تتحرك بنوازع شخصية، حيث تشتغل الحروب العسكرية والنفسية والهدف دائماً عرش اسكتلندا والسلطة بكل جبروتها وقسوتها.
ويتوقف المشاهد أمام أداء عالي المستوى لكل من الممثل مايكل فاسبندر، بدور ماكبث، والنجمة الفرنسية ماريون كوتيارد، بدور الليدي ماكبث، التي لا تفكر بشيء إلا بأن تكون زوجة الملك، ولهذا تحرك زوجها صوب السلطة وعرش اسكتلندا.
أما مدير التصوير، آدم اركاباو، فصاغ لغة جمالية في رسم المشاهد، وحركة الكاميرا، وأيضاً صاغ كماً من الدلالات اللونية التي تمنح التفاسير دلالاتها وعمقها، وهكذا الأمر مع الديكورات التي أبدعها كريس دكينز .
المميز أن المخرج كوستين كيرزيل هو ابن المسرح، ولهذا حينما ذهب إلى السينما اعتمد على إرث مسرحي زاخر بالقيم وموضوع يظل حاضراً، حيث الحروب والدمار وآثار كل ذلك على الذات الإنسانية، في مزيد من التسلط والطمع بالسلطة.